من ذاكرة المونديال: نسخة 2002.. أول نسخة في آسيا واللقب برازيلي

 

بعد 72 عاما شهدت احتكار أوروبا والأمريكيتين حق استضافة بطولات كأس العالم لكرة القدم، كسرت آسيا هذه الهيمنة من خلال استضافة النسخة الـ17 في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002.
وكانت كل من اليابان وكوريا الجنوبية تقدمت بملف مستقل في البداية في مواجهة الملف المكسيكي، ولكن البلدين الواقعين في أقصى غرب القارة الآسيوية استقرا في النهاية على التقدم بملف مشترك لدعم فرصتهما في الفوز بحق الاستضافة.
وفي 31 مايو 1996، جرى اختيار ملف التنظيم المشترك بينهما على حساب الملف المكسيكي لتستضيف آسيا أول بطولة كأس عالم في تاريخها.
وقدم البلدان تنظيما مميزا في أول نسخة تقام بالتنظيم المشترك، كما شهدت البطولة العديد من المفاجآت عبر مختلف أدوارها.
وكانت المفاجأة الأولى من العيار الثقيل بالفعل؛ حيث باغت المنتخب السنغالي، الذي شارك في البطولة للمرة الأولى، نظيره الفرنسي حامل اللقب وتغلب عليه 1-0 في المباراة الافتتاحية للبطولة ما تسبب في حرج بالغ للمنتخب الفرنسي بقيادة لاعبه الشهير زين الدين زيدان.
وازداد وضع الفريق الفرنسي سوءا بتعادله السلبي مع أوروجواي ثم خسارته 0-2 أمام الدنمارك ليودع البطولة من الدور الأول.
ولكن المنتخب الفرنسي لم يكن الفريق الكبير الوحيد، الذي ودع هذه النسخة مبكرا حيث رافقه المنتخب الأرجنتيني، المرشح الأقوى للفوز باللقب.
وفاز المنتخب الأرجنتيني على نيجيريا 1-0 وخسر أمام إنجلترا 0-1 وتعادل مع السويد 1-1 ليحتل المركز الثالث في مجموعته خلف السويد وإنجلترا ويودع البطولة من دور المجموعات.
كما خرج من نفس الدور المنتخب الكرواتي الفائز بالمركز الثالث في مونديال 1998 ومنتخبات أوروجواي والبرتغال وبولندا.
وفي المقابل، شق المنتخبان الكوري والياباني صاحبا الأرض طريقيهما إلى الدور الثاني (دور الـ16)، وتصدر المنتخب الكوري مجموعته بجدارة على حساب منتخبات الولايات المتحدة والبرتغال وبولندا كما تصدر المنتخب الياباني مجموعته على حساب بلجيكا وروسيا وتونس.
وقدم المنتخب البرازيلي مؤشرا مبكرا على أنه مرشح قوي للقب حيث حقق الفوز في جميع المباريات الـ3 التي خاضها في الدور الأول للبطولة، وسجل بقيادة مهاجمه الفذ رونالدو 11 هدفا في هذه المباريات.
وكان المنتخب الآخر الذي حقق العلامة الكاملة في الدور الأول هو المنتخب الإسباني، الذي وصل بعد ذلك لدور الثمانية لكن حظه العاثر أوقعه في مواجهة المنتخب الكوري المنتشي بعد الإطاحة بالمنتخب الإيطالي من دور الـ16 ليطيح أصحاب الأرض بالمنتخب الإسباني أيضا.
وبهذا، ضم المربع الذهبي بطلين سابقين للمونديال هما المنتخب البرازيلي ونظيره الألماني ومنتخبي تركيا وكوريا الجنوبية، اللذين تنافسا على لقب الحصان الأسود لهذه النسخة بعدما أنهى المنتخب التركي مغامرة نظيره السنغالي في دور الثمانية.
وفي نصف النهائي، فازت البرازيل على تركيا 1-0 وألمانيا على كوريا الجنوبية بنفس النتيجة ليجمع النهائي بين فريقين جمعا فيما بينهما 7 ألقاب ببطولات كأس العالم، التي أقيمت قبل هذه النسخة.
وشهدت المباراة النهائية مواجهة مثيرة بين ثلاثي الراء (رونالدو وريفالدو ورونالدينيو) في هجوم المنتخب البرازيلي وحارس المرمى الألماني الشهير أوليفر كان، الذي كان من أبرز نجوم هذه النسخة بل إنه أحرز جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب بهذه النسخة من المونديال.
وفاز رونالدو (الظاهرة) بجائزة الحذاء الذهبي لهداف البطولة برصيد 8 أهداف منها هدفين في المباراة النهائية بمرمى أوليفر كان ليعوض اللاعب منتخب البرازيل عن الحالة التي كان عليها في نهائي مونديال 1998.


  أخبار ذات صلة