باريس وحلم المونديال في موسم ذهبي

في موسم استثنائي لا يُنسى، واصل نادي باريس سان جيرمان كتابة التاريخ بتأهله إلى نهائي كأس العالم للأندية 2025، ليبلغ المحطة الأهم في البطولة العالمية للمرة الأولى في تاريخه، بعد أداء مقنع وسلسلة انتصارات أكدت تطوره كقوة كروية على الساحة الدولية.
جاء هذا الإنجاز الكبير قبل ختام المشوار المميز للنادي الباريسي في البطولة، حيث قدّم اللاعبون مستويات عالية من الانضباط والتكتيك والمهارة، بقيادة المدرب الإسباني لويس إنريكي الذي أحسن توظيف النجوم وتوزيع الأدوار داخل المستطيل الأخضر. وتمكن الفريق من تجاوز منافسين كبار في الأدوار الإقصائية، كان أبرزهم ريال مدريد في نصف النهائي، ليضرب موعداً مع تشيلسي الإنجليزي في المباراة النهائية.
من أبرز العوامل التي أسهمت في هذا الإنجاز التاريخي، النجاح الكبير للمدرب إنريكي في قيادة الفريق من خلال أسلوبه الخططي المتوازن وشخصيته الحازمة، حيث استطاع أن يحقق الانسجام بين لاعبي الفريق، وأن يستخرج أفضل ما لديهم داخل الملعب حتى في اللحظات الحرجة من المباريات. وقد تميز الفريق بالتحولات السريعة والانضباط الدفاعي العالي، إلى جانب السيطرة على خط الوسط، وهي عناصر أثمرت نتائج واضحة على أرض الملعب.
إنريكي، الذي تولى القيادة الفنية قبل عامين، نجح في فرض أسلوبه على الفريق، وظهر ذلك جليًا في مواجهة ريال مدريد، حيث تعامل بذكاء مع مجريات اللقاء وقاد الفريق لتحقيق فوز تاريخي منحهم بطاقة العبور للنهائي.
وعلى مستوى الأداء الفردي، شهدت البطولة تألق عدد من نجوم باريس سان جيرمان الذين لعبوا أدواراً حاسمة في مسيرة الفريق الباريسي سواء الحارس جيانلويجي دوناروما بتصدياته الحاسمة، المغربي أشرف حكيمي في الدفاع، وفيتينيا وفابيان رويز في وسط الملعب، بالإضافة إلى عثمان ديمبيلي في خط الهجوم وغيرهم.
وبعد أن تُوِّج الفريق بثلاثية تاريخية هذا الموسم تتضمن كأس فرنسا، الدوري، ودوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في التاريخ، كان من الممكن أن يتراجع الأداء بعض الشئ لكن أثبت اللاعبين أن الاسترخاء ليس خيارًا في باريس، فهدفهم هو الفوز بكل شيء.
ويُعد الوصول إلى نهائي كأس العالم للأندية تتويجًا لموسم شهد التتويج بمختلف الألقاب الكبرى، كما ساهم هذا التأهل في تعزيز سمعة النادي أوروبيًا وعالميًا، مؤكداً قدرته على المنافسة في أعلى المستويات، ليس فقط كفريق محلي أو قاري، بل كأحد كبار العالم.
ويأمل باريس سان جيرمان أن يختم هذا الموسم الذهبي بحصد اللقب العالمي، ليضع بصمته ويمنح جماهيره أول كأس عالمية في خزائن النادي، وهو إنجاز من شأنه أن يرفع من مكانته بين كبار أندية العالم ويخلّد أسماء لاعبيه في سجلات المجد الكروي.