جماهير مانشستر تطالب برحيل عائلة جلايزر

مر ما يقرب من سبعة أشهر منذ أن طرحت عائلة جلايزر الأمريكية (المالكة) نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي للبيع، ورغم التقارير البريطانية التي أشارت الأسبوع الماضي إلى أن الصفقة حُسمت لصالح المصرفي القطري الشيخ جاسم بن حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، فإن عدم الإعلان الرسمي وعدم وضوح الرؤية لما يجري خلف الكواليس أصاب جماهير النادي العريق بالقلق والغضب. خلال المباراة الأخيرة للموسم الكروي أمام بورنموث رفعت جماهير يونايتد لافتات تطالب فيها عائلة جلايزر بالرحيل، ومنذ ذاك الوقت لم يتوقف اتحاد روابط مشجعي الفريق عن الدعوة للتجمهر أمام النادي من أجل تسريع عملية الاستحواذ للملاك الجدد حتى يتسنى لهم المساهمة في دعم الفريق خلال صيف الانتقالات. ووفقاً لتقارير جديدة، لا تزال عائلة جلايزر تناور للحصول على أقصى حد من المكاسب قبل المغادرة، إذا بالفعل قررت الرحيل. وترى روابط مشجعي الفريق أن العائلة الأمريكية تمارس نوعاً من التعذيب البطيء لجماهير النادي، في حين أن هناك حالة من الاضطراب الداخلي بين موظفي مانشستر يونايتد القلقين بشأن مصايرهم، وينتظرون بدورهم أخبار الاستحواذ. لقد فقدت عائلة جلايزر التي تملكت النادي منذ 18 عاماً ثقة المشجعين، ولم تفلح محاولاتهم في السنوات الأخيرة منح ممثل من الرابطة مكاناً في تقييم الأمور داخل الهيكل الإداري، في تقليل موجة الغضب ضدهم. وترى الجماهير أن كل أسبوع يمر دون بيع يخاطر بتعريض فرص يونايتد للتحسن الموسم المقبل للخطر. ويشعر جمهور يونايتد بأن الإدارة الأميركية استغلت النادي بأسوأ صورة منذ أن وصلت، وكان الهدف جني الأرباح على حساب تنمية الفريق حتى ولو أنهك ذلك خزينة يونايتد بالديون. ويُذكر أن عائلة جلايزر استحوذوا على ملكية يونايتد في 2005 مقابل 810 ملايين جنيه إسترليني، لكنهم لم يدفعوا سوى 272 مليون جنيه إسترليني من أموالهم الخاصة، وتم اقتراض الباقي باستخدام أصول النادي وأسهم شركاته كضمان للقرض. لقد كانت ديون مانشستر يونايتد قبل وصول عائلة جلايزر معدومة، لكن الملاك الجدد أغرقوا النادي بالديون عاماً بعد عام، ليصل الرقم إلى 535.7 مليون جنيه إسترليني في أوائل عام 2023. وكانت روابط مشجعي يونايتد قد حذرت من اليوم الأول لامتلاك مالكوم جلايزر (الأب) النادي من تأثير ذلك على نجاح الفريق الذي كان يسيطر على الساحة المحلية ويتصدر تصنيف أغنى أندية العالم، ووجهت نداء لحكومة حزب «العمال» آنذاك لوقف عملية الاستحواذ. ووفقاً للتقارير البريطانية الأخيرة، فإن عرض الشيخ جاسم، الراغب في شراء 100 في المائة من أسهم النادي، والذي يزيد قليلاً على خمسة مليارات جنيه إسترليني (6.31 مليار دولار)، إضافة لتحمل الديون المتراكمة، يلقى القبول من جانب عائلة جلايزر رغم ضغطها لإيصال المبلغ إلى 6 مليارات جنيه إسترليني. ومن المؤكد أن وصول الشيخ جاسم سيمنح الطمأنينة لجماهير يونايتد التي عانت من رؤية الإخفاقات المتتالية منذ رحيل المدرب القدير السير اليكس فيرجسون في 2013، رغم بصيص الأمل الذي لاح بالموسم الأخير بتتويج الفريق بكأس الرابطة وضمان تأهله لدوري الأبطال. ويرغب جمهور يونايتد في أن يتم الإعلان الرسمي لعملية الاستحواذ في أقرب وقت حتى يستطيع المدير الفني الهولندي اريك تن هاج تحديد أولوياته في سوق الانتقالات لإجراء التدعيمات المطلوبة إذ يحتاج الفريق بشكل ملحّ لمهاجم من العيار الثقيل، وكذلك لاعب وسط موهوب صانع للألعاب، وكل ذلك يتوقف على الميزانية التي ستُمنح له.