في يناير.. أزمة بين صلاح وليفربول!
سيخوض ليفربول اختبارات صعبة خلال شهر يناير، في غياب نجمه الأبرز وهدّافه المصري محمد صلاح الذي سينضم لمنتخب بلاده في نهائيات كأس الأمم الأفريقية. وفي موسم مثير شهد تبادل أكثر من فريق لمركز القمة، يأمل ليفربول التمسُّك بالصدارة، وعدم تأثُّر الفريق بغياب صلاح، حيث يتوقع المنافسون أن يؤدي ذلك إلى حدوث تغيير في حظوظ الفرق التي تتنافس على اللقب! لقد ظهرت علامات الاستياء والغضب على وجه المدير الفني الألماني، يورجن كلوب، عندما سُئل عن هذا الموضوع قبل مواجهة فريقه لنيوكاسل (اليوم)، وأعرب عن أسفه الشديد لغياب النجم المصري. تجدر الإشارة إلى أن صلاح كان موجوداً في الملعب، في مباراة واحدة فقط من المباريات الثلاث التي خسرها ليفربول في جميع المسابقات هذا الموسم، وكان ذلك أمام توتنهام، في لقاء تعرض فيه فريقه لطرد لاعبَين ليكمل المباراة بتسعة لاعبين. وعبَّر كلوب عن إحباطه نتيجة غياب صلاح عن الفريق أثناء «كأس الأمم الأفريقية»، قائلاً إنه «موقف غريب حقاً». ومن المؤكد أن غياب واتارو إندو في التوقيت نفسه للمشاركة مع منتخب اليابان في كأس الأمم الآسيوية يؤدي إلى تفاقم الأمور، لكن خسارة جهود النجم المصري الذي تصدر قائمة هدافي ليفربول لمدة 6 مواسم متتالية (وهو في طريقه للقيام بذلك للموسم السابع) هي ما تسبب الذعر للمدير الفني الألماني. لكنّ هناك أسباباً تدعو كلوب لعدم الإحباط، من بينها أنه في المناسبة الوحيدة التي ترك فيها صلاح ليفربول للمشاركة في «بطولة الأمم الأفريقية»، في منتصف الموسم، خلال فترة الست سنوات ونصف السنة التي قضاها في «آنفيلد»، وكان ذلك بالتحديد في يناير 2022، فإن الفريق تأقلم مع هذا الوضع، وحقق الفوز في 7 من 8 مباريات، وكان غائباً أيضاً النجم السنغالي ساديو ماني، وهي الفترة التي شهدت أيضاً فوز ليفربول ذهاباً وإياباً على آرسنال في نصف نهائي «كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة». في الواقع، كان موسم 2016-2017، قبل وصول صلاح، هو الذي عانى فيه ليفربول بشدة من تداعيات إقامة «بطولة كأس الأمم الأفريقية (2017)» في منتصف الموسم، حيث افتقد خدمات ساديو ماني، ولم يحقق الفوز سوى مرة واحدة فقط في 7 مباريات غاب عنها النجم السنغالي. وبعد ذلك، أقيمت بطولة «كأس الأمم الأفريقية (2019)» في شهري يونيو ويوليو. ونفى كلوب أن تكون لديه أي خطة طويلة المدى لتعويض صلاح، وسيعتمد بدلاً من ذلك على الدفع بلاعبين آخرين بشكل تدريجي عند الحاجة. تأتي عودة البرتغالي ديوجو جوتا من الإصابة في أوتار الركبة في توقيت مثالي بهذا الصدد، لكن من الصعب أن ينجح أي لاعب في تقديم المستويات التي يقدمها صلاح في مركز الجناح الأيمن. لقد أشار البعض إلى أن تأثير النجم المصري بدأ يتضاءل، لكن أهدافه الستة عشر التي أحرزها في جميع المسابقات هذا الموسم تصل لضعف عدد ثاني هدافي الفريق، وهو جوتا، الذي رفع رصيده إلى 9 أهداف بعد الهدف الذي سجَّله في مرمى بيرنلي.وقال كلوب: «كنا نعلم من وقت لآخر أن (كأس الأمم الأفريقية) ستُلعب، وأن صلاح سوف يرحل للمشاركة مع منتخب بلاده. كل خطة طويلة المدى كان يمكن أن أضعها تعتمد بشكل كبير على اللاعبين المتاحين للمشاركة في المباريات فلماذا أفكر من شهر أكتوبر في اللاعب الذي يمكنني الاعتماد عليه لتعويض صلاح، في الوقت الذي لا أعلم فيه مَن هم اللاعبون الذين سيكونون متاحين؟ يمكن أن يكون لدينا حلول اليوم، وآمل أن تكون لدينا حلول بعد مباراة نيوكاسل أيضاً». وفي موسم 2021-2022، كان جوتا مَن لعب بدلاً من صلاح، وسجَّل هدفين في مرمى آرسنال على ملعب الإمارات ليقود ليفربول للوصول إلى المباراة النهائية لـ«كأس رابطة الأندية الإنجليزية» المحترفة على ملعب ويمبلي، وهي المباراة التي فاز فيها ليفربول على تشيلسي بركلات الترجيح، في الموسم الذي كان يسعى فيه ليفربول للفوز بالرباعية التاريخية، لكنه لم يتمكن من تحقيق ذلك في نهاية المطاف. أنهى جوتا ذلك الموسم محرزاً 21 هدفاً في جميع المسابقات، ليؤكد أنه بديل قوي ومؤثر لصلاح، الذي أحرز 31 هدفاً في ذلك الموسم، ثم جاء بعده ماني بـ23 هدفاً. ويأمل كلوب أن يتمكن اللاعب البرتغالي، الذي أشاد كلوب بـ«عقليته الكروية»، لكنه يتعرض لانتقادات من بعض جمهور ليفربول، من تقديم هذه المستويات القوية مرة أخرى. وقال كلوب عن جوتا: «إنه لاعب ذكي للغاية، ويفهم المباريات بشكل رائع أعتقد حقاً أن البرتغال محظوظة بامتلاك مثل هؤلاء اللاعبين الذين يفهمون المباريات بشكل مختلف، وجوتا واحد منهم بالطبع، حيث يمكنه رؤية المواقف بشكل دقيق، والتكيُّف مع الخصم بشكل أسرع بعض الشيء علاوة على ذلك، يمكنه اللعب بكلتا القدمين، ويجيد إنهاء الهجمات بشكل رائع». وبطبيعة الحال، هناك 3 لاعبين آخرين من «الخمسة المشهورين» في ليفربول الذين يأمل كلوب في الاعتماد عليهم بشكل أكبر. ويواصل داروين نونيز الترنح فتارة يقدم مستويات تجعلك تصفه بأنه لاعب من الطراز العالمي، وتارة أخرى يجعلك تشعر بأنه لا يستحق الثمن الباهظ الذي دفعه ليفربول للتعاقد معه بالإضافة إلى ذلك، يُعد كودي جاكبو ولويس دياز لاعبَيْن جيدين، لكن يمكنهما تقديم المزيد. ويمكن أن يدفع كلوب بهارفي إليوت في دور أكثر تقدماً، بوصفه اللاعب الأعسر الوحيد الآخر ذا العقلية الهجومية في الفريق، بخلاف صلاح. وتجدر الإشارة هنا إلى أن جدول مباريات ليفربول في شهر يناير يمنحه فرصة للتنفُّس على الأقل، فبعد مواجهة نيوكاسل في يوم رأس السنة الجديدة، سيخوض الفريق مباراتين أخريين فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز (ضد بورنموث وتشيلسي)، ومباراتي ذهاب وعودة في الدور نصف النهائي لـ«كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة»، أمام فولهام، بالإضافة إلى مواجهة آرسنال في الدور الثالث لـ«كأس الاتحاد الإنجليزي»، ومباراة محتملة أخرى في الدور الرابع. وبعد ذلك، يلعب ليفربول أمام آرسنال وبيرنلي في الدوري في أوائل فبراير، لكن صلاح قد يعود بحلول ذلك الوقت بناء على النتائج التي سيحققها المنتخب المصري في نهائيات كأس الأمم الأفريقية.