إنفاق بالمليارات ولقب الكالتشيو غائب عن خزائن روما

يقترب نادي روما الإيطالي من مرور ربع قرن على آخر تتويج له بلقب الدوري الإيطالي، الذي حققه في موسم 2000-2001 بقيادة المدرب فابيو كابيلو، وبوجود كوكبة من النجوم أبرزهم فرانشيسكو توتي، جابرييل باتيستوتا، وفينتشينزو مونتيلا. ومنذ ذلك الحين، اكتفى "الجيالوروسي" ببعض الألقاب الثانوية، مثل دوري المؤتمر الأوروبي، ولقبين في كأس إيطاليا، وكأس السوبر الإيطالي. وفي محاولة جديدة للعودة إلى القمة، تعاقدت إدارة النادي مع المدرب المخضرم جيان بييرو جاسبيريني، المعروف بفلسفته الهجومية ونهجه التدريبي القائم على المشاريع طويلة الأمد، بعيدًا عن الاندفاع وراء النتائج السريعة. وتضع الإدارة ثقتها في قدرته على إعادة بناء الهوية الهجومية للنادي ومنافسة كبار "السيري آ". وفي إطار تعزيز الفريق، تحرك روما بنشاط في سوق الانتقالات، حيث تعاقد مع اللاعب المغربي نيل العيناوي، والمهاجم الواعد إيفان فيرجسون، واقترب من ضم البرازيلي ويسلي مقابل نحو 25 مليون يورو. إلا أن هذه الصفقات قوبلت بقدر من التحفظ من جانب الجماهير، التي شككت في جودة الأسماء والتكلفة المرتفعة لإدارتها. وتُظهر الأرقام المالية الصادرة حديثًا أن نادي روما يُعد ثاني أكثر نادٍ في العالم إنفاقًا في سوق الانتقالات منذ موسم 2001-2002 دون أن يحقق لقب الدوري، بإجمالي إنفاق يقترب من 1.6 مليار يورو. ويتفوق عليه فقط نادي توتنهام الإنجليزي الذي أنفق ما يقارب 2.18 مليار يورو في نفس الفترة دون أن يحرز لقب الدوري الإنجليزي الممتاز. وعلى سبيل المقارنة، فإن إنفاق روما يفوق نظيره في نادي نابولي، الذي نجح في التتويج بلقب الدوري مرتين خلال السنوات الثلاث الماضية، رغم عودته المكلفة إلى دوري الدرجة الأولى. كما أن نادي فيورنتينا، الذي لم يفز بالدوري منذ أكثر من 56 عامًا، أنفق نحو 957.5 مليون يورو فقط خلال نفس الفترة. هذا التفاوت بين الإنفاق الهائل والنتائج المتواضعة يضع نادي العاصمة الإيطالية أمام معادلة صعبة تجمع بين الطموح الرياضي والتوازن المالي، في وقت تنتظر فيه جماهير "الذئاب" أن ينجح مشروع جاسبيريني في كسر عقدة السكوديتو وإعادة الفريق إلى منصات التتويج بعد غياب طال لأكثر من عقدين.