رحل مبابي.. فتُوِّج باريس باللقب الأوروبي

missing
أسامة ابراهيم

في مشهد كروي لا يُنسى، توّج نادي باريس سان جيرمان الفرنسي بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، بعد فوز مستحق على إنتر ميلان الإيطالي في نهائي مثير احتضنه ملعب "أليانز أرينا" بمدينة ميونيخ الألمانية، ليكتب الفريق الباريسي صفحة مجيدة طال انتظارها في سجل البطولات القارية.

ما يجعل هذا الإنجاز أكثر قوة هو أنه تحقق في الموسم الذي شهد رحيل النجم الفرنسي كيليان مبابي، أحد أبرز لاعبي النادي في السنوات الأخيرة.

رحل مبابي إلى وجهة جديدة وتحديدًا ريال مدريد في صفقة مجانية، وتوقع كثيرون أن يغيب باريس عن المشهد الأوروبي دون نجمه الأبرز، إلا أن الواقع جاء مغايرًا تمامًا: رحل مبابي... فتُوِّج باريس.

منذ انطلاق الموسم، أصرّ المدير الفني لويس إنريكي على بناء فريق جماعي لا يعتمد على الفرد، بل على انسجام المنظومة وتوزيع الأدوار.

لم يكن الهدف فقط تعويض غياب مبابي، بل تأسيس كيان كروي قوي قادر على المنافسة والاستمرارية. فظهر الفريق الباريسي متماسكًا، منضبطًا، وأكثر نضجًا من ذي قبل.

وفي النهائي، تجسّد هذا العمل الجماعي في أبرز صوره، حيث تألق الشاب ديزيري دوي، البالغ من العمر 19 عامًا. كما قدّم النجم المغربي أشرف حكيمي أداءً استثنائيًا، فسجّل هدفًا وأضاف صلابة فنية واضحة على الجبهة اليمنى.

ما حققه باريس سان جيرمان هذا الموسم ليس مجرد بطولة لكنه ثلاثية تاريخية استثنائية تمثل إثبات عملي على أن "المشروع" يمكن أن ينجح بدون نجم واحد أو حتى عدة نجوم، إذا ما توفّرت الرؤية الفنية، والإدارة الذكية، والانضباط داخل وخارج الملعب.

بعد سنوات من الاستثمارات الضخمة في الأسماء اللامعة، مثل نيمار، ميسي، ومبابي، ظن كثيرون أن باريس لا يستطيع الحياة من دونهم.

غير أن موسم 2024-2025 جاء ليكسر هذه الفكرة، ويؤكد أن "المنظومة أولًا"، وأن المجد لا تصنعه الأسماء بل يُبنى بالتخطيط والإيمان بالمشروع.


  أخبار ذات صلة