ماحقيقة مغادرة سالم الدوسري للهلال؟

مع اقتراب عقده من خط النهاية، يقف نادي الهلال السعودي على أعتاب قرار حاسم بشأن مستقبل نجمه المخضرم سالم الدوسري، أحد أبرز الأسماء التي سطّرت تاريخاً ذهبياً بقميص الزعيم، وسط حالة من الترقب الشديد داخل أروقة النادي وبين جماهيره. منذ تصعيده إلى الفريق الأول في عام 2011 قادماً من فئات الهلال السنية، لم يكن الدوسري مجرّد لاعب جناح فني، بل تحوّل إلى رمز من رموز النادي، وركيزة أساسية في منظومة البطولات والنجاحات. سجل 120 هدفاً وقدم 91 تمريرة حاسمة في 436 مباراة، تاركاً بصمته في كل لحظة لعبها، بحسب إحصائيات "ترانسفير ماركت". ورغم أن الإدارة الهلالية لم تُعلن بعد قرارها النهائي، إلا أن التريّث في حسم ملف التجديد يفتح الباب أمام العديد من السيناريوهات، بعضها قد يكون مكلفاً فنياً ومعنوياً.
رحيله.. خسائر لا تُعوض
في حال فشل الهلال في تجديد عقد سالم، فإن الخسائر لن تقتصر على رحيل لاعب مخضرم، بل ستتجاوزها إلى أربع نواحٍ جوهرية:
غياب القائد الذي لا يحمل الشارة
سالم، بخبرته وشخصيته المتزنة، يُعدّ صوتاً مسموعاً داخل غرفة الملابس، ووجوده يمدّ الفريق بالاتزان والروح. رحيله، لا سيما بعد مغادرة سلمان الفرج، سيترك فراغاً في "القيادة الصامتة" التي لا تُقاس بالأرقام فقط.
تفكّك أحد أعمدة المنتخب
الدوسري ليس مجرد جناح موهوب؛ بل هو لاعب دولي مثّل المملكة في كبرى البطولات، وترك بصمة لا تُنسى في كأس العالم. التفريط فيه يعني خسارة لاعب جاهز ذهنياً وبدنياً لمواجهة الضغوط الكبرى.
ضرب استقرار المنظومة
توديع لاعب بحجم سالم قد يؤثر على الاستقرار الفني، ويُحدث خلخلة في التوازن الهجومي الذي اعتاد عليه الفريق. تعويضه سيتطلب لاعباً على مستوى عالٍ من الانسجام والمهارة، وهو ما لا يأتي بسهولة حتى مع فتح سوق الانتقالات.
إضعاف الهيبة التعاقدية
الهلال، كنادٍ يملك تاريخاً مرصعاً بالذهب، لا يريد أن يبدو عاجزاً عن الحفاظ على رموزه. السماح برحيل نجم بحجم سالم لصالح نادٍ منافس قد يُفسّر بأنه تنازل عن جزء من الهيبة التي طالما ميّزته عن الآخرين.
القرار المرتقب
ورغم الغموض المحيط بالملف، تشير مصادر قريبة من النادي إلى أن الإدارة تضع التجديد لسالم ضمن أولوياتها، مع إدراكها لأهمية بقاء اللاعب، ليس فقط فنياً بل كجزء من هوية الهلال. وبين رغبة اللاعب في الاستمرار، وسعي الإدارة لإيجاد التوافق المالي، يبقى القرار النهائي محط انتظار.
في نهاية المطاف، يبقى سالم الدوسري أكثر من مجرد جناح مهاري؛ هو إرث رياضي وشخصية تتجاوز حدود المستطيل الأخضر.. فهل يُكتب لهذا الفصل الاستمرارية، أم أن الهلال سيُطوى على وداع جديد لا يشبه سواه؟


  أخبار ذات صلة