أليسون: تنظيم مونديال قطر إنجاز تاريخي

قالت الأمريكية أليسون تايلور، مديرة التخطيط والأراضي في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، إن النجاح الاستثنائي الذي تحقق خلال تنظيم كأس العالم 2022 لكرة القدم في قطر، هو إنجاز تاريخي غير مسبوق، معربة عن فخرها بالمشاركة ضمن فريق العمل على مدى أكثر من تسع سنوات، على طريق الإعداد لاستضافة أول نسخة من مونديال كرة القدم في العالم العربي والشرق الأوسط. وأضافت أليسون، في مقابلة لموقع اللجنة العليا، ضمن سلسلة جديدة للجنة العليا بعنوان "مونديال استثنائي" تلقي من خلالها الضوء على جهود فريقها الذي لعب دورا أساسيا في رحلة تنظيم المونديال: "العمل في مشروع عالمي ضخم مثل كأس العالم يعد فرصة العمر بالنسبة لي". وتابعت، في المقابلة التي نشرتها اللجنة العليا عبر موقعها على الإنترنت: "جاءتني هذه الفرصة الفريدة بعد عملي في قطر على مدى عامين، فتحمست على الفور لهذه الخطوة، للإسهام في مسيرة التطور التي تشهدها البلاد، وبالطبع لم أكن لأقول لا لمشروع على هذا المستوى العالمي". وشغلت أليسون، المهندسة المتخصصة في التخطيط العمراني، العديد من المهام طوال سنواتها التسع في اللجنة العليا، حيث شاركت في مراحل التخطيط والإنشاء لاستادات ومرافق البطولة، حتى انطلاق مرحلة العمليات التشغيلية خلال البطولة. وانضمت أليسون إلى اللجنة العليا في عام 2014، وقد جرى تعيينها في البداية لإدارة تصاريح البناء الخاصة بالاستادات، لتتولى بعدها مهام مراجعة التصميمات للاستادات والمخططات العامة للمناطق المحيطة باستادات البطولة. وفي هذا السياق، قالت أليسون: "جرى تكليفي بالعمل في تخصيص الأراضي لاستخدامها خلال البطولة، حيث ساعدت العديد من فرق العمل في تحديد مواقع مؤقتة ملائمة للعمليات التشغيلية، والتواصل بشأنها من الجهات المالكة لها، وقد شمل ذلك المواقع الرسمية وغير الرسمية للبطولة، مثل الاستادات ومجمعات التدريب، ومناطق المشجعين، ومحطات النقل ومرافق البث". وحول دورها خلال أيام المونديال، قالت أليسون إنها عملت من المركز الرئيسي للعمليات ممثلة لفريق المواقع غير الرسمية للبطولة، مشيرة إلى أن المركز كان يضم ممثلين عن العديد من الجهات، بما في ذلك شركاء من المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء)، وهيئة الأشغال العامة (أشغال)، إضافة إلى عدد من مراكز القيادة. وأضافت: "تعاملنا مع العديد من القضايا التي طرأت خلال الحدث، وعملنا على ضمان سير العمليات دون معوقات. ومن الأمثلة على ذلك قبل أسابيع من انطلاق البطولة، احتاجت فرق العمل للدخول إلى مواقع البطولة لإتمام أعمال المنشآت المؤقتة، وقد سعيت وقتها بكل جد للحصول على الموافقات اللازمة من الأطراف المعنية، لتقوم فرق العمل بدورها في وضع اللمسات النهائية استعدادا للحدث الكبير." أما عن أهم الإنجازات التي تفخر بها طوال رحلتها على طريق المونديال، قالت أليسون: "أهم ما أفخر به هو نجاحنا في تنظيم أفضل نسخة في تاريخ كأس العالم، بعد هذه الرحلة الطويلة فخلال مشاركتي في هذا المشروع على مدى تسع سنوات، ومع مرور الوقت، كنت دائما أتساءل: كيف سيكون هذا الأمر؟ هل سنتمكن بالفعل من الوصول إلى خط النهاية؟ لم يكن الإنجاز يتعلق بعملي فقط، ولكنه كان أيضا إنجازا استثنائيا لدولة قطر، ولجميع زملائي، لقد كان إنجازا عظيما". وحول شعورها بعد إسدال الستار على البطولة، قالت أليسون: "بالطبع أشعر بفخر كبير لمشاركتي في هذا المشروع الفريد، وقد خرجت من هذه الرحلة بمجموعة مذهلة من الزملاء الرائعين والعديد من التجارب المذهلة على طريق المونديال. لقد كنت سعيدة الحظ بالعمل في هذا المشروع منذ بدايته تقريبا، وأعظم شعور بالنسبة لي الآن هو رؤية كل هذه الاستادات وقد أصبحت واقعا، ويجري تشغيلها بكامل طاقتها الاستيعابية، والآلاف من الجمهور يستمتعون بقضاء أوقات رائعة في هذه المواقع التي رأيتها عندما كانت مجرد تصورات أولية على الورق." وعن أهم ذكرياتها مع المونديال، قالت أليسون: "لدي الكثير من الذكريات المفضلة مع هذ الحدث العالمي المبهر، أحدها مع أفراد عائلتي الذين جاءوا من الولايات المتحدة، فقد جاء والدي مع بعض أفراد عائلتي من كاليفورنيا، وهي بالطبع رحلة طويلة، ولم يسبق لهم زيارة قطر، وقد رأيتهم يتنقلون بين الاستادات، ويستخدمون مترو الدوحة، ويعبرون عن اندهاشهم بهذا البلد الرائع، فالجميع يتعاملون بكل ود وترحاب. لقد كانت هذه من أهم ذكرياتي مع البطولة، إضافة إلى حضوري مباريات الحدث الرياضي الأبرز في العالم". وتطرقت أليسون في المقابلة للحديث حول الدروس المستفادة من تجربتها مع المونديال، مشيرة إلى أن الدرس الأساسي هو التنسيق والعمل الجماعي، وقالت: "العمل بروح الفريق الواحد والتعاون بين أفراده عن كثب في غاية الأهمية لنجاح المهمة، فقد حدثت مواقف معينة في العمل، جرى خلالها تنفيذ بعض المهام بشكل فردي، وليس من خلال العمل الجماعي، وقد تظهر المشكلات جراء ذلك، فأوصي دائما برفع سماعة الهاتف لنتحدث مع بعضنا البعض ونتعامل بلطف مع الآخرين، في سبيل إنجاز المهمة، فهذا النجاح في النهاية يحسب لفريق العمل". وفي ختام حديثها، وجهت أليسون نصيحتها لكل من تتاح أمامه فرصة العمل في الأحداث الرياضية الكبرى بالمستقبل، وقالت: "عليك أولا أن تدرك ما أنت مقبل عليه، وأن تعي حجم الحدث الذي تعمل به، وتتوقع أن تواجه ضغوطا هائلة خلال أداء مهام عملك اليومي، ورغم ذلك عليك إنجاز العمل على أكمل وجه. كما ينبغي عليك أن تدرك أثر هذا الحدث على الآخرين، ولا يفوتك الاستمتاع بكل تفاصيل البطولة لأن أيامها تمر سريعا، فاحرص على صناعة ذكريات فريدة تفخر بها وستبقى دائما معك".


  أخبار ذات صلة