تعرّف على إنجازات مانشيني مدرب السد الجديد

يُعد المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني أحد أبرز الأسماء في عالم التدريب خلال العقدين الأخيرين، بعدما ترك بصمات واضحة مع أندية كبرى في أوروبا ومنتخبات وطنية، آخرها منتخب إيطاليا، الذي قاده إلى التتويج ببطولة أمم أوروبا «يورو 2020». واليوم يبدأ مانشيني فصلًا جديدًا في مسيرته بعد تعيينه مديرًا فنيًا لنادي السد القطري لمدة موسمين ونصف.
بداية مبكرة ومسيرة واعدة
وُلد مانشيني في مدينة يسولو الإيطالية عام 1964، وبدأ مسيرته كلاعب مع نادي بولونيا، قبل أن ينتقل إلى سامبدوريا، حيث صنع التاريخ بتتويجه بلقب الدوري الإيطالي وكأس الكؤوس الأوروبية، ليُعد أحد أبرز لاعبي الجيل الذهبي للنادي. اعتزل اللعب في عام 2001، ليبدأ بعدها مباشرة مسيرته التدريبية.
أولى المحطات التدريبية
بدأ مانشيني مشواره كمدرب مع فيورنتينا عام 2001، حيث حقق لقب كأس إيطاليا في أول موسم له، ثم انتقل إلى لاتسيو وقاده لتحقيق كأس إيطاليا 2003-2004، ليُثبت قدراته التدريبية مبكرًا ويجذب أنظار الأندية الكبرى في الكالتشيو.
المجد مع إنتر ميلان
شهدت فترة مانشيني مع إنتر ميلان (2004–2008) واحدة من أنجح فتراته التدريبية، إذ قاد الفريق لتحقيق ثلاثة ألقاب متتالية في الدوري الإيطالي أعوام (2006، 2007، 2008)، ولقبين في كأس إيطاليا، ولقب كأس السوبر الإيطالي، ليُعيد النيراتزوري إلى قمة الكرة الإيطالية بعد سنوات من الغياب.
عاد مانشيني لاحقًا إلى إنتر ميلان عام 2014 لفترة ثانية استمرت حتى 2016، ساهم خلالها في إعادة بناء الفريق بعد مرحلة ما بعد جوزيه مورينيو.
الإنجاز التاريخي مع مانشستر سيتي
في عام 2009، تولى مانشيني تدريب مانشستر سيتي الإنجليزي في واحدة من أبرز محطاته الخارجية.
وخلال أربع سنوات (2009–2013)، أعاد الفريق إلى منصات التتويج بعد عقود من الغياب، محققًا لقب الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2011–2012 بطريقة درامية لا تُنسى، عندما حسم اللقب في اللحظات الأخيرة أمام كوينز بارك رينجرز بهدف سيرخيو أجويرو الشهير.
كما أحرز مع سيتي كأس الاتحاد الإنجليزي عام 2011 ودرع المجتمع الإنجليزي 2012.
الذهب الأوروبي مع منتخب إيطاليا
تُعد مسيرة مانشيني مع منتخب إيطاليا (2018–2023) من أنجح فتراته التدريبية، إذ أعاد الآزوري إلى قمة الكرة الأوروبية بالتتويج بلقب يورو 2020 بعد التفوق على إنجلترا في النهائي.
وخلال تلك الفترة، حقق المنتخب تحت قيادته رقمًا قياسيًا عالميًا بـ37 مباراة دون هزيمة، وهو أطول سلسلة في تاريخ كرة القدم الدولية.
كما قاد المنتخب لبلوغ نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية مرتين، وحافظ على أسلوب هجومي حديث جمع بين الواقعية والجمالية التكتيكية.
التجربة الآسيوية مع السعودية
في أغسطس 2023، خاض مانشيني أولى تجاربه في آسيا بتوليه تدريب منتخب السعودية، حيث قاده في 18 مباراة، حقق خلالها 9 انتصارات و4 تعادلات و5 هزائم.
ورغم الخروج من دور الـ16 في كأس آسيا 2024 أمام كوريا الجنوبية بركلات الترجيح، فقد نال إشادة من اللاعبين على أسلوبه التكتيكي وطريقته المنضبطة في إدارة المباريات.
أرقام مانشيني في مسيرته التدريبية
عدد المباريات: أكثر من 950 مباراة رسمية.
الانتصارات: أكثر من 520 فوزًا.
الألقاب الكبرى: 26 بطولة رسمية.
الدوريات التي درب فيها: إيطاليا، إنجلترا، تركيا، وروسيا، بالإضافة إلى المنتخبات الوطنية.
أفضل إنجاز قاري: الفوز بـ«يورو 2020» مع إيطاليا.
مهمة جديدة مع السد
يبدأ مانشيني الآن مغامرته الجديدة مع السد القطري، الفريق الأكثر تتويجًا بالألقاب في تاريخ كرة القدم القطرية، في مهمة تهدف إلى استعادة بريق النادي محليًا وقاريًا بعد موسم متذبذب.
ومن المنتظر أن يعتمد مانشيني على خبرته الكبيرة في تكوين فرق قوية هجوميًا ومنظمة دفاعيًا، وهي السمات التي عُرف بها طوال مسيرته التدريبية.
بخبرةٍ تمتد لأكثر من ربع قرن، وبفكرٍ تكتيكي متطور جمع بين المدرسة الإيطالية الكلاسيكية والطابع الحديث، يدخل روبرتو مانشيني تحديًا جديدًا مع «الزعيم»، آملًا في كتابة فصل جديد من المجد مع كرة القدم القطرية.