أكثر من مجرد بطولة

missing
علي حسين عبدالله

 من الدوحة انطلقت رسالة وحدة عربية قوية، تخطت أبعاد الميدان الرياضي لتغوص في أعماق الوجدان الجمعي. لم يكن حفل الافتتاح في استاد البيت مجرد استعراض تقني، بل كان احتفاءً بالتراث العربي بتنوعه، وتجسيداً حياً لروح الوحدة والإرث المشترك. اختيار «جحا» حكيم البسطاء تميمة للبطولة يضفي بعداً ثقافياً وإنسانياً، مؤكداً أن هذه المناسبة هي فعلاً «عرس جماهيري إعلامي عربي» كما وصفته. ** رغم غياب المحترفين، تتحول البطولة إلى منصة لا تقدر بثمن للمنتخبات. فهي محطة إعداد مثالية، خاصة للفرق المتأهلة إلى مونديال 2026. الأردن، أول العرب تأهلاً للمونديال، يرى في البطولة فرصة «مثالية للإعداد»، كما أكد مدربه الذي يطمح لتقديم مستوى يليق بالكرة الأردنية. النظرة ذاتها تتبناها الإمارات، التي حافظت على تشكيلتها الأساسية للملحق الآسيوي، مما يضمن حدة تنافسية عالية. وكذلك المنتخبات المشاركة في أمم أفريقيا تتوقع ان تجلب معها نجوما من الممكن ان يسجلوا حضورا قويا في البطولة الحالية. أما منتخب قطر فهو أيضا يريد ان يمنح الوجوه الجديدة الفرصة الكاملة لاكتساب الثقة والخبرة. **كأس العرب 2025، برعاية FIFA، أثبتت أنها أكثر من منافسة رياضية. إنها محفل للهوية والذاكرة المشتركة، وساحة لاكتشاف المواهب الجديدة، ومعمل إعداد حقيقي لمستقبل الكرة العربية على الساحة الدولية. النجاح التنظيمي القطري، الذي أقنع الفيفا بضم البطولة تحت مظلتها، يعيد تأكيد أن هذه الأرض أصبحت عاصمة حقيقية للحدث الرياضي العربي. البطولة تسير على درب تحويل الحلم العربي الكروي المشترك إلى حقيقة ملموسة. ** اليوم صدام الجزائر والسودان في لقاء يحمل ثقلاً تاريخياً وإفريقياً. الجزائر حاملة اللقب ستواجه تحدياً من «صقور الجديان» السودانيين الذين يسعون لتأكيد قدرتهم على خلق المفاجآت. والأردن أمام الإمارات: قمة المجموعة الثالثة بامتياز. لقاء مبكر بين متأهل المونديال (الأردن) ومنتخب إماراتي قوي ومتطور يبحث عن تأكيد مكانته. النتيجة هنا قد ترسم خريطة طريق التصفيات من المجموعة. ولقاء العراق والبحرين مواجهة أخرى تتسم بالندية والتعقيد التكتيكي، حيث يأتي البحرين «بطموحات لا سقف لها» لاختبار عراق يملك سجلاً حافلاً في البطولة. * آخر نقطة.. المغرب استحق نقاط المباراة وجزر القمر فريق يستحق التحية، والسعودية أثبتت جاهزيتها وعمان كشفت معاناتها بسبب الغياب، والكويت عذبت الفراعنة حتى جاء الفرج من ضربة جزاء صحيحة لتسجيل تعادل عادل ومستحق للطرفين.


  أخبار ذات صلة