ثورة تدريبية في الكالتشيو بالموسم الجديد

تشهد منافسات موسم 2025-2026 في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى انطلاقة قوية، وسط تفاؤل واسع بين الأندية الطامحة لتحقيق موسم استثنائي. وبينما قطعت أندية الدوري الإنجليزي الممتاز والليج 1 الفرنسية والليجا الإسبانية جولتين من مشوارها، انطلقت منافسات الدوري الإيطالي والبوندزليجا الألمانية في نهاية الأسبوع الماضي، وسط ترقب كبير بعد نافذة انتقالات صيفية تاريخية لم تُغلق بعد، شهدت إنفاق المليارات في صفقات ضخمة لتعزيز الصفوف. لكن التغييرات الكبيرة لم تقتصر على اللاعبين فقط، إذ فرضت نفسها بقوة على مستوى الأجهزة الفنية، حيث دخلت 12 نادياً من أندية الدوري الإيطالي الموسم الجديد تحت قيادة مدربين مختلفين عن الموسم الماضي، من بينهم أندية كبرى مثل إنتر ميلان وميلان وروما. ورغم أن هذا الرقم يبدو لافتًا، فإنه لا يمثل رقمًا قياسيًا تاريخيًا، حيث كان الموسم الماضي قد شهد تغيير 14 مدربًا دفعة واحدة في بداية الموسم، وهو العدد الأكبر في تاريخ الدوري الإيطالي والدوريات الخمسة الكبرى منذ عام 2000. وتكشف الأرقام أن الأندية الإيطالية تتصدر بفارق كبير قائمة الأكثر تغييرًا للمدربين على مستوى القارة، إذ تظهر في 11 مركزاً من أصل المراتب العشرين الأولى بين الدوريات الكبرى، في وقت تبدو فيه أندية الدوري الإنجليزي الممتاز والبوندزليجا الألمانية أكثر استقراراً وأقل ميلاً لإجراء هذه التغييرات المتكررة. وبين طموحات الأندية الكبرى وسعي الفرق الصاعدة لضمان البقاء، يبدو أن الدوري الإيطالي مستمر في ترسيخ سمعته كأكثر الدوريات الأوروبية تقلبًا على مستوى الأجهزة الفنية، في ظاهرة تعكس ثقافة كروية خاصة تتسم بتركيز شديد على النتائج الفورية، ولو على حساب الاستقرار طويل الأمد.