ماهي الدول العربية التي شهدت ابداعات «الجوهرة السوداء»؟

يحملُ الأسطورةُ البرازيليَّة بيليه، الذي ودَّع العالم، العديدَ من الذكريات في العالم العربي، بعد أن أجرى مجموعة من الزيارات وحط في عدد من البلدان العربية، سواء كلاعب مع فريقه سانتوس البرازيلي أو كسفير لكرة القدم العالمية، باعتباره واحدًا من أساطير اللعبة على مرِّ التاريخ.
وأعلنت كيلي ناسيمنتو، ابنة أسطورة كرة القدم البرازيلية، عبر Instagram وفاة والدها عن 82 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، ليخلف وراءه إرثًا كرويًا غنيًا، وأرقامًا يصعب تحطيمُها. في العالم العربي، لطالما حظي بيليه بشهرةٍ واسعة وشعبية منقطعة النظير، وظلَّ على الدوام مثلًا يُحتذى به لكل من أراد دخول عالم كرة القدم، وحتى مع ظهور نجوم كبار آخرين في العقود الأخيرة، لم يغب «الملك» عن المشهد، وما ساهم في ذلك زيارته أكثر من مرة بلدانًا عربية.
زيارة تاريخية لقطر
تعودُ هذه الزيارة إلى عام 1973، عندما حل الأسطورة بيليه رفقة سانتوس بالدوحة من أجل مواجهة فريق الأهلي في مباراة ودية أقيمت على أرضية استاد الدوحة.
في حوار سابق لموقع (Qatar2022.qa)، استعاد بيومي عيسى، أحد لاعبي فريق الأهلي حينها، ذكريات هذه المواجهة التاريخية وذلك اللقاء الأسطوري مع بيليه على أرضية ملعب الدوحة. وقال بيومي: «لقد كانت فرصة تاريخية حقًا، ولحظات لا تنسى أبدًا لنا جميعًا، بغض النظر عن النتيجة فإن لقاء بيليه كان أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة لنا، لأنه كان أسطورة حية».
في السنة نفسِها، أي 1973، حط الأسطورة بيليه الرحال في الجارة الكويت، حيث خاض فريقه هناك مباراة ودية جمعته بالقادسية الكويتي على أرضية ملعب ثانوية الشويخ.
وانتهت المباراة، التي أجريت أمام نحو 30 ألف متفرج 1-1، وكان بيليه هو موقع الهدف الوحيد من جانب الفريق البرازيلي، بينما سجل هدف الفريق الكويتي، جاسم يعقوب، الذي لقب بعدها بـ «بيليه الكويت».
وحسب صحيفة «القبس» الكويتية، فإن بيليه لقي استقبالًا شعبيًا وأميريًا كبيرَين، كما حظي بتكريم خاص من أمير البلاد حينها.
أوَّل زيارة للخليج
قبل قطر والكويت، كانت أولى خطوات بيليه في الخليج في الأراضي السعودية، وبالضبط عام 1971، عندما زار رفقة ناديه سانتوس المملكة بدعوة من الراحل الأمير فيصل بن فهد.
وقد واجه حينها فريق سانتوس البرازيلي منتخب السعودية، وانتهت المباراة بانتصار الأخير 0-3.
وحظي بيليه حينها باستقبال شعبي كبير من طرف السعوديين الذين قدِموا من مختلف المدن من أجل مشاهدة أسطورة غزا اسمه العالم وأبهره بمهاراته العالية في نهائيات كأس العالم.
زيارة الجزائر
كانَ ذلك عام 1965، بعد 3 سنوات من تتويج منتخب البرازيل بكأس العالم عام 1962 التي أُقيمت في تشيلي، وقد وصل منتخب «السامبا» الجزائر بدعوة خاصة من الرئيس الجزائري حينها أحمد بن بلة.
مناسبة هذه الزيارة، كانت إجراء مباراة ودية جمعت بين منتخب «الخضر» و »راقصي السامبا» على أرضية الملعب البلدي في وهران غرب البلاد، وقد انتهت بانتصار الأخير 3-0، سجل منها بيليه هدفًا وحيدًا. ونشرت صحيفة «الشروق» الجزائرية، صورة تؤرخ للزيارة واللقاء التاريخي الذي جمع بيليه بالرئيس الراحل بن بلة.
ولغريب الصدف فإن الصورة كانت هي الأخيرة لبن بلة كرئيس للجزائر، بعد أن تم الانقلاب عليه في اليوم التالي من طرف الرئيس هواري بومدين.
هذه الزيارة لم تكن الأخيرة لبيليه للجزائر، بل تلتها أخرى عام 1979 و كانت الزيارة الثالثة عام 2014، باعتباره سفيرًا للكرة العالمية.
بيليه واجه الأهلي المصري
زار «الجوهرة السوداء» مصر في مناسبتَين اثنتَين، الأولى كلاعب في صفوف فريق سانتوس البرازيلي، والثانية بصفته سفيرًا للعبة، وأحد أساطيرها الحية.
تعود الزيارة الأولى لمصر إلى عام 1972، عندما حل بيليه رفقة زملائه بسانتوس البرازيلي بالقاهرة من أجل إجراء مباراة ودية أمام الأهلي المصري، وقد انتهت هذه المباراة بفوز الفريق البرازيلي 5-0، سجل خلالها بيليه هدفين.
أما الزيارة الثانية للراحل البرازيلي فكانت بعد 42 عامًا من الأولى، وتحديدًا عام 2014، في تظاهرة دولية أقيمت بمنطقة الأهرامات في الجيزة.
حل ضيفًا على السودان
لم يتردد الأسطورة العالمية في قبول دعوة تلقاها من نادي الهلال السوداني، فحل ضيفًا وازنًا على البلاد في فبراير 1973، رفقة فريقه سانتوس، واستقبله حينها آلاف السودانيين.
وما زالت ذاكرة أهل السودان تحتفظ إلى اليوم بواحدة من أبرز الذكريات الرياضية في تاريخ البلاد، وهي المقابلة التي جمعت سانتوس بالهلال السوداني.
فقد أقيمت المباراة، التي أحاطت بها هالة إعلامية واسعة، على أرضية ملعب «أم درمان» في العاصمة السودانية، وانتهت بفوز زملاء بيليه 1-0.
زيارة الدار البيضاء
حدث ذلك عام 1976، خلال أول زيارة يقوم بها بيليه إلى المغرب، حينها واجه رفقة فريقه سانتوس فريقًا مؤلفًا من قطبي الدار البيضاء (الرجاء والوداد)، على أرضية ملعب «محمد الخامس».
أما أكثر ما خطف الأضواء في تلك الزيارة، فهو اللقاء التاريخي الذي جمع بين بيليه والمغربي المهدي بن مبارك، الذي كان يلقب حينها أيضًا بـ «الجوهرة السوداء»، وهو اللقب الذي أطلقته عليه الصحافة الأوروبية عندما كان نجمًا متألقًا بفريق أتلتيكو مدريد الإسباني.


  أخبار ذات صلة