أرسنال المرعب يوجّه رسالة تحذير لكبار أوروبا

قدّم نادي أرسنال الإنجليزي عرضًا مذهلًا أمام أتلتيكو مدريد الإسباني أكد من خلاله أنه أحد أقوى فرق أوروبا حاليًا، وربما ما زال يملك مساحة للتطور أكثر، ففي ليلة أظهر فيها الفريق اللندني قدراته الحقيقية ووجّه رسالة واضحة لبقية الأندية القارية، كان من الصعب تحديد الجانب الأكثر بروزًا في الانتصار الكبير، سواء تسجيل أربعة أهداف في ثلاث عشرة دقيقة، أو التمريرات الثابتة المتقنة من ديكلان رايس، أو الدفاع الصلب الذي بدا عصيًا على الاختراق. فريق المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا حافظ على شباكه نظيفةً للمرة التاسعة هذا الموسم، إذ لم يستقبل سوى ثلاثة أهداف فقط في 12 مباراة، وهو أقل عدد من الأهداف يتلقاه النادي في هذه المرحلة منذ تأسيسه قبل أكثر من 138 عامًا، ما جعل منافسيه في دوري الأبطال يراقبون بقلق تصاعد قوة الفريق الإنجليزي. ما يثير القلق أكثر لدى خصوم النادي اللندني هو أن هذا الأداء الكاسح تحقق في ظل غياب أربعة من أبرز نجوم الفريق: جابرييل جيسوس، وكاي هافرتز، ومارتن أوديجارد، ونوني مادويكي، الذين بلغت كلفة التعاقد معهم نحو 190 مليون جنيه إسترليني. ورغم ذلك لم يتأثر الفريق، بل امتلك أرتيتا رفاهية إبقاء لياندرو تروسارد وريكاردو كالافيوري على مقاعد البدلاء دون الحاجة لإشراكهما، في دليل على عمق التشكيلة التي أصبحت تنافس كبار أوروبا من حيث الجودة والتنوع. ورغم أن أرتيتا لا يريد أن يبالغ الجمهور في التفاؤل لأن الموسم لم يبلغ منتصفه بعد، فإن المؤشرات تدعو إلى الحماس، فأرسنال يتصدر الدوري الإنجليزي الممتاز ويمضي بثبات في دوري أبطال أوروبا محافظًا على سجله الكامل من الانتصارات. وقال المدرب الإسباني بعد المباراة: "الأداء العام كان رائعًا، سيطرنا على اللقاء واستحققنا الفوز، وكانت فاعليتنا أمام المرمى مفتاح التفوق في هذا المستوى من المنافسة". الفوز كان استعراضًا للقوة حين يكون الجانرز في أفضل حالاته، إذ لم يسمح لأتلتيكو سوى بتسديدة واحدةٍ بين القائمين، وكانت أخطر فرصه من جوليان ألفاريز الذي ارتطمت كرته بالعارضة. كما كانت الكرات الثابتة سلاحًا قاتلًا، حيث نفّذ رايس ركلةً حرة متقنةً أسفرت عن الهدف الأول لجابرييل بطريقة يصعب التصدي لها. كما واصل المهاجم السويدي فيكتور جيوكيريس تألقه بتسجيله هدفين جديدين رفع بهما رصيده إلى خمسة هذا الموسم. ورغم أن هدفيه جاءا من مسافاتٍ قصيرة، فإنهما يعكسان نوعية الأهداف التي افتقدها الفريق سابقًا ويبرران التعاقد معه. وقال أرتيتا: "الحديث حوله سيكون دائمًا عن الأهداف، وقد سجل هدفين مختلفين اليوم، وآمل أن يواصل هذا الزخم". عودة هافرتز المرتقبة بعد جراحة الركبة ستخفف الضغط الهجومي عن جيوكيريس، كما يترقب الفريق عودة أوديجارد الذي عانى من إصاباتٍ متكررة في الركبة والكتف، ولم يبدأ سوى خمس مباريات هذا الموسم. وفي السابق، كان غياب لاعبين بهذا الحجم كفيلًا بإضعاف فرص أرسنال في المنافسة، لكن الفريق اليوم يبدو أكثر تماسكًا وثقةً من أي وقت مضى. أرسنال يسير بخطى ثابتة نحو موسم استثنائي، ولا تظهر عليه أي علامات تباطؤ، ليؤكد مرةً أخرى أنه لم يعد مجرد منافٍ في أوروبا، بل فريقًا يرعب الجميع.