خطة فليك للاحتفاظ بلقب الليجا

بدأ برشلونة حملة الدفاع عن لقبه في الدوري الإسباني لموسم 2025-2026 بفوز مقنع على مايوركا بثلاثية نظيفة، غير أن مدربه الألماني هانزي فليك لم يُبدِ ارتياحًا للأداء، بل وجّه رسالة صارمة للاعبيه مفادها أن الفريق يجب أن يلعب دائمًا بنسبة 100%، بغضّ النظر عن هوية المنافس أو ظروف المباراة. فليك أوضح في المؤتمر الصحفي بعد اللقاء أن فريقه اكتفى ببذل "50% من الجهد" عقب طرد لاعبين من صفوف مايوركا في الشوط الأول، معتبرًا أن هذا التراخي لا ينسجم مع خطته الرامية إلى فرض إيقاع مرتفع منذ انطلاق الدوري، تمهيدًا لتوسيع الفارق مبكرًا مع المنافسين المباشرين، ريال مدريد وأتلتيكو مدريد. ويُدرك المدرب الألماني أن منافسيه أنفقا ما يقارب 400 مليون يورو في سوق الانتقالات لتعزيز التشكيلة، في إشارة واضحة إلى رغبتهما في إزاحة برشلونة عن القمة. غير أن الفريق الكاتالوني يستفيد من أفضلية مهمة، وهي خوضه فترة إعداد صيفية تقليدية بعد استراحة اللاعبين، بخلاف الريال وأتلتيكو اللذين ارتبطا بالمشاركة في كأس العالم للأندية، الأمر الذي أرهقهما وأفقدهما التوازن في التحضيرات. وبحسب رؤية فليك، فإن جمع أكبر قدر ممكن من النقاط في الجولات الأولى سيكون مفتاح الموسم، خاصة مع تعثر أتلتيكو مدريد أمام إسبانيول في الجولة الافتتاحية، ما منح برشلونة تقدّمًا مبكرًا بفارق ثلاث نقاط على أحد أبرز منافسيه، في انتظار نتيجة ريال مدريد أمام أوساسونا. المدرب الألماني يدخل موسمه الثاني مع برشلونة مدركًا أن عنصر المفاجأة الذي ميّز الفريق الموسم الماضي قد انتهى، وأنه بات المرشح الأبرز للقب، ما يفرض عليه حافزًا جديدًا يتمثل في ترسيخ الهيمنة. ورغم رحيل المدافع إينيجو مارتينيز بشكل غير متوقع، فإن الفريق عزّز صفوفه بلاعبين مؤثرين مثل الحارس خوان جارسيا والمهاجم ماركوس راشفورد، الأمر الذي يمنح فليك هامشًا أكبر للمداورة بين اللاعبين والحفاظ على نسق بدني مرتفع طوال الموسم. ويُعوّل فليك على دروس الموسم الماضي، حيث قاد برشلونة لانطلاقة قوية حقق فيها 11 فوزًا في أول 12 مباراة، قبل أن يتراجع بشكل حاد في ما أطلق عليه "نوفمبر الكارثي"، حين حصد الفريق خمس نقاط فقط من أصل 21 ممكنة، وكاد أن يفقد لقبًا أعاده في النهاية بفضل انتفاضة متأخرة. لكن فليك يدرك جيدًا أن تكرار مثل هذا الانهيار لن يكون مقبولًا هذا الموسم، خاصة أن آخر لقبين حققهما برشلونة جاءا برصيد 88 نقطة، وهو مجموع قد لا يكفي هذه المرة مع قوة المنافسة. لذلك، يضع المدرب نصب عينيه هدفًا واضحًا: تجاوز حاجز التسعين نقطة، والابتعاد مبكرًا عن المطاردة، لضمان بقاء اللقب في "كامب نو" موسمًا ثالثًا على التوالي.


  أخبار ذات صلة