«قطر 2022» يكتب التاريخ لـ«التحكيم النسائي»



يوما بعد يوم تزداد مكانة وقيمة بطولة كأس العالم لكرة القدم FIFA قطر 2022، فة للتعبير عن مدى تطور كرة القدم النسائية خاصة على الصعيد التحكيمي خلال أبرز حدث كروي عالمي.
التحكيم النسائي في مونديال قطر سيدخل المحك الأقوى له، وسيكون مطالبا بتقديم شهادة اعتماده أمام الملايين من عشاق ومحبي كرة القدم في مختلف أنحاء العالم، والتي ستضمن له التواجد في النسخ المقبلة، أو الابتعاد عن هذا المشهد وانتظار فرصة لاحقة.
ويعتبر الإيطالي بييرلويجي كولينا رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، أن تواجد ستة حكام سيدات للمرة الأولى في كأس العالم ما هو إلا ثمرة للجهود الحثيثة التي انطلقت منذ عدة سنوات في سبيل نشر حكام إناث في بطولات الـFIFA للذكور الناشئين والكبار، معربا عن أمله أن ينظر في المستقبل إلى وجود حكمات في مباريات النخبة لأهم منافسات الرجال على أنه أمر طبيعي، فمن حقهن التواجد في كأس العالم لأنهن يؤدين أدوارهن باستمرار وبمستوى عال جدا، وهذا هو أهم عامل بالنسبة لنا.
بدوره، أوضح هاني بلان نائب رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الدولي الـFIFA، أن اختيار ثلاثة حكام من السيدات، وثلاثة آخرون مساعدات لهن ضمن قائمة الحكام التي ستدير المونديال لأول مرة في تاريخ كأس العالم يعد حدثا هاما وتاريخيا، كما يعتبر في نفس الوقت مسارا طبيعيا نتيجة للجهد الذي بذل من قبلهن للتواجد في هذا الحدث العالمي خاصة في ظل وجود قائمة واحدة تجمع الجنسين، والـFIFA لا يفرق في عمليات الاختيار التي تقوم على عدة معايير أهمها الجودة والكفاءة.
وقال بلان، إن اختيار حكام من السيدات للمرة الأولى لإدارة مونديال الرجال الحدث الكروي الأبرز عالميا، سيكون فرصة تاريخية لهن، من أجل التعبير عن مدى التطور الذي وصلت إليه كرة القدم النسائية خاصة على مستوى التحكيم.
وأضاف أن لجنة الحكام في الـFIFA على ثقة كبيرة في اختياراتها، وتأمل أن يوفق جميع الحكام المختارين في تقديم مستويات عالية من أجل منح كل منتخب حقوقه العادلة، ومن ثم خروج الحدث بصورة ناجحة ومميزة من الناحية التحكيمية.
ورأى بلان الحكم القطري السابق ونائب رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الآسيوي، أن تواجد حكام سيدات للمرة الأولى في كأس العالم خلال مونديال قطر سيزيد من مكانته، ويجعل منه حدثا استثنائيا على كافة الأصعدة، بداية من التحكيم النسائي ومرورا بإقامة الحدث في فصل الشتاء للمرة الأولى والاستادات المتقاربة التي تتميز بتقنية التبريد، ونهاية بكافة منشآت البطولة التي راعت تحقيق الاستدامة والإرث بعد الحدث.
وتقام نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم FIFA قطر 2022، للمرة الأولى في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، خلال الفترة ما بين 21 نوفمبر و18 ديسمبر المقبلين.
من جانبه، اعتبر الحكم الدولي المصري السابق جمال الغندور أن اختيار ستة من الحكام السيدات في مونديال قطر أمرا طبيعيا، بعدما أصبحت قائمة الحكام موحدة تجمع الجنسين، وهو الأمر الذي جعل لجنة الحكام في الFIFA تختار حكاما من السيدات للمشاركة في الحدث، خاصة انها لا تفرق بين الجنسين.
وقال الغندور، إن تواجد العنصر النسائي في مونديال الرجال سيكون بمثابة الفرصة لهن، من أجل تحقيق النجاح والاستمرارية في النسخ المقبلة، خاصة أن البطولة تحظى باهتمام كبير من الـFIFA ومتابعة ضخمة من عشاق ومحبي كرة القدم.
ورأى أن اسناد مباريات للحكام السيدات خلال مونديال قطر سيكون مقتصرا على المباريات السهلة والأقل أهمية في دور المجموعات، وذلك من أجل منحهن الثقة في ظل مشاركتهن الأولى في مثل هذا الحدث.
وشدد الغندور على أن تواجد العنصر النسائي للمرة الأولى في نهائيات كأس العالم سيزيد من قيمة مونديال قطر الاستثنائي في كل شيء، سواء بملاعبه التي تتميز بتقنية التبريد، أو البطولة نفسها التي تم مراعاة الإرث والاستدامة في جميع منشآتها.
وتوقع أن يكون مونديال قطر بطولة فريدة من نوعها، خاصة في ظل الملاعب المتقاربة التي تسمح للجماهير بمشاهدة أكثر من مباراة في اليوم، والتي ستخلق من المونديال مهرجانا كرويا واحتفاليا في نفس الوقت، مشابها للزخم الكبير الذي يحدث في دورات الألعاب الأولمبية في ظل تواجد جميع الرياضيين في مختلف الألعاب في مكان واحد.
وتضم قائمة الحكام السيدات الستة المختارات كلا من الفرنسية ستيفاني فرابارت، والرواندية ساليما موكاسانجا، واليابانية يوشيمي ياماشيتا (حكم ساحة)، والبرازيلية نويزا باك، والمكسيكية كارين دياز ميدينا، والأمريكية كاثرين نيسبيت (حكم مساعد).
وتعد فرابارت التي أصبحت دولية منذ عام 2011، هي الأكثر شهرة والأعلى مكانة بين الحكام السيدات بعد إدارتها لأكبر البطولات النسائية، بما في ذلك نهائيات كأس العالم للسيدات.
وبدورها تعتبر الفرنسية أول امرأة تتولى التحكيم في مباراة نهائي كأس السوبر للرجال بين فريقي ليفربول وتشيلسي الإنجليزيين عام 2019، وأول امرأة أيضا تدير مباراة في دوري أبطال أوروبا بين فريقي يوفنتوس الإيطالي ودينامو كييف الأوكراني عام 2020، وأول امرأة تشارك في الفريق التحكيمي في مباراة ببطولة كأس الأمم الأوروبية يورو 2020 للرجال، حيث تم تعيينها كمساعدة للهولندي داني مكيلي في مباراة الافتتاح بين تركيا وإيطاليا.
وحصلت فرابارت البالغة من العمر 38 عاما على جائزة IFFHS لأفضل حكم امرأة في العالم لثلاث سنوات متتالية في أعوام 2019 و2020 و2021.
من جانبها، كانت موكاسانجا هي أول امرأة تدير مباراة في كأس الأمم الأفريقية هذا العام وجمعت بين منتخبي زيمبابوي وغينيا، بعد أن كانت الحكم الرابع لمباراة منتخبي غينيا ومالاوي، وأول امرأة كحكم رابع، تدير مباراة في بطولة إفريقيا للشباب بين مصر ومالي عام 2019.
وقامت الرواندية البالغة من العمر 34 عاما، والتي تحمل شهادة في التمريض بإدارة مباريات في دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة طوكيو 2020، وفي كأس العالم للسيدات 2019 في فرنسا، وكأس الأمم الأفريقية للسيدات في غانا 2018، ودوري أبطال أفريقيا للسيدات في مصر 2021.
كما تعد موكاسانجا التي مارست كرة السلة قبل أن يستهويها التحكيم، هي المرأة الوحيدة التي تدير المباريات في بطولة الدوري الرواندي منذ عام 2010 وحتى الآن.
بدورها، باتت ياماشيتا أول امرأة تدير مباراة في تاريخ دوري أبطال آسيا للرجال، وذلك في أبريل الماضي، عندما تولت برفقة مواطنتيها ماكوتو بوزون وناومي تيشيروجي، إدارة مباراة بين ملبورن سيتي الأسترالي وجيونام دراجونز الكوري الجنوبي.
كما كانت اليابانية البالغة من العمر 35 عاما، أول امرأة تدير مباراة في كأس الاتحاد الآسيوي للرجال في مايو 2019، حيث تولت إلى جانب مواطنتيها بوزون وتيشيروجي أيضا، إدارة مباراة بين يانغون يونايتد من ميانمار، وناجا وورلد من كمبوديا.
وتشارك ياماشيتا في إدارة مباريات الدوري الياباني، وذلك بداية منذ عام 2021، حيث كانت أول مباراة لها بين فريقي يو إس سي سي يوكوهاما وتيغيفاجارو ميازاكي، وانتهت بفوز الثاني (2-صفر).
وتواجدت اليابانية في العديد من البطولات النسائية الكبرى طوال السنوات الأخيرة، منها بطولة الأمم الآسيوية للسيدات، وبطولة كأس العالم للسيدات، وكذلك أولمبياد طوكيو الأخيرة.


  أخبار ذات صلة