كأس العرب.. بنكهة المونديال

missing
علي حسين عبدالله

**كشفت النسخة الحادية عشرة من بطولة كأس العرب عن ملامح مرحلة الحسم، بعدما أسفرت نتائج دور المجموعات عن هوية فرسان دور الثمانية، في مشهد كروي يؤكد أن البطولة تسير بثبات نحو ذروتها الفنية والجماهيرية. مواجهات قوية تلوح في الأفق، أبرزها صدام الأخضر السعودي مع الفدائي الفلسطيني، ولقاء نسور سوريا بأسود الأطلس المغربي، فيما يضرب النشامى الأردنيون موعدًا منتظرًا مع أسود الرافدين العراقيين. **أما المواجهة التي تبدو – شخصيًا – الأكثر ترشيحًا لأن يكون الفائز بها يذهب بعيدا في البطولةً فهي لقاء الجزائر حامل اللقب مع المنتخب الإماراتي، لما يمتلكه الطرفان من خبرة، وجودة أسماء، وقدرة على اللعب تحت الضغط. ** فنيًا يمكن القول إن المستوى العام للمنتخبات العربية حتى الآن جاء مميزًا ومبشرًا، سواء على صعيد التنظيم، أو الانضباط التكتيكي، أو الحضور البدني العالي في أغلب المباريات. غير أن هذا التميز لم يكن شاملًا للجميع إذ بدا العنابي القطري، وكذلك المنتخب المصري، أقل من التوقعات مقارنة بالأسماء والإمكانات المتاحة، وهو ما يفتح باب التساؤلات حول الجاهزية الذهنية والانسجام داخل الملعب في بطولات قصيرة لا تعترف إلا بالحضور القوي منذ صافرة البداية. **أما على صعيد التحكيم، فتبقى علامة الاستفهام الأبرز: متى يدرك بعض اللاعبين إننا نلعب في وطن المونديال؟ وفي ملاعب مجهزة بأحدث تقنيات التحكيم، وعلى رأسها تقنية “الفار” المتطورة، التي لا تترك شاردة ولا واردة دون رصد؟ ورغم ذلك، ما زلنا نشاهد أخطاء ساذجة لا مبرر لها، كان أشهرها الطرد المستحق لحمد الله بعد تعمد إيذاء لاعب عمان، وكذلك طرد اللاعب العراقي إثر تدخله العنيف ضد الساحر الجزائري ياسين براهيمي. أخطاء فردية مكلفة لا تضر أصحابها فقط، بل تؤثر على مسار منتخبات بأكملها. * آخر نقطة.. وربما الأجمل هي ما تحققه بطولة كأس العرب على مستوى الحضور الجماهيري. أرقام قياسية تتحطم في الملاعب المونديالية، ومشاهد امتلاء الملاعب تعكس شغف الجمهور العربي بكرة القدم، وتؤكد أن ما يحدث اليوم هو امتداد طبيعي لنجاح مونديال استثنائي. أرقام تسجل في الدوحة قد يكون من الصعب كسرها إلا في بطولات عالمية مماثلة، وفي ملاعب شيدت لتكتب التاريخ. @Qatali2024


  أخبار ذات صلة