أزمة داخلية تضرب الريال بعد ثنائية سيلتا فيجو
شهدت أروقة نادي ريال مدريد الإسباني حالة من التوتر الشديد عقب الهزيمة المفاجئة التي تلقاها الفريق أمام سيلتا فيجو بهدفين دون رد، خلال المباراة التي أقيمت مساء الأحد على ملعب "سانتياجو برنابيو" ضمن منافسات الدوري الإسباني، في لقاء كشف عن أزمات داخلية كبيرة تضرب غرفة ملابس الفريق الملكي في توقيت بالغ الحساسية من الموسم. وبدا ريال مدريد قبل اللقاء وكأنه يستعيد توازنه بعد تحسن نتائجه في الأسابيع الماضية، خاصة عقب فوزه خارج ملعبه على أتلتيك بيلباو، إلا أن الخسارة أمام سيلتا فيجو أعادت الفريق إلى دائرة الشك من جديد، ليس فقط على مستوى الأداء الفني المتواضع، بل بسبب الانهيار الانضباطي الذي شهده الفريق خلال المباراة وبعد نهايتها. وشهدت المباراة طرد ألفارو كاريراس بعد اعتراضه الحاد على قرارات الحكم، كما تلقى المهاجم الشاب إندريك بطاقة حمراء بعدما غادر المنطقة الفنية وصرخ في وجه الحكم الرابع، وفقًا لما جاء في تقرير المباراة الرسمي. ولم تتوقف الأحداث عند هذا الحد، حيث دخل داني كارفاخال في مشادة كلامية مع الحكم داخل ممرات الملعب رغم عدم مشاركته في اللقاء، وذكر الحكم في تقريره أن اللاعب خاطبه بلهجة غاضبة، قائلًا له: "تقدمون مستوى ضعيفًا ثم تخرجون للبكاء في المؤتمرات الصحفية"، ما زاد من حدة الأزمة. وعقب صافرة النهاية، تصاعدت حدة التوتر داخل غرفة ملابس ريال مدريد، حيث كشفت تقارير إعلامية إسبانية عن نشوب خلافات حادة بين اللاعبين بسبب التحكيم، إذ حمّل بعضهم الحكم مسؤولية الهزيمة، بينما رفض آخرون ذلك معتبرين أن الأداء السيئ هو السبب الحقيقي للخسارة، وهو ما تسبب في انقسام واضح داخل الفريق. وأشارت التقارير إلى أن المدير الفني تشابي ألونسو لم يتواصل مع اللاعبين عقب المباراة، ولم يدخل غرفة الملابس في مشهد يعكس حجم الأزمة داخل الفريق، كما أكدت أن العلاقة بين المدرب الإسباني وبعض لاعبيه ليست في أفضل حالاتها بسبب كثرة تغيير المراكز خلال المباريات الأخيرة، وهو ما تسبب في حالة من عدم الرضا داخل الفريق. وفي أول تعليق له على الأوضاع المتوترة، نفى تشابي ألونسو وجود أي نية للرحيل، مؤكدًا أن تركيزه منصب بالكامل على المباراة المقبلة أمام مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا، قائلًا: "لا أفكر في أي شيء سوى المباراة القادمة. علينا أن نبقى متحدين جميعًا، وأشعر أنني قادر على قلب الوضع، فمشوار الدوري لا يزال طويلًا". ورغم تصريحات المدرب المطمئنة، فإن الغموض لا يزال يحيط بمستقبله، في ظل حالة الغضب التي تسيطر على إدارة النادي والجماهير، خاصة أن رئيس النادي فلورنتينو بيريز ظل داخل ملعب سانتياجو برنابيو حتى وقت متأخر بعد نهاية اللقاء، في إشارة إلى أن الساعات المقبلة قد تحمل قرارات حاسمة داخل قلعة الميرينجي.