البريميرليج على صفيح ساخن.. من يحسم اللقب؟
يشهد سباق الدوري الإنجليزي الممتاز تقلبات متلاحقة هذا الموسم 2025-2026، مع تغيّر ملامح المنافسة من جولة لأخرى بصورة تُبقي الصراع مفتوحًا حتى الآن بين أرسنال ومانشستر سيتي وأستون فيلا وتشيلسي، وسط ترقب لمزيد من المنعطفات خلال الفترة المقبلة. ورغم أن الموسم لم يتجاوز 15 جولة، فإن التوقعات تغيّرت أكثر من مرة، فبعد خمس مباريات فقط، بدا ليفربول وكأنه المرشح الأبرز للقب قبل أن يتراجع إلى المركز التاسع وتتضاءل فرصه تمامًا. وبعد أسابيع قليلة، ظهر أرسنال في صورة المرشح الأول قبل أن يخسر أمام أستون فيلا في "فيلا بارك"، ما أعاد فتح الباب أمام الجميع للعودة للمنافسة. انتصار أستون فيلا على أرسنال بنتيجة 2-1 قلّص الفارق إلى ثلاث نقاط، ثم جاء مانشستر سيتي ليخفضه إلى نقطتين فقط في اليوم ذاته، ليشتعل السباق مجددًا. ويشير تحليل نتائج آخر خمس جولات بحسب الموقع الرسمي للبريميرليج إلى مدى سرعة تغيّر موازين القوى، بعدما قفز أستون فيلا إلى دائرة المنافسة بجوار أرسنال ومانشستر سيتي وتشيلسي. ورغم أن الجانرز لا يزال في الصدارة، إلا أن الفريق يواجه تحديات مؤثرة، أبرزها الإصابات التي ضربت خط الدفاع مع غياب ويليام ساليبا وجابرييل، ثم إصابة البديل كريستيان موسكيرا، وهو ما أدى إلى تركيبة دفاعية غير مألوفة في مواجهة فيلا. أما الإصابات الهجومية فيستطيع الفريق التعامل معها بفضل عمق التشكيل، لكن استمرار مشكلات الخط الخلفي قد يُعقّد موقفه في الأسابيع المقبلة. الجانب النفسي يمثل أيضًا عقبة أمام الفريق اللندني، الذي لم يحقق لقب الدوري منذ عشرين عامًا، وشهد في مناسبتين تفوق مانشستر سيتي عليه في الأمتار الأخيرة. وتشير تجارب أغلب الأندية التي توجت باللقب لأول مرة أو بعد غياب طويل إلى ضرورة بناء فارق مريح مبكرًا لتجنب ضغوط النهاية، وهو ما لم يعد متاحًا للفريق حاليًا. وفي المقابل، يبدو مانشستر سيتي أكثر ثقة وقدرة على قلب الطاولة كما اعتاد في مواسم سابقة، إذ يرى الفريق أن تأخره بنقطتين لا يمثل تهديدًا حقيقيًا. تاريخيًا، تمكن سيتي من العودة في مواسم شهدت بدايات ضعيفة، بفضل إدارة بيب جوارديولا للمباريات، وقدرته على إطلاق سلسلة انتصارات حاسمة في النصف الثاني من الموسم. ويملك السيتي قوة هجومية هائلة بفضل تألق جيريمي دوكو وإيرلينج هالاند وفيل فودين، إضافة إلى تطور أداء ريان شرقي. غير أن الفريق يعاني من مشكلات دفاعية ظهرت في استقبال أربعة أهداف من فولهام وهدفين من ليدز، لكن مؤشرات المواسم السابقة توضح أن الفريق يمتلك القدرة على معالجة هذه المشكلات بمرور الوقت. أما أستون فيلا، الذي حقق تسعة انتصارات في آخر عشر مباريات في أفضل سلسلة له منذ عام 1919، فيقدّم نفسه كمنافس محتمل، وإن كانت التوقعات الواقعية تشير إلى أن الفريق يسير نحو صراع قوي على مقعد بدوري أبطال أوروبا أكثر من كونه مرشحًا للقب. ويبدو تشيلسي هو الطرف الرابع الأقل حظًا في سباق اللقب بعد تراجع نتائجه مؤخرًا وحصوله على نقطتين فقط من آخر ثلاث مباريات، ما أبعده بفارق ثماني نقاط عن الصدارة. ويواجه الفريق صعوبات بسبب إصابات الدفاع وقلة الخبرة لدى لاعبيه الشباب، فيما يرى المدرب إنزو ماريسكا أن تقارب النقاط بين الفرق قد يمنح فريقه فرصة للعودة إذا تمكن من تحقيق سلسلة انتصارات، رغم صعوبة جدول مبارياته المقبلة. ومع دخول الموسم مراحله الحاسمة تدريجيًا، يبقى سباق اللقب مفتوحًا على كل الاحتمالات، في انتظار ما ستسفر عنه الجولات المقبلة التي قد تحمل المزيد من التقلبات في صراع لا يبدو أنه سيُحسم قريبًا.