من ذاكرة المونديال: ألمانيا تصدم الكبار في مونديال 2014!

 

في العام 2014 و بعد غياب طويل، عادت بطولة كأس العالم لكرة القدم إلى أحضان قارة أمريكا الجنوبية من خلال النسخة الـ20 التي استضافتها البرازيل وتوج المنتخب الألماني بلقبها ليكون الرابع له في تاريخ البطولة.
ومنذ نسخة 1978 في الأرجنتين، لم تستضف أمريكا الجنوبية فعاليات البطولة العالمية التي تنقلت بين أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية وأفريقيا على مدار عدة نسخ متتالية.
وفي ظل نظام المداورة ، الذي طبقه الاتحاد الدولي للعبة "الفيفا" لفترة قصيرة، تقرر حصول أمريكا الجنوبية على حق استضافة مونديال 2014 .
وأبدت كل من البرازيل وكولومبيا رغبتها في استضافة تلك النسخة، ثم سحبت كولومبيا طلبها ليمنح الفيفا في 2007 حق الاستضافة إلى البرازيل لتعود البطولة إلى هذا البلد بعد 64 عاما من استضافة النسخة الرابعة في 1950 .
وللمرة الأولى في تاريخ المونديال، أقيمت نسختان متتاليتان من البطولة "جنوب أفريقيا 2010" و"البرازيل 2014" خارج القارة الأوروبية وفي النصف الجنوبي من الكرة الأرضية أيضا.
ومع عودة البطولة إلى البرازيل، كانت جماهير البلد المضيف تمني نفسها بإضافة لقب سادس إلى رصيدها في البطولة خاصة وأن المنتخب البرازيلي خاض البطولة بفريق مميز بقيادة المهاجم نيمار دا سيلفا.
لكن المنتخب الألماني بدد آمال أصحاب الأرض وانتزع اللقب بعدما وجه صدمة كبيرة لنظيره البرازيلي.
وللنسخة الثانية على التوالي والثالثة في غضون 4 نسخ، خرج حامل اللقب العالمي من الدور الأول "دور المجموعات" للبطولة حيث فشل المنتخب الإسباني الفائز بلقب 2010 بجنوب أفريقيا في اجتياز الدور الأول.
ومني المنتخب الإسباني بهزيمة قاسية في بداية رحلة الدفاع عن لقبه بالبطولة وخسر 1-5 أمام نظيره الهولندي في مواجهة مكررة لنهائي نسخة 2010 .
كما ودع المنتخبان الإيطالي والبرتغالي البطولة من دور المجموعات لتخلو منافسات الدور الثاني من 3 منتخبات أوروبية كبيرة ما أعطى انطباعا بأن اللقب لن يخرج من قبضة منتخبات أمريكا الجنوبية خاصة مع الترشيحات القوية للمنتخب البرازيلي.
وبرغم هذه الترشيحات، لم تكن عروض المنتخب البرازيلي في الدور الأول مطمئنة بشكل كبير وإن تصدر الفريق مجموعته برصيد 7 نقاط وبفارق الأهداف فقط أمام المكسيك.
وعانى المنتخب البرازيلي كثيرا في مواجهة نظيره التشيلي خلال الدور الثاني وفاز عليه بركلات الترجيح ثم اجتاز العقبة الكولومبية في دور الثمانية علما بأن المنتخب الكولومبي كان من أبرز الفرق في هذه النسخة بقيادة اللاعب خاميس رودريجيز.
ومع إصابة نيمار في المباراة أمام كولومبيا، كان على المنتخب البرازيلي أن يخوض مباراة ألمانيا في نصف النهائي بدون أبرز نجومه.
ولم يكن أكثر المتشائمين يتوقع ما شهدته هذه المباراة من هزيمة قاسية للمنتخب البرازيلي على ملعبه باستاد "مينيراو"، والتي أطلقت عليها الجماهير لقب "مينيرازو" مثلما سبق وأن أطلقوا على هزيمة الفريق أمام أوروجواي في المباراة الختامية لمونديال 1950 بالبرازيل لقب "ماراكانازو" نسبة إلى استاد "ماراكانا" الذي أقيمت عليه المباراة.
وكان المنتخب البرازيلي بحاجة إلى التعادل فقط في المباراة الختامية لمونديال 1950 من أجل التتويج باللقب لكنه خسر لتهدر البرازيل فرصة ذهبية وقتها لإحراز لقبها العالمي الأول، ثم تكرر الأمر ربما بشكل أسوأ كثيرا من خلال الهزيمة الثقيلة أمام ألمانيا 1-7 في نصف نهائي مونديال 2014 لتفشل البرازيل حتى الآن في التتويج باللقب على ملاعبها فيما أحرزت ألقابها الـ5 خارج ملاعبها.
وكان المنتخب الألماني قد أطاح أيضا في طريقه بالبطولة قبل هذه المباراة بالمنتخبين الجزائري، الذي حقق إنجازا ببلوغ الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه، والفرنسي، وتأهل المنتخب الألماني بجدارة إلى النهائي.
وفي المقابل، كان المنتخب الأرجنتيني، الذي حقق العلامة الكاملة في الدور الأول بـ3 انتصارات متتالية، على موعد مع 4 اختبارات متتالية في الأدوار الإقصائية، ونجح الفريق بالفعل في اجتياز منتخبات سويسرا وبلجيكا وهولندا ليلتقي نظيره الألماني في النهائي.
وكان المنتخب الألماني قد التقى نظيره الأرجنتيني مرتين سابقتين في نهائي المونديال حيث فازت الأرجنتين على ألمانيا في نهائي 1986 بالمكسيك وتغلبت ألمانيا على الأرجنتين في نهائي 1990 بإيطاليا.
وفي النهائي، كان المنتخب الألماني بحاجة للتغلب على ظاهرة تحولت إلى ما يشبه القاعدة وهي فوز منتخبات أمريكا الجنوبية بألقاب جميع النسخ التي أقيمت في الأمريكتين.
ونجح المنتخب الألماني في كسر القاعدة وتوج باللقب ليمنح أوروبا أول ألقابها العالمية على أرض الأمريكتين بعدما تغلب على نظيره الأرجنتيني بهف نظيف قبل دقائق من نهاية الوقت الإضافي للمباراة.
وتوج الكولومبي خاميس رودريجيز بجائزة الحذاء الذهبي لهداف البطولة برصيد 6 أهداف فيما كانت جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في البطولة من نصيب الأرجنتيني ليونيل ميسي.


  أخبار ذات صلة