الهلال يكسر الهيمنة الأوروبية!

missing
أسامة ابراهيم

في ليلة كروية لا تُنسى، حفر نادي الهلال السعودي اسمه بأحرف من ذهب في سجل بطولة كأس العالم للأندية 2025، بعدما حقق إنجازًا استثنائيًا بإقصائه أحد أبرز الأندية الأوروبية والقوى الكروية الكبرى في العالم، مانشستر سيتي الإنجليزي، والتأهل إلى الدور ربع النهائي من البطولة، في مباراة وصفت بالملحمية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

دخل الفريقان المواجهة بكامل نجومهما، إلا أن الهلال رغم غياب نجمه سالم الدوسري، أظهر منذ البداية رغبة جامحة في كتابة التاريخ، متسلحًا بروح قتالية عالية وتكتيك محكم من المدرب الإيطالي الجديد سيموني إنزاجي.

وأثار هذا الفوز ردود فعل واسعة في الأوساط الرياضية العالمية، حيث اعتبروا أن ما فعله الهلال يمثل تحولًا كبيرًا في موازين الكرة العالمية، ويعكس تطور الكرة السعودية ونجاح استثماراتها في استقطاب النجوم خلال السنوات الأخيرة.

وفي الوقت الذي يخطف فيه الزعيم الأضواء عالميًا، جاءت مشاركات الأندية الأفريقية في مونديال الأندية باهتة ومخيبة للآمال، مما سلط الضوء مجددًا على التراجع الكبير في مستوى المسابقات بالقارة السمراء على صعيد الأندية. فقد ودّع كل من الأهلي المصري، والوداد المغربي، وصن داونز الجنوب إفريقي، البطولة مبكرًا، وبأداء متواضع افتقر للندية والخطط التكتيكية الحديثة.

فالأهلي، رغم تاريخه الكبير، لم ينجح في مجاراة الإيقاع العالي للمنافسين، وظهر بشكل تقليدي، عانى فيه من البطء في التحول والافتقار للحلول الفردية. أما الوداد وصن داونز، فقد اصطدما بالواقع الصعب لمستوى الاحترافية في البطولة، وأكدا الفجوة المتزايدة بين القارة السمراء وبقية القارات، لاسيما من حيث تجهيزات الأندية وتطورها الفني.

على النقيض تمامًا، يعكس الهلال ثمرة الطفرة النوعية التي شهدتها الكرة السعودية عمومًا، ودوري روشن بشكل خاص. فقد استفاد الفريق من بيئة احترافية متكاملة، ومنافسة محلية باتت تستقطب أفضل النجوم العالميين والمدربين الكبار، الأمر الذي ساهم في رفع نسق اللاعبين السعوديين وتطورهم بشكل كبير.

 

وباتت مواجهات دوري روشن السعودي تتسم بنديّة عالية ومهارات فردية جماعية توازي العديد من الدوريات العالمية، وهو ما انعكس بوضوح في أداء الهلال على الساحة الدولية. هذه النقلة النوعية وضعت الهلال في موقع المنافس الحقيقي، لا كمجرد ممثل للقارة الآسيوية، بل كقوة ضاربة تسعى لفرض هيمنتها بين الكبار.

في الختام، فإن الهلال لم يهزم فقط مانشستر سيتي في مجرد مباراة بالمستطيل الأخضر، بل كسر حاجز الهيمنة الأوروبية وأعاد رسم ملامح القوة الكروية في العالم، وأكد أن المستقبل في عالم كرة القدم ليس حكرًا على أندية أوروبا وأمريكا الجنوبية.


  أخبار ذات صلة