من يتحمّل كارثة إصابات برشلونة؟
تزايدت المخاوف داخل نادي برشلونة الإسباني خلال الأسابيع الأخيرة بعد انضمام عدد كبير من اللاعبين إلى قائمة المصابين، ما تسبب في حالة من القلق لدى الجهاز الفني بقيادة المدرب الألماني هانزي فليك وجماهير الفريق، وفتح باب التساؤلات حول سبب هذه الأزمة المتصاعدة.
ورغم سهولة إلقاء اللوم على الجهاز الطبي أو المسؤولين عن الإعداد البدني، فإن ما يحدث داخل الفريق الكاتالوني أكثر تعقيدًا من مجرد تحميل المسؤولية لاسم بعينه. فالثنائي خوليو توس، المعد البدني، وراؤول مارتينيز، مسؤول العلاج الطبيعي، يمتلكان خبرة كبيرة وسجلًا مميزًا، وقد أشاد بهما الجميع في الموسم الماضي حين قدم الفريق أحد أفضل عروضه البدنية.
لكن المشكلة الحقيقية تعود إلى غياب فترة إعداد مثالية قبل انطلاق الموسم. المدرب هانزي فليك كان قد اشتكى لرئيس النادي خوان لابورتا من الجولة الصيفية في آسيا، التي تسببت في إرهاق كبير للاعبين بسبب السفر الطويل ودرجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية، ما أدى إلى تقليل نسبة التدريبات البدنية المطلوبة خلال التحضير للموسم.
كما أن ضغط المباريات هذا الموسم أجبر الجهاز الفني على الاعتماد على تدريبات الاستشفاء بدلاً من تدريبات القوة، خاصة مع قلة التدوير واعتماد المدرب على مجموعة محدودة من اللاعبين، الأمر الذي ضاعف الإرهاق وأدى إلى سقوط المزيد من النجوم في فخ الإصابات.
ويبدو أن ضيق قائمة الفريق وغياب البدائل الجاهزة جعلا برشلونة أمام اختبار بدني قاسي، في ظل رزنامة صعبة تتطلب وجود تشكيلتين كاملتين تقريبًا للحفاظ على النسق العالي طوال الموسم.
ولم تتوقف أسباب الأزمة هنا، حيث تشير التقارير الإسبانية إلى أن بعض اللاعبين الدوليين ضغطوا على أنفسهم بشكل زائد خلال مشاركاتهم مع منتخبات بلدانهم، ما ضاعف من معاناتهم فور العودة إلى النادي.
ورغم كل تلك التحديات، كان لابورتا يفكر في خوض مباراة ودية في ميامي وأخرى محتملة في بيرو خلال الموسم، لتعويض الخسائر الاقتصادية نتيجة ضعف الحضور الجماهيري في ملعب يوهان كرويف، وهو ما أثار استياء الجهاز الفني الذي يخشى تفاقم الوضع.
أزمة الإصابات أصبحت الآن على رأس أولويات برشلونة، في وقت يسعى فيه فليك للحفاظ على حظوظ الفريق في المنافسة محليًا وأوروبيًا وسط موسم يبدو أنه الأصعب بدنيًا للنادي منذ سنوات.