عقوبة إيفرتون تزلزل السيتي وتشيلسي!

يعرف الجيولوجيون جيداً أن ما يبدو في بعض الأحيان وكأنه هزة أرضية، هو مجرد مقدمة لحدث زلزالي أكبر. ويتعين علينا أن نتذكر هذا جيداً وسط الهزات التي صاحبت القرار الذي اتخذته رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز، بخصم 10 نقاط من إيفرتون بسبب انتهاك قواعد الربح والاستدامة في الدوري الإنجليزي الممتاز لأن مانشستر سيتي وتشيلسي قد يواجهان زلزالاً أكثر قوة بكثير. لقد اتُّهم مانشستر سيتي بانتهاك قواعد الدوري الإنجليزي الممتاز أكثر من 100 مرة على مدار عدة سنوات. ويخضع تشيلسي للتحقيق بسبب مخالفات مالية مزعومة بين عامَي 2012 و2019. وكما كشفت صحيفة «الجارديان» هذا الأسبوع، يبدو أن شركات مملوكة لمالك النادي السابق رومان أبراموفيتش قد دفعت أموالاً سرية بقيمة عشرات الملايين من الجنيهات الإسترلينية.  ويُعد إيفرتون أول نادٍ تعاقبه رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز بسبب انتهاك قواعد الربح والاستدامة، وتعتقد المحامية الرياضية البارزة كاثرين فورشو أن مانشستر سيتي وتشيلسي يخشيان التعرض لعقوبات أكثر قسوة بكثير، بما في ذلك احتمال الهبوط لدوري الدرجة الأولى. تقول فورشو التي تعمل في شركة «برابنرز» للمحاماة الرياضية، وتمتلك خبرة كبيرة في تقديم المشورة للهيئات الوطنية وأندية كرة القدم: «لو كنت محامياً في هذه الأندية، فسوف تشعر بمزيد من التوتر بعد هذا الحكم. لقد أصبحت هناك سابقة الآن. وبالمقارنة مع تشيلسي ومانشستر سيتي، فمن المحتمل أن يكون إيفرتون في الطرف الأدنى من الطيف من حيث الخطورة، لذلك، قد يكون الهبوط ليس أمراً مستبعداً بالتأكيد». ويشير محامي رياضي بارز آخر، وهو ني أنتيسون، إلى المادتين رقم 107 و108 من الحكم المؤلف من 41 صفحة والصادر بحق إيفرتون، باعتبارهما ذوي صلة على الأرجح بالقضايا المستقبلية في هذا الشأن.  ولم يقتصر الأمر على أن اللجنة أكدت لإيفرتون أن «الالتزام بالتصرف بأقصى قدر من حسن النية كان مرتفعاً» لكنها أخبرت النادي بأن المعلومات المقدمة «غير دقيقة إلى حد كبير»، و«أقل من الصراحة».  وتجب الإشارة أيضاً إلى أن اللجنة رفضت ادعاء ممثل إيفرتون بأنه «بالطريقة نفسها التي يعمل بها محاسب الضرائب على تقليل تعرض عميله للضرائب العالية، فإن أحد عناصر وظيفته هو حماية أو تفسير قواعد الربح والاستدامة الخاصة بالدوري الإنجليزي الممتاز لصالح صاحب العمل». ووفقاً لأنتيسون، وهو شريك ومحامي في شركة «شيريدانز» للمحاماة، فإن هذا من المحتمل أن يكون مهماً للغاية في قضايا أخرى. ويقول: «قال الممثل إن وظيفته هي تفسير قواعد الربح والاستدامة بشكل يصب في مصلحة صاحب العمل (إيفرتون في هذه الحالة) لكن اللجنة وجدت في هذه القضية أن واجب حسن النية العام من الأندية تجاه رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز ذو مستوى عالٍ للغاية ويتفوق على ذلك». وأضاف: «بصراحة، نظراً لأن الدوري الإنجليزي الممتاز لا يتابع بشكل عام ما يحدث في النادي، باستثناء هذه التقارير المالية التي يجب تقديمها، فمن المهم أن تمارس الأندية أقصى قدر من العناية في تقديم تلك التقارير. لذلك وجدت اللجنة أنه على الرغم من أن إيفرتون لم يكن ينوي التحايل على القواعد بشكل متعمد، فإنه فشل في الوفاء بواجب حسن النية، وكان ذلك أحد العوامل المشددة». ومع ذلك، كانت هناك أيضاً ظروف مخففة في قضية إيفرتون، فقد وافقت اللجنة -على سبيل المثال- على أن النادي قد «تصرف بشكل علني ومسؤول في تعاملاته مع الدوري الإنجليزي الممتاز، فيما يتعلق بتحديات قواعد الربح والاستدامة الخاصة بالدوري الإنجليزي الممتاز، ويجب أن يكون هذا السلوك في صالحه». كما أشارت إلى تأثيرات تفشي فيروس «كورونا»، والصعوبات الأخرى التي واجهها إيفرتون خلال الفترة التي تجاوز فيها الحد الأقصى المسموح به للخسائر، وهو 105 ملايين جنيه إسترليني على مدى 3 سنوات. ومع ذلك، قررت اللجنة فرض عقوبة بخصم 10 نقاط من إيفرتون في الدوري.  وتعد كل هذه الأمور جديرة بالملاحظة والدراسة في حالة مانشستر سيتي خصوصاً أن النادي الفائز بالدوري الإنجليزي الممتاز 7 مرات يواجه مزيداً من الاتهامات، بما في ذلك الفشل في تقديم «رؤية حقيقية وعادلة للوضع المالي للنادي»، والفشل في «تضمين التفاصيل الكاملة» حول المكافآت التي يحصل عليها اللاعبون والمديرون الفنيون، والفشل في الامتثال لقواعد اللعب المالي النظيف، والفشل في التعاون مع تحقيقات رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز. وقد أنكر مانشستر سيتي ارتكاب أي مخالفات، وقال إن هناك «مجموعة شاملة من الأدلة الدامغة» تدعم موقفه. وتعتبر حالة تشيلسي مختلفة مرة أخرى، في ظل استحواذ مالك جديد على النادي الذي يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، والذي يسلط الضوء على التناقضات التي وجدها بعد استحواذه على النادي.  يقول أنتيسون إن هناك خيطاً مشتركاً بين الحالات الثلاث، وهو أن «الدوري الإنجليزي الممتاز يحرص كل الحرص الآن على أن تكون قواعده ولوائحه رادعة للجميع». إذن، فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل كشّرت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز عن أسنانها أخيراً؟ تقول فورشو: «الرابطة تريد الآن توجيه أكثر من رسالة إلى الجهة التنظيمية المستقلة التي من المقرر أن تأتي. في الأساس، تقول رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز إنها تريد الاحتفاظ ببعض صلاحياتها التنظيمية لإدارة الدوري الخاص بها، وتُعد هذه طريقة لإظهار قدرتها على القيام بذلك، وسوف تتعامل مع انتهاكات القواعد واللوائح على محمل الجد». إذن، ما الذي سيحدث بعد ذلك؟ قال إيفرتون إنه سيستأنف ضد العقوبة، وضد الحكم الذي توصل إلى أن النادي فشل في التصرف بأقصى قدر من حسن النية. لكن أنتيسون وفورشو يعتقدان أن النادي ليس لديه فرصة قوية لإلغاء الحكم بالكامل. تقول فورشو: «قد يتم تخفيف العقوبة؛ لكن يتعين على النادي إثبات وجود نتيجة غير عادلة أو إثبات أنه قد تم تجاهل الأدلة. وبالنظر إلى التدقيق في القضية، والمدة الطويلة التي استغرقها هذا الأمر، أعتقد أن هذا غير مرجح». وفي الوقت نفسه، أعطى رئيس اللجنة، ديفيد فيليبس، أندية ليدز يونايتد وليستر سيتي وبيرنلي وساوثهامبتون، التي كتبت سابقاً إلى مالكي إيفرتون الجدد المحتملين، مجموعة «777 بارتنرز»، تحذرها من أنها تعتزم المطالبة بتعويضات في حالة صدور حكم بالإدانة، (28 يوماً) لكي تبلغ اللجنة بما إذا كانت تريد الحصول على تعويض. ولا يُسمح للأندية باتخاذ إجراءات قانونية منفصلة من خلال المحاكم.  وفي حين أن خصم 10 نقاط من إيفرتون لانتهاكه القواعد المالية للدوري أمر غير مسبوق، فإنه تم خصم نقاط من أندية الدوري الممتاز من قبل. وخُصمت 3 نقاط من ميدلسبره في 1997 عندما فشل في استكمال مباراة ضد بلاكبيرن روفرز، بينما تم خصم 9 نقاط من بورتسموث في 2010 عندما تعثر مالياً وفشل في دفع أجور موظفيه. وتجنب إيفرتون الهبوط بصعوبة في الموسمين الماضيين؛ حيث أنهى الموسم في المركزين 16 و17 على التوالي. وبعد خصم 10 نقاط من رصيده سيتراجع إيفرتون الذي يملك 14 نقطة للمركز قبل الأخير، متفوقاً على بيرنلي متذيل الترتيب بفارق الأهداف. والآن، لا يُمكن لتشيلسي ومانشستر سيتي سوى الانتظار لمعرفة ما ستفعله رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد ذلك. لكن بعد الحكم الذي صدر الجمعة الماضي، أصبح هناك شيء واحد واضح، وهو أن مجلسي إدارة الناديين يشعران الآن بتوتر كبير!


  أخبار ذات صلة