الإقالة تلوح.. أزمة بين وزير الرياضة وحسام حسن!

تلوح في الأفق أزمة كبيرة تهدد مستقبل حسام حسن، المدير الفني للمنتخب المصري، في ظل تصاعد التوتر بينه وبين وزير الشباب والرياضة المصري، أشرف صبحي، بعد المباراة الأخيرة للفراعنة ضد سيراليون في تصفيات كأس العالم 2026. المشادة التي نشبت بين الطرفين عقب المباراة أصبحت حديث الساعة في الوسط الرياضي المصري، مع تزايد التكهنات حول مصير "العميد" وتدريبه للمنتخب في المستقبل القريب.
تفاصيل الأزمة
بدأت الأزمة عندما توجه وزير الرياضة أشرف صبحي إلى غرفة خلع الملابس بعد فوز مصر على سيراليون بهدف نظيف، حيث وجه انتقادات حادة لأداء اللاعبين والجهاز الفني، مطالبًا بتحسين المستوى الفني والقتالي للمنتخب. ووفقًا للتقارير، فقد طلب الوزير من اللاعبين تقديم أداء أفضل في المباريات القادمة لتحقيق المزيد من الانتصارات وضمان التأهل المبكر لكأس العالم 2026.
لكن حسام حسن، الذي يقود المنتخب المصري، قاطع الوزير فورًا أثناء حديثه، رافضًا اللوم الموجه للاعبين والجهاز الفني. وأكد حسن أن المنتخب قد حقق سلسلة انتصارات هامة وكان على أعتاب التأهل لكأس العالم للمرة الرابعة. وعبر "العميد" عن رفضه القاطع لإلقاء اللوم على الفريق، مشيدًا بما تحقق من نتائج حتى الآن.
تدخل أبوريدة لتهدئة الأجواء
تصاعدت الأجواء بعد هذه الحادثة، مما دفع هاني أبوريدة، رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، للتدخل بسرعة لتهدئة الموقف بين الطرفين. وعلى الرغم من تدخل أبو ريدة، غادر وزير الرياضة الغرفة بسرعة بعد أن تشاجرت الأراء بينه وبين المدير الفني. هذه الواقعة أثارت جدلاً واسعًا داخل الوسط الرياضي المصري وأصبحت حديث الصحافة ووسائل الإعلام.
تصريحات متبادلة وتزايد التوتر
بعد الحادثة، خرج حسام حسن مع شقيقه إبراهيم حسن في وسائل الإعلام، حيث أكدا أن الحديث عن الأداء يجب أن يتوقف، وأن المنتخب حقق إنجازًا كبيرًا بفوزه المتواصل، وأن جميع المباريات في التصفيات صعبة. كما أشار حسن إلى أن التصريحات العدائية تجاه بعض الأندية واللاعبين لم تكن في محلها، معتبرًا أن نجاحات المنتخب تتطلب التركيز على الإنجازات بدلاً من الانتقادات المستمرة.
في المقابل، أكد وزير الرياضة أن المنتخب يجب أن يواصل العمل على تحسين أدائه، وأنه لا يوجد مجال للراحة بعد الفوز على سيراليون. وفي مؤتمر صحفي، تعرض حسام حسن لمزيد من الأسئلة عن غياب إمام عاشور، لاعب الأهلي، حيث اتهمه بالتهرب من المنتخب، واصفًا إياه بـ"المتمارض"، كما انتقد بعض لاعبي الفريق الذين حصلوا على راحة قبل المعسكر بسبب حالتهم البدنية.
الحديث عن إقالة حسام حسن
الأزمة بين وزير الرياضة وحسام حسن أثارت تساؤلات حول مستقبل المدرب مع المنتخب. بعض المصادر داخل اتحاد الكرة بدأت تتحدث عن إمكانية إقالة حسام حسن بعد تصاعد الخلافات الأخيرة، حيث ترى أن استمرار المدرب في منصبه قد يسبب المزيد من الأزمات في المستقبل، خاصة في ظل قرب منافسات كأس الأمم الإفريقية التي ستُقام في المغرب.
لكن هناك آراء أخرى داخل اتحاد الكرة تدعو للتريث، مشيرة إلى ضرورة إعطاء الجهاز الفني الفرصة كاملة حتى نهاية التصفيات، خاصة أن المنتخب قد قطع شوطًا كبيرًا نحو التأهل إلى كأس العالم. كما أن بعض أعضاء الاتحاد يفضلون التريث حتى نهاية كأس الأمم الإفريقية، وفي حال عدم تحقيق نتائج إيجابية، يتم اتخاذ القرار المناسب بشأن المدرب.
صلاح يدعم حسن رغم الأزمة
فيما يتعلق بمحمد صلاح، نجم ليفربول وقائد المنتخب المصري، لم يظهر أي تحرك مباشر خلال المشادة بين حسام حسن ووزير الرياضة، لكن بعض المصادر تؤكد أن صلاح يدعم مدربه بشكل غير مباشر. ويعود جزء من دعم صلاح إلى العلاقة القوية التي تربطه بحسام حسن، على الرغم من الخلافات التي كانت موجودة في وقت سابق بين صلاح وهاني أبوريدة في أعقاب إخفاق منتخب مصر في كأس الأمم 2019.
صلاح، الذي سبق له انتقاد اتحاد الكرة في مناسبات سابقة، بدا حريصًا على الحفاظ على استقرار الفريق، وأظهر دعمًا مستمرًا لحسام حسن في الفترة الأخيرة. ولا يستبعد البعض أن يكون لصلاح دور في الحفاظ على استقرار الجهاز الفني، خاصة في ظل العلاقة الوطيدة بينه وبين "العميد".
التوقعات المستقبلية
ستظل الأوضاع غامضة حتى نهاية التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وكذلك كأس الأمم الإفريقية. إذا استطاع حسام حسن قيادة المنتخب لتحقيق نتائج جيدة والتتويج باللقب القاري، فقد يطيل بقاءه في منصبه، ولكن في حال عدم تحقيق النتائج المرجوة، فإن إقالته ستظل واردة بشكل كبير.
وفي النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل سيستطيع حسام حسن تجاوز هذه الأزمة وإعادة التركيز على أهداف المنتخب في التصفيات، أم أن الفترة المقبلة ستشهد تغييرات جذرية في الجهاز الفني؟ الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مصير "العميد" مع منتخب الفراعنة.