كشفهم الذكاء الاصطناعي.. ملاحقة "المسيئين" بمونديال قطر
أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) تقريرا حول مستويات الإساءة الإلكترونية الموجَّهة للمشاركين في بطولة كأس العالم 2022 في قطر، بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية بالأمم المتحدة. ونشر هذا التقرير على الموقع الرسمي لـFIFA بعد أيام قليلة من اجتماع جياني إنفانتينو رئيس FIFA مع نجم المنتخب البرازيلي ونادي ريال مدريد الإسباني فينيسيوس جونيور، الذي تعرّض لعدة إساءات عنصرية أثناء مشاركته مع ناديه هذا الموسم، لمناقشة كيفية تعامل أسرة كرة القدم مع قضايا التمييز. وقال إنفانتينو "التمييز عمل إجرامي بمساعدة هذه الأداة، نحدد الجناة ونبلّغ السلطات عنهم حتى تتم معاقبتهم على أفعالهم. نتوقع أيضاً من منصات وسائل التواصل الاجتماعي تحمل مسؤولياتهم ودعمنا في مكافحة جميع أشكال التمييز. موقفنا واضح: نقول لا للتمييز". من جهته، أوضح رئيس الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين (فيفبرو) دافيد أجانزو: "رغم أن الأرقام والنتائج المذكورة في هذا التقرير غير مفاجئة لنا، إلا أنها مقلقة بشكل كبير، وتُعتبر تذكيراً لجميع المشاركين في لعبتنا، وينبغي أن تؤدي إلى توفير تدابير وحلول وقائية للاعبين الذين يواجهون هذا النوع من الاعتداءات بشكل متزايد، فَكُرة القدم مسؤولة عن حماية اللاعبين والمتضررين في أماكن عملهم، لذلك سيستمر الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين وFIFA في التعاون من أجل توفير نفس الخدمة في كأس العالم للسيدات بأستراليا ونيوزيلندا، ولكننا لا نستطيع النجاح بمفردنا، فنحن بحاجة إلى دعم كل الجهات الفاعلة إذا أردنا خلق بيئة أفضل وأكثر أمانا لكرة القدم". وكان FIFA أعلن قبل عام مضى التزامه بضم جهوده للاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين من أجل وضع خطة تحمي الفرق المشاركة واللاعبين والمسؤولين والجماهير من الاعتداءات على وسائل التواصل الاجتماعي خلال بطولاته الدولية. وبفضل هذا الالتزام الذي بُني عن بحث مستقل حول مستويات الإساءة الإلكترونية في بطولتين دوليتين سابقتين (كأس الأمم الأوروبية 2020 وكأس الأمم الأفريقية 2021)، أنشأ FIFA وفيفبرو خدمة حماية وسائل التواصل الإجتماعي، وهي عبارة عن مجموعة من الأدوات المُصمّمة خصيصاً لحماية المشاركين في الفعاليات التابعة لـFIFA. وكشف التقرير الذي تم نشره عن أن مباراة دور الثمانية لمونديال قطر بين إنجلترا وفرنسا هي الحدث الذي شهِد أعلى نسبة من التعليقات السلبية المسيئة خلال البطولة، وكان مصدر أغلب التعليقات المسيئة (38%) من حسابات موجودة في أوروبا و(36%) من أمريكا الجنوبية. وبحسب بيان FIFA، عالجت خدمة الحماية على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من 20 مليون منشور وتعليقاً على منصات "Facebook" وTwitter" وInstagram" وYouTube" وTik Tok" طيلة البطولة، وبعد تحديد التعليقات المسيئة بفضل الذكاء الاصطناعي المتخصص والمُعزّز بمرحلتين من التحليل البشري، تم تأكيد وجود 19 ألف و636 منشوراً وتعليقاً مسيئاً أو تمييزياً أو تهديدياً. وتم التبليغ عن هذه المنشورات والتعليقات مباشرة إلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي ذات الصلة لما تنطوي عليه من انتهاكات لقوانينها الخاصة، حيث أزالت هذه الأخيرة المنشورات المسيئة في غالب الأحيان مباشرة بعد استلامها لتبليغ FIFA. كما وُضع برنامج إشراف رهن إشارة كل من المنتخبات المشاركة في البطولة واللاعبين على حد سواء ليتمكنوا من إخفاء التعليقات الجارحة تلقائياً وآنياً (بما في ذلك البريد المزعج) من صفحاتهم، حيث تم إخفاء إجمالي 286 ألف و895 تعليقاً قبل أن يصل إلى الجمهور المستهدف أو متابعي الحسابات. وتم التعرّف بشكل مؤكد على أكثر من 300 شخص نشروا تعليقات مسيئة أو تمييزية أو تهديدية خلال البطولة، وسيتم مشاركة هذه المعلومات مع الاتحادات الوطنية ذات الصلة والسلطات القانونية المختصة لتسهيل اتخاذ إجراءات ملموسة ضد المتجاوزين. ستشمل خدمة الحماية على وسائل التواصل الاجتماعي بطولة كأس العالم للسيدات في أستراليا ونيوزيلندا والتي ستنطلق بعد شهر واحد، ووافقت العديد من المنتخبات المشاركة على تطبيق ميزة المراقبة في الخدمة لتقييد نشر الإساءات الإلكترونية آلياً وآنياً.