وداعًا.. صديقي طيب القلب الوفي

missing
سعد الحوطي

إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى.. فلتصبر ولتحتسب..
ودّعنا أخًا عزيزًا علينا، ألا وهو المغفور له بإذن الله تعالي المرحوم (سعيد المسند) نجم المُنتخب القطري ولاعب نادي الخور السابق طيّب الله ثراه الذي وافته المنية خارج البلاد وهو يتلقى علاجه.
نعم كان المرحوم بومحمد الأخ والصديق الصدوق الذي عرفته منذ السبعينيات عندما شارك مع المُنتخب القطري في دورة الخليج الثالثة في الكويت، وكنا نلعب ونتنافس لتحقيق الفوز لمنتخباتنا ولقد كان المرحوم مثالًا للاعب المُخلص وصاحب المستوى العالي والأداء الفني الممتاز والأخلاق العالية، وأتذكر كثيرًا من المواقف والأحداث التي بيني وبين المرحوم سعيد غفر الله له وأسكنه جنات الخلد والنعيم، خاصة عندما نجلس ونسترجع ذكريات الماضي الجميل والأيام الحلوة مع بعضنا، والتي لا يمكن أن ننساها لقيمتها الكبيرة لدينا وتاريخها الحافل والزاخر.
وحيث تجد معه الأحاديث المُمتعة وهو دائمًا ناصح للذين هم قريبون منه، ومن أحلى صفاته المُميزة أنه ممتع أثناء الحديث في الجلسات وكريم في ضيافته بشكل تعجز عن وصف ما يقوم به لرَبعه.
وكان المرحوم بومحمد دائمًا يقول لي عندما نلتقي بعضنا وفي كل مرة نتقابل (سعد ترى أهل قطر كلهم يحبونك) وكان يقولها ويعبر بقولها بطريقة جميلة وأسلوب حلو، ينفتح لهما القلب وينشرح الصدر وهي جملة كلام لها معني كبير ووقعها على قلبي أكبر وأعرف أنه صادق بكل ما يقوله.
ولم أكن أدري عن مرضه وبما كان يعاني منه ولكني عرفت ذلك منه شخصيًا وباتصال جاءني منه في فترة أيام جائحة كورونا وقد كان متواجدًا وقتها في لندن للعلاج من المرض الذي يعاني منه.
وتواصلت معه بين فترة وأخرى للاطمئنان عليه وعندما كان يكلمني يجعلني أشعر بصلابة.
إرادته مع هذا المرض اللعين وارتفاع روحه ومعنوياته العالية لمقاومة المرض وأثناء بطولة كأس العالم الأخيرة في قطر كان بيني وبينه اتصال دائم، وبعد خَسارة المنتخب القطري في مباراة الافتتاح تحدثنا عن المباراة وظروفها وكلمته بعدها أكثر من مرة، لكننا لم نتقابل بسبب ذهابه إلى لندن لمواصلة علاجه ولكن إرادة رب العالمين قد سبقتني.
إلى أخي الغالي المرحوم (سعيد المسند) الذي وافته المنية السبت الماضي وهو خارج بلاده قطر الذي قدم لها الكثير وضحّى بوقته وصحته وحقق المكاسب وإنجازات رياضية من خلال فترة توليه العمل كمُدرب أو مُستشار للاتحاد القطري لكرة القدم.
وعندما كنت ألتقى مع المرحوم أكون سعيدًا دائمًا فهو رجل روحه مرحة ونقية ونظيفة.
ولا أنسى عندما بدأت التحليل واحتراف العمل في الجزيرة الرياضية وقتها، كنت مُقيمًا في الدوحة ومُستقرًا فيها كان المرحوم لا ينقطع عن زيارتي.
والجلوس معي في سكني لفترات طويلة من الوقت نتذكر أيام دورات الخليج واللقاءات بيننا وأحداثها.
ولقد كان بومحمد رحمة الله عليه نظيف اليد وطيب القلب ورجلًا في المواقف وكان مُخلصًا في كل شيء وعمل الكثير ببذل الجهود الكبيرة مع الأجهزة المسؤولة عن الفرق القطرية وكان جنديًا وفيًا تجده يعطي ويعمل بصمت وبعيدًا عن الظهور الإعلامي.
عرفته إنسانًا نبيلًا محبًا للخير
وصديقًا طيب القلب وفيًا للعلاقات الاجتماعية وإلى أصدقائه.
وكان صدره يتسع لتقبل الآراء ولا يغضب مهما اختلفت معه.
بومحمد أخي الغالي ألف رحمة عليك رحلت عنا إلى جنات الخلد والنعيم يا صاحب القلب الكبير..
وأنا هنا أعزي نفسي بوفاة أخي وصديقي المرحوم سعيد المسند الحبيب الغالي..
وأعزي أهله وأسرته وأولاده وأسرة المسند الكريمة والأسرة الرياضية جميعًا والاتحاد القطري لكرة القدم وكل لاعبي منتخب قطر السابقين والحاليين كافة والذين كان لهم شرف العمل مع هذا الرجل الذي عمل لسنوات طويلة وبذل الجهد وأخلص في عمله تجاه بلده لكي يسعد الشعب القطري من خلال تفانيه ووفائه في أداء واجبه وعندما تجتمع هذه الصفات ويقدمها على حساب بيته وحياته وأوقات أسرته هنا يكون الإيثار وحب العطاء للوطن، فنم قرير العين لأن قطر وشعبها لن ينسوك أبدًا.
أيها الجندي المجهول..
وعزائي الحار للجميع..
إنا لله وإنا إليه راجعون.


  أخبار ذات صلة