Image

شوارع أبيدجان تتحول لبحر من الألوان

تضج شوارع مدينة أبيدجان بالإثارة حيث يتوافد المشجعون من جميع أنحاء أفريقيا قبل انطلاق أكبر احتفال لكرة القدم في القارة السمراء، من خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية التي ستبدأ في كوت ديفوار مساء السبت، عبر مباراة منتخب الأفيال مع غينيا بيساو. وتحولت شوارع أبيدجان إلى بحر من الألوان والضجيج، حيث ارتدى المشجعون ألوان قمصان منتخبات بلادهم وامتلأت الشوارع والحانات بقمصان المنتخبات وأعلام الدول المشاركة والأبواق. وفي الأيام التي سبقت البطولة توافد المشجعون بأعداد كبيرة من دول مجاورة مثل بوركينا فاسو ومالي وغانا والسنغال وموريتانيا ونيجيريا، بحسب الموقع الرسمي للاتحاد الافريقي لكرة القدم (كاف). ويستغل البائعون حالة الهوس التي تمر بها جماهير كرة القدم، لزيادة مبيعاتهم من القمصان والقبعات والأوشحة، وتمتلئ الطرقات بأبواق السيارات والدراجات النارية التي ترفع الأعلام، بينما يسيطر الفخر الوطني على أبيدجان. وتحظى ألوان كوت ديفوار والسنغال وبوركينا فاسو وغانا والمغرب ومالي بشعبية خاصة، لكن قمصان نيجيريا والكاميرون ودول شمال أفريقيا ومن بينها مصر تباع أيضًا بسرعة كبيرة.

Image

القارة السمراء تترقب ضربة البداية.. اليوم

في حضور كل المنتخبات الكبيرة في القارة السمراء، تنطلق في كوت ديفوار، السبت، كأس أمم أفريقيا لكرة القدم التي ستشهد صراعاً نارياً على اللقب، يتقدّمه المغرب أول منتخب أفريقي يبلغ نصف نهائي كأس العالم والسنغال حاملة اللقب وكوت ديفوار البلد المضيف. وتقام النسخة الـ34 من المسابقة الأرفع في القارة شتاءً وسط روزنامة أوروبية مزدحمة، ما أثار انتقادات جديدة قديمة لمدرّبي أندية الصفوة في أوروبا. ولطالما كان موعد البطولة التي تقام كل عامين، مثار جدل كبير. ووصل بعض نجوم الأندية الأوروبية بالفعل بعد مباريات نهاية الأسبوع الماضي، مثل المصري محمد صلاح (ليفربول)، والمغربي أشرف حكيمي (باريس سان جيرمان)، والنيجيري فيكتور أوسيمهن (نابولي)، فيما سيصل الحارس الكاميروني أندريه أونانا (مانشستر يونايتد) متأخراً، عشية لقاء بلاده الافتتاحي الاثنين بعد الاتفاق على خوضه مباراة فريقه ضد توتنهام الأحد. وفيما يشارك نجوم الصف الأوّل، ستفتقد البطولة أمثال المهاجم الكاميروني إريك ماكسيم تشوبو موتينج (بايرن ميونيخ الألماني)، والمهاجم الإيفواري ويلفريد زاها (غلطة سراي)، ومواطنه المدافع إريك بايي (بشكتاش) بقرارات فنية، وفيكتور بونيفايس مهاجم باير ليفركوزن الألماني للإصابة. وصلت المنتخبات الـ24 إلى الكاميرون واستقرت في خمس مدن هي بالإضافة إلى أبيدجان وملعبيها، العاصمة السياسية ياموسوكرو ومدينة بواكي الكبيرة وسان بيدرو الساحلية (جنوب غرب) وكورهوجو (شمال). وأظهرت حكومة الرئيس الحسن واتارا استعداداً لإنفاق ما يلزم لضمان نجاح الحدث، حيث استثمرت 1.5 مليار دولار أميركي تقريباً. وبالإضافة إلى الملاعب الستة التي بُنيت أو جُدّدت، أنشئت الطرق وشُيّدت الجسور والفنادق وقرى كأس الأمم الأفريقية لإيواء المنتخبات. ومنذ الوصول إلى مطار فيليكس أوفويت - بوانيي في أبيدجان، تستقبل فرق راقصة، تؤدي رقصات محلية بهلوانية وأغنيات محلية، الضيوف، فيما تطغى الحماسة والبهجة على الأجواء. وفي أرجاء المدينة، يمكن رؤية أعلام كوت ديفوار وقمصان المنتخب المُلقب «الفيلة» برتقالية اللون معلقة في كل مكان. بعد تحقيق المركز الرابع في مونديال 2022 كأوّل بلد أفريقي يبلغ نصف النهائي، بات على لاعبي المغرب، نقل تفوقهم من المحفل العالمي إلى العرس القاري ووضع حدّ لانتظار دام 48 عاماً للظفر بلقب ثانٍ في كأس الأمم الأفريقية. رغم الترسانة المهمة من النجوم المنتشرين في جميع أنحاء أوروبا، لا يحقق «أسود الأطلس» الآمال المعقودة عليهم في النهائيات القارية، ويبقى أفضل إنجاز لهم التتويج باللقب عام 1976 والوصافة عام 2004. ويدخل المنتخب المصنف 13 عالمياً، غمار البطولة بصفته مرشحاً قوياً لإحراز اللقب، وهو الذي لم يتأهل إلى نصف النهائي منذ خسر النهائي عام 2004 أمام تونس المضيفة، رغم خوضه البطولة كل مرة بكتيبة محترفين. ويدخل المغرب البطولة متسلحاً بكتيبة قوية في الخطوط كافة يتقدمها نجوم المونديال بدءاً من الحارس ياسين بونو (الهلال السعودي) وخط الدفاع بقيادة رومان سايس (الشباب السعودي) وحكيمي وخط الوسط الذي يضم سفيان أمرابط (مانشستر يونايتد) وعزّ الدين أوناحي (مارسيليا) والهجوم بقيادة يوسف النصيري (إشبيلية) وحكيم زياش (غلطة سراي). تعيش السنغال أزهى عصورها الكروية على الإطلاق على المستويات والأعمار كافة. فالمنتخب الأول توّج بطلاً لأفريقيا 2021 في الكاميرون (مطلع 2022) وتأهل لكأس العالم 2022، ثم فاز منتخب المحليين بكأس أفريقيا في الجزائر (فبراير 2023)، قبل أنّ يُتوج منتخب الشباب (أقل من 20 عاما) بكأس أفريقيا في مصر (مارس 2023). وبالإضافة لوجود كبار القارة تاريخياً كافة، مصر والكاميرون وغانا ونيجيريا وكوت ديفوار والمغرب وتونس والجزائر، سيواجه «أسود التيرانغا» تحدياً خاصاً يتمثل في فشل آخر ستة أبطال في الدفاع عن لقبهم القاري، ولم يتقدم أي منهم أكثر من دور الـ16 في تحدٍّ كبير أمام رجال المدرب المحليّ أليو سيسيه. ويزين المهاجم ساديو ماني (النصر السعودي) وخاليدو كوليبالي (الهلال السعودي) والحارس إدوارد مندي (الأهلي السعودي) والمهاجم نيكولاس جاكسون (تشيلسي الإنجليزي) قائمة السنغال الطامحة للقبها الثاني على التوالي وفي البطولة عموما. لم يُتوّج أي منتخب على أرضه منذ مصر عام 2006، وما فرض هذا الواقع استضافة النهائيات من دول متواضعة فنياً على غرار أنجولا والجابون وغينيا الاستوائية. وسيتعين على منتخب «الفيلة» المدجّج بالنجوم في خطي الهجوم والوسط كسر هذه اللعنة من أجل إحراز ثالث ألقابه بعد 1992 و2015. ولتحقيق اللقب القاري، تعوّل كوت ديفوار على سيباستيان هالر (بوروسيا دورتموند الألماني)، وسيكو فوفانا (النصر السعودي) وفرانك كيسييه (أهلي جدة السعودي) الذين تعج شوارع العاصمة بصورهم. وإلى جانب تلك المنتخبات الثلاثة، تأتي مباشرة خلفها في الترشيحات على الورق، المنتخبات ذات الباع الطويل كالمنتخب المصري صاحب الـ7 ألقاب (رقم قياسي) بقيادة صلاح متصدر هدّافي الدوري الإنجليزي (14)، ونيجيريا مع أوسيمهين أفضل لاعب أفريقي لعام 2023، والكاميرون مع القائد الجديد لجيلها الحالي لاعب وسط نابولي الإيطالي أندريه-فرانك زامبو أنغيسا، كما يمكن لتونس وجنوب أفريقيا وغانا المنافسة نظرياً. وبعيداً عن الصراع على اللقب، ستتجه الأنظار إلى منتخبات عدة يمكن أن تلعب دور الحصان الأسود على غرار بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية. فيما لا تزال خمسة منتخبات تبحث عن فوزها الأول في البطولة القارية رغم مشاركتها لأكثر من مرة كموزمبيق وموريتانيا وغينيا بيساو وناميبيا وتنزانيا. وتنطلق كأس أمم أفريقيا بلقاء المضيفة كوت ديفوار التي تُمني النفس بلقب ثالث، بمواجهة غينيا بيساو التي تبحث عن فوزها الأول في رابع مشاركاتها بالبطولة.. متسلّحة بجمهورها وأرضها وكتيبة المحترفين في أوروبا، تسعى كوت ديفوار لتحقيق فوز مريح على غينيا بيساو لحساب المجموعة الأولى على ملعب الحسن واتارا الذي يتسع لـ60 ألف متفرج. ومع مهاجمين يتألقون مع أنديتهم، يسعى «الفيلة» لتحقيق انتصار كبير في البداية لتفادي أي حسابات معقدة في المجموعة التي تضم أيضا نيجيريا وغينيا الاستوائية. تعوّل على تجانس لاعبيها الشبان ونتائجها الجيدة أخيراً في تصفيات كأس العالم، فوزان في مباراتين مع 11 هدفاً، بينهما فوز ساحق على سيشل المتواضعة 9-0- من أجل حملة قوية لإخضاع البطولة التي كسبتها مرتين في 1992 و2015. لكنّ المباراة الافتتاحية أمام «الكلاب البرية» لن تكون سهلة فالفريق الذي يشارك للمرة الرابعة على التوالي (2017، 2019، 2021) ولم يحقق سوى ثلاثة تعادلات في تسعة لقاءات، منتش بفضل نتائجه الجيدة أخيراً، مع اقتناصه أربع نقاط في مباراتين خارج قواعده في تصفيات كأس العالم علما بأنّ غينيا بيساو خاضت تصفيات ناجحة، إذ حلّت ثانية خلف نيجيريا بفارق نقطتين فقط ولم يلتق الفريقان من قبل في البطولة. ورغم الفارق التاريخي الكبير بين الفيلة والكلاب البرية، شدّد المهاجم الدولي السابق الإيفواري سالومون كالو على ضرورة «احترام» المنافسين. وسبق واستضافت كوت ديفوار البطولة في 1984، لكنّها خرجت مبكراً بعد أن حلت ثالثة في مجموعتها خلف مصر والكاميرون. ورغم تمتعها بجيل ذهبي بين 2004 و2014، بقيادة المهاجم الفذّ ديدييه دروجبا ولاعب الوسط يايا توريه، شارك في المونديال ثلاث مرات (2006-2010-2014)، لم يحرز «الفيلة» اللقب الأفريقي إلا بعد اعتزال أبرز نجومه. وحققت كوت ديفوار اللقب في 2015 في غينيا الاستوائية على حساب غانا بركلات الترجيح بالتخصص، تماماً كما فعلت في 1992 وأيضا بعد ماراثون من التسديدات (11-10). وخلال السنوات الأخيرة، تراجع أداء كوت ديفوار كثيراً فأخفقت في بلوغ كأس العالم 2018 و2022، كما خرجت من الدور ربع النهائي في بطولتي كأس الأمم في 2021 و2019 بضربات الترجيح في المرتين.

Image

مدرب كوت ديفوار: أنا قلقان!

أعرب جان لويس جاسكيه، المدير الفني لمنتخب كوت ديفوار لكرة القدم عن قلقه من منتخب غينيا بيساو عندما يلتقيان السبت في المباراة الافتتاحية ببطولة كأس أمم أفريقيا. وسيفتتح منتخب كوت ديفوار مباريات المجموعة الأولى بمواجهة منتخب غينيا بيساو الذي لم يحقق أي انتصار في مشاركاته الثلاث السابقة بالبطولة. وقال جاسكيه في الموقع الرسمي للبطولة: "لا يمكننا الاستهانة بمنتخب غينيا بيساو في مثل نوعية هذه المباريات الافتتاحية، تكون دائما هناك خطورة من الفرق غير المرشحة حيث تكون متحمسة للغاية لتحقيق مفاجأة". ويغيب سيباستيان هالر، مهاجم وست هام السابق، عن المباراة بسبب إصابة في الكاحل، ولكن جاسكيه يأمل أن يعود للمشاركة في المباراة الثانية أمام المنتخب النيجيري. ويهدف المنتخب الإيفواري للفوز بلقب البطولة للمرة الأولى في تاريخه منذ عام 2015، في البطولة التي يستضيفها على أرضه للمرة الأولى بعد 39 عاما. ويعد المنتخب الإيفواري من بين المنتخبات المرشحة لنيل اللقب، لاسيما وأنه يضم عددا من اللاعبين من بينهم خمسة لاعبين يلعبون في إنجلترا، من بينهم ثلاثي نوتينجهام فورست ويلي بولي وسيرج أورييه وإبراهيم سانجاري. ورغم أن منتخب غينيا بيساو غير مرشح لتحقيق نتيجة إيجابية، خاصة وأنه خاض تسع مباريات في البطولة في مشاركاته السابق، تعادل في ثلاث وخسر في ست مباريات، لكن المدرب باسيرو كاندي يهدف لتحقيق مفاجأة. وقال: "نعلم أن بإمكاننا تحقيق مفاجأة أمام منتخب البلد المضيف".

Image

رقم جديد لقائد غينيا بيساو في «كأس أفريقيا»

قال مسؤولون، إن جوناس منديس، قائد منتخب غينيا بيساو، سيشارك في نهائيات «كأس الأمم الأفريقية»، للمرة الرابعة على التوالي، بعد اختياره في تشكيلة ضمّت 25 لاعباً للمشاركة في البطولة التي تنطلق، الشهر المقبل، في ساحل العاج. ومع ذلك رفض ألكسندر مندي، مُهاجم دوري الدرجة الثانية الفرنسي، الانضمام للمنتخب الوطني، رغم مشاركته في مباراة بتصفيات «كأس العالم»، الشهر الماضي. وسجل مندي 12 هدفاً مع كاين، ليتصدّر قائمة هدّافي دوري الدرجة الثانية الفرنسي. وشارك منديس (34 عاماً) في سبع مباريات بين تسع خاضتها الدولة الواقعة غرب أفريقيا في النهائيات منذ مشاركتها الأولى في 2017. ومندي هو الغائب الوحيد الكبير عن التشكيلة التي أعلنها المدرب بالدي جراندي، الذي يتولى المسؤولية في البطولة الرابعة على التوالي.  وضمّت التشكيلة أيضاً المُدافع إدغار لي، الذي شارك مرة واحدة مع منتخب البرتغال في عام 2017، لكن لأنها كانت مباراة ودية فقد سُمح له بتغيير ولائه إلى البلد الذي وُلد فيه. وشارك اللاعب، البالغ عمره 29 عاماً، لأول مرة مع غينيا بيساو، في يونيو الماضي. ويعود المُهاجم زي توربو، المحترف في روسيا، للتشكيلة بعد استبعاده من تصفيات «كأس العالم»، الشهر الماضي. وسيتجمع الفريق، في الثاني من يناير المقبل، في بيساو، قبل مواجهة مالي في باماكو ودياً، في السادس من الشهر المقبل. وستلعب غينيا بيساو مع ساحل العاج المُضيفة في المباراة الافتتاحية للبطولة، يوم 13 يناير المقبل، كما ستلتقي مع غينيا الاستوائية ونيجيريا ضمن المجموعة الأولى.