بعثة منتخب قطر تغادر إلى طشقند

غادرت بعثة المنتخب القطري الأول لكرة القدم الدوحة متوجهة إلى مطار العاصمة الأوزبكية طشقند، حاملة معها طموحات دفينة وآمالاً لا تنضب، استعدادًا للمواجهة المنتظرة أمام أصحاب الأرض، مساء الثلاثاء على أرضية ملعب "ميلي"، في ختام المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026. ورغم أن اللقاء لا يحمل وزنًا حاسمًا على الورق، بعد أن ضمن منتخب أوزبكستان بطاقة التأهل المباشر لأول مرة في تاريخه الكروي، إلا أن العنابي يدخل المواجهة بروح المنافس الباحث عن دفعة معنوية كبيرة تسبق استحقاقاً أكثر تعقيداً في ملحق القارة. المنتخب بقيادة الإسباني جولين لوبيتيجي، يخوض مرانه الأخير على نفس ملعب المباراة، وسط أجواء فنية مشحونة بالتركيز والحذر. فالمدرب الذي يتولى مهمته في ظروف استثنائية، يسعى إلى إرساء بصمته الفنية سريعًا، واختبار توليفته المثالية القادرة على إرباك الحسابات الأوزبكية حتى وإن كانت المباراة بالنسبة لهم بلا وزنٍ رقمي. لوبيتيجي، الذي وضع أعين الجهاز الفني على تفاصيل أدق في الحصص التدريبية، يركز على تنشيط الإيقاع التكتيكي، وتصحيح الأخطاء التي كلفت الفريق كثيراً في مواجهات سابقة، إلى جانب تعزيز الفاعلية الهجومية، التي باتت تمثل السلاح الأبرز للعنابي. برصيد 17 هدفًا في جعبة الهجوم القطري، يتصدر العنابي قائمة أقوى المنتخبات تهديفًا في مجموعته، متفوقًا على إيران بهدف وحيد، وعلى الإمارات بفارق ثلاثة أهداف، ما يعكس تحوّلاً نوعياً في الشخصية الهجومية للفريق. وبهذا التميز، يفتح العنابي لنفسه بابًا من الثقة، ويمنح خصومه جرعة من الحذر. هذه الأرقام ليست فقط للتاريخ، بل تمثل رصيدًا معنوياً يمكن البناء عليه في الملحق المرتقب، حيث لا مكان للخطأ، ولا وقت للتجريب. المباراة ضد أوزبكستان لا تُقاس فقط بنتيجتها على الورق، بل بمدى تأثيرها النفسي والفني على مسار المنتخب في المرحلة القادمة. الانتصار خارج الديار أمام خصم تأهل بالفعل، قد يكون دافعًا هائلًا للجماهير واللاعبين، قبل الدخول في نفق "الملحق الآسيوي" في أكتوبر المقبل، الذي سيمنح بطاقتين إضافيتين للحاق بركب مونديال أمريكا وكندا والمكسيك. العيون إذن على طشقند، حيث يخوض العنابي اختبارًا من نوع آخر: اختبار الجاهزية، والثقة، والقدرة على البناء في وجه الصعوبات، مع مدرب جديد يضع اللبنات الأولى لمشروع طويل الأمد. وفي الوقت الذي يحشد فيه الأوزبك أفراح تأهلهم التاريخي، يحشد القطريون العزيمة، وكل ما تبقى من رصيد الخبرة والطموح.


  أخبار ذات صلة