باختصار ….واقعيَّة كيروش تكشف ملامح العنابي الجديد

missing
نايف بن خليفة

كنتُ قد ذكرتُ في المقالِ السابق أنَّ واقع مُنتخبِنا الوطنيِّ لكرة القدم بحاجةٍ لمُدرب واقعيّ مثل المُدرّب البرتغاليّ كيروش الذي تولَّى مهمة تدريب المُنتخب مؤخرًا.

وما دفعني للإشارة إلى أنَّ قدوم كيروش للعنابي سيكون له أثر إيجابي على الأداء هو توقّعي أنَّ الجانب الدفاعي سوف يتحسَّن معه؛ لأنه يتعاملُ مع مجريات المُباريات، حسب نوعيَّة اللاعبين المُتوافرة لديه.

وبطبيعة الحال فإنَّ الأداءَ الدفاعيَّ لن يتحسّنَ بنسبة 100% بين ليلة وضحاها، وإنَّما سوف يكون بشكل تدريجي بدايةً من بطولة الكأس الذهبية التي وصل فيها العنابي إلى مرحلة ربع النهائي.

– وتعتبرُ مشاركةُ مُنتخبِنا الوطنيّ في بطولة الكأس الذهبيَّة المُقامة حاليًا في الولايات المُتحدة الأمريكيَّة هي البطولة الأولى للمُنتخب مع (كيروش).

العنابي كان قد ظهرَ بشكلٍ جيدٍ خلال مُشاركته في النسخة السابقة لهذه البطولة، خصوصًا من الناحية الهجومية حين تمكّن لاعبوه من إحراز 12 هدفًا ليتصدرَ الفريقُ قائمةَ أقوى خط هجوم في البطولة، بينما لم يظهر الفريقُ من الجانب الدفاعي آنذاك بالمُستوى المأمول، حيث استقبلت شباكه 6 أهداف في 5 مُباريات خلال مُشاركته السابقة في هذه البطولة، بعكس ما كان عليه في بطولة كأس أمم آسيا التي شهدت دخولَ هدف واحد فقط لمرماه، في 7 مُباريات لتكون الصلابة الدفاعية لمُنتخبنا آنذاك من أهم العوامل التي ساهمت في تتويجه باللقب الآسيوي لعام 2019، في حين تراجعت نتائجُ الفريق خلال مُشاركاته التي تلت البطولة الآسيوية مع تراجع تلك الصلابة أو القوَّة الدفاعية.

– ومع خروج مُنتخبِنا من الكأس الذهبية بعد خَسارته أمام مُنتخب بنما في دور الثمانية للبطولة في المُباراة التي جمعت المُنتخبَين يوم الأحد الماضي، لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ هذه البطولةَ لم تكن هي بداية تحسن الجانب الدفاعي للمُنتخب، كما توقَّعتُ بل ما زال يُعاني دفاعيًا، حتى وإن شارك في غياب أغلب لاعبيه الأساسيين، فلم يكن هذا السبب ليبرر خسارته أمام بنما ب 4 أهداف مقابل لا شيء ليخرج من البطولة بحصيلة 10 أهداف في مرماه من 4 مُباريات فقط!.

– من وجهة نظري الشخصية والمُتواضعة أرى أن من أهم نقاط الضعف الدفاعية هي عدم إجادة التعامل مع الكرات العالية، ويبدو أنَّ غياب (بوعلام) تسبب في تهديد مرماه في جميع المباريات تقريبًا، وازداد الأمر سوءًا أكثر؛ لأن بسام الراوي الذي يتميز هو الآخر بالضربات الرأسية لم يتواجد في العمق الدفاعي، إنما اعتمد عليه المُدرب كظهير أيمن!.

– خلاصة القول، صحيح أنَّ ذلك التحسّن التدريجي لم تكن بدايته خلال الكأس الذهبية كما توقعت، ولكن لا بد أن يكون المُدرب البرتغالي قد لاحظ السلبيات التي ظهرت خلال مُباريات المُنتخب في هذه البطولة، وأن يعمل على مُعالجة تلك السلبيات أو المشاكل الدفاعية من أجل ترميم دفاع العنابي ليتمكنَ من الدفاع عن لقبه الآسيوي في بطولة كأس الأمم الآسيويَّة التي ستُقامُ في مطلع العام المُقبل بإذن الله.


  أخبار ذات صلة