جدل ميسي ورونالدو الذي لا ينتهي

missing
محمود حسن

فتح كريستيانو رونالدو الباب مجددًا حول الجدل الأزلي بشأن من هو الأفضل بينه وبين الأرجنتيني ليونيل ميسي، من خلال تصريح أدلى به في مقابلة وُصفت بأنها "الأكبر في مسيرته" مع الإعلامي البريطاني بيرس مورغان.

البرتغالي الذي نادرًا ما يمنح مقابلات صحفية، قرر هذه المرة الحديث بصراحة، ومع ذلك فإن الجملة التي نطق بها في دقيقة واحدة من الإعلان الترويجي كانت كافية لإشعال النقاش العالمي من جديد.

سأله مورغان: "يقولون إن ميسي أفضل منك، ما رأيك؟"، فرد رونالدو دون تردد: "ميسي أفضل مني؟ لا أوافق على ذلك الرأي، ولا أريد أن أكون متواضعًا."

بهذه الجملة القصيرة، أعاد رونالدو إشعال نقاشٍ لم يخمد منذ ما يقرب من عقدين، نقاش يقسم الجماهير ويُلهب وسائل التواصل الاجتماعي ويثير سجالاتٍ في المقاهي والملاعب والمدارس، فهل ميسي هو الأعظم؟ أم أن كريستيانو هو الأيقونة الأبدية؟

المقارنة بالأرقام لا تحسم الصراع

إذا نظرنا إلى الأرقام المجردة، سنجد أن ميسي يتفوق في معدل التسجيل لكل مباراة (0.79 مقابل 0.74 لرونالدو)، كما أنه يتفوّق بشكلٍ واضح في صناعة الأهداف والتمريرات المفتاحية والمراوغات، حيث صنع أكثر من 399 تمريرة حاسمة في مسيرته، مقابل 259 فقط لرونالدو.

لكن على الجانب الآخر، يبقى رونالدو ملك الكرات الهوائية بلا منازع، إذ سجل 156 هدفًا بالرأس مقابل 29 فقط لميسي، كما يمتلك الأفضلية في دقة تنفيذ ركلات الجزاء وعدد الأهداف الإجمالي طوال مسيرته.

أسلوبان مختلفان.. وعظمة مشتركة

تكمن روعة هذا الجدل في أن المقارنة بينهما ليست بين متشابهين، بل بين نقيضين يكملان بعضهما البعض، ميسي هو الفنان، اللاعب الذي يصنع الجمال بلمسة خيالية وتمريراتٍ من كوكبٍ آخر.

أما رونالدو فهو الرمز الصارم للاحترافية والانضباط، مقاتلٌ لا يعرف الاستسلام، صقل موهبته بالعمل حتى صار آلة تهديف بشرية.

الجوائز والانجازات

من ناحية الجوائز الفردية، يتفوق ميسي بثماني كرات ذهبية مقابل خمس لرونالدو، إلى جانب لقب كأس العالم الذي رفعه في قطر 2022.

لكن رونالدو يظل أسطورة البطولات الأوروبية بلا منازع، بخمس بطولات لدوري أبطال أوروبا ولقبٍ قاريٍ تاريخي مع البرتغال في يورو 2016، إضافة إلى دوري الأمم الأوروبية.

 

مَن الأفضل؟

الحقيقة أن الإجابة قد لا تأتي أبدًا، لأن المقارنة بين ميسي ورونالدو لا تُقاس بالأرقام وحدها، بل بما أضافه كلٌ منهما لكرة القدم.

لقد جعل ميسي المستحيل ممكنًا بالموهبة، وجعل رونالدو الممكن أسطورةً بالإصرار.

وحين يُسدل الستار على حقبتهما، سيبقى التاريخ منقسمًا بين من يرى كرة القدم فنًا، ومن يراها إنجازًا.

في النهاية، ربما يكون رونالدو محقًا حين قال إنه لا يتفق مع الرأي القائل إن ميسي أفضل منه، فكلٌّ منهما يعيش في مجرته الخاصة.

لكن المؤكد أن كرة القدم لن تعرف جدلاً أعظم من هذا:

"ميسي ورونالدو... جدلٌ لا ينتهي".


  أخبار ذات صلة