أرقام لا تنسى في مشوار راشفورد مع مانشستر

خاض النجم الإنجليزي ماركوس راشفورد، مسيرة قوية مع مانشستر يونايتد الإنجليزي قبل رحيله رسميًا إلى نادي برشلونة الإسباني خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، وإسدال الستار على أكثر من عشرين عامًا قضاها داخل جدران "أولد ترافورد"، منذ انضمامه إلى أكاديمية النادي وهو في السابعة من عمره. رحيل راشفورد أثار مشاعر متباينة لدى جماهير الشياطين الحمر، فرغم أنه من أكثر اللاعبين الذين أثاروا انقسامًا في الآراء خلال السنوات الأخيرة، إلا أن ارتباطه الطويل بالنادي وكونه أحد أبنائه جعلا من مسألة رحيله أمرًا صعبًا على محبّي الفريق. وبدا واضحًا منذ فترة أن العلاقة بين الطرفين تتجه نحو النهاية، لا سيّما بعد الخلاف العلني الذي نشب بينه وبين المدير الفني البرتغالي روبن أموريم، في مشهد مثّل نقطة تحول حاسمة في مستقبل اللاعب مع الفريق. راشفورد لمع نجمه بشكل استثنائي في عام 2016، حين تم استدعاؤه بشكل مفاجئ للمشاركة مع الفريق الأول، فاستغل الفرصة بأفضل صورة ممكنة. سجل هدفين في أول ظهور له مع الفريق أمام ميتيلاند في الدوري الأوروبي، ثم أضاف هدفين آخرين في أول مباراة له بالدوري الإنجليزي الممتاز أمام آرسنال، بعد ثلاثة أيام فقط. هذا التألق السريع جعله أحد أبرز المواهب الإنجليزية الصاعدة، وساهم لاحقًا في ترسيخ مكانته داخل الفريق الأول. وعلى الرغم من الانتقادات التي طالته في المواسم الأخيرة، سواء لأسباب فنية أو سلوكية، إلا أن أرقام راشفورد خلال مسيرته مع مانشستر يونايتد تؤكد أنه كان لاعبًا مؤثرًا. فقد شارك في 426 مباراة مع الفريق الأول، سجل خلالها 138 هدفًا، وصنع 77 هدفًا آخر، ليصبح في المركز الثالث عشر ضمن قائمة الهدافين التاريخيين للنادي. ومن أبرز لحظاته التي ستبقى في ذاكرة الجماهير، هدفه الحاسم في أول ديربي ضد مانشستر سيتي، بالإضافة إلى ركلة الجزاء التي سجلها في الوقت القاتل أمام باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا، والتي أهلت الفريق إلى الدور التالي في واحدة من أكثر الليالي الأوروبية إثارة. وفي المنافسات القارية، سجل راشفورد 26 هدفًا في 79 مباراة، منها 12 في دوري الأبطال و14 في الدوري الأوروبي، ما يجعله خامس أكثر من سجل في البطولات الأوروبية بتاريخ النادي، خلف أسماء كبيرة مثل واين روني، رود فان نيستلروي، رايان جيجز، ودينيس لو. عدد مشاركات النجم الإنجليزي يضعه أيضًا في مكانة لافتة تاريخيًا، إذ يُعد من بين 23 لاعبًا فقط تجاوزوا حاجز 400 مباراة مع مانشستر يونايتد. ويحتل المركز العشرين في قائمة الأكثر ظهورًا، كما يُعد خامس أكثر مهاجم لعب للنادي من حيث عدد المباريات، خلف كل من واين روني، جورج بست، براين ماكلير، ومارك هيوز. أما على مستوى الدوري الإنجليزي الممتاز، فيحتل راشفورد المركز العاشر في قائمة هدافي مانشستر يونايتد في البطولة، برصيد 87 هدفًا، وهو رقم يعكس استمراريته وتطوره رغم الظروف المعقدة التي مر بها الفريق في السنوات الماضية. ومن المهم التأكيد على أن راشفورد لم يكن جزءًا من الجيل الذهبي الذي توج بالدوري الإنجليزي ودوري الأبطال، بل كان أحد الأعمدة الأساسية في مرحلة انتقالية صعبة، ما ألقى عليه عبئًا أكبر من المطلوب غالبًا، وجعله في مواجهة دائمة مع الجماهير ووسائل الإعلام.