بينما يُسدل الستار على موسم كروي حافل في أوروبا، يبدأ في برشلونة معركة جديدة، ليس في أرضية الملعب، بل في مكاتب الإدارة وبين الوكلاء. بطل هذه المعركة المنتظرة هو الموهبة الصاعدة لامين يامال، اللاعب الذي تحوّل في فترة قصيرة إلى أحد أهم الأسماء في كرة القدم العالمية، وإلى "الورقة الرابحة" التي يحرص برشلونة حمايتها، ومنافسيه على الظفر بها.

لامين يامال، الشاب الذي لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، فرض نفسه كلاعب أساسي في تشكيلة برشلونة هذا الموسم، وبات يمثل الأمل الجديد لجماهير البلوجرانا. أداؤه المذهل، لمساته السحرية، وثقته العالية، جميعها دفعت كثيرين لوصفه بأنه "ميسي الجديد"، ليس فقط من حيث المهارة، بل من حيث التأثير الكبير على هوية الفريق وهجومه.

لكن بقدر ما يزداد بريق نجم يامال، بقدر ما تشتد الأطماع من كبار الأندية الأوروبية. التقارير الإعلامية تتحدث عن عروض فلكية تلوح في الأفق، أرقام تتجاوز كل ما عُرف في سوق الانتقالات سابقًا. وإذا كان برشلونة قد نجح في السابق بالحفاظ على أسطورته ليونيل ميسي في وجه العروض المغرية، فإن السؤال الآن: هل سيتمكن من الصمود أمام الإغراءات غير المسبوقة التي ستحاصر يامال؟.

ويمثل هذا التحدي معركة حقيقية للإدارة الكاتالونية، التي تجد نفسها أمام اختبار مزدوج: الحفاظ على الموهبة الشابة، وإقناعها بمشروع رياضي طويل الأمد، وفي الوقت ذاته مقاومة الإغراءات الاقتصادية التي قد تُخفف من أعباء الأزمة المالية للنادي.

ولا تقل المعركة خارج أسوار النادي خطورة. فريق وكلاء يامال، بقيادة الشهير خورخي مينديز، يدرك تمامًا أن بين أيديهم كنزًا ثمينًا. العروض تتوالى، والأرقام تتصاعد، ومن المتوقع أن تكون إدارة برشلونة أمام ضغط متزايد سواء من الوسطاء أو من السوق العالمية المتعطشة لمواهب نادرة بهذا الحجم.

لامين يامال ليس مجرد لاعب واعد، بل رمز للمرحلة المقبلة.. وبرشلونة مطالب بالقتال من أجل مستقبله.