جولة ثقيلة في «البريميرليج»

عندما يلتقي مانشستر يونايتد مع ضيفه تشيلسي (الأربعاء) في قمة مباريات المرحلة الـ15 لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، سيكون على المدير الفني الهولندي إريك تين هاج وفريقه الرد على الشائعات التي انتشرت بوجود حالة انقسام في غرفة اللاعبين، ومعارضة شديدة من عدد كبير من اللاعبين لسياسة المدرب. ويعاني يونايتد من تذبذب واضح في الأداء، وحقق بداية مخيبة للآمال هذا الموسم؛ إذ خسر 10 من مبارياته بمختلف المسابقات، مسجلاً أسوأ نتائج منذ موسم 1930-1931. وبعد أن تنفس تين هاج وفريقه الصعداء بتحقيق 3 انتصارات متتالية، عاد وسقط في المرحلة السابقة أمام مضيفه نيوكاسل بهدف نظيف، ليتراجع للمركز الرابع برصيد 24 نقطة، وبأداء مخيب وتبديلات في التشكيلة تشير إلى أن هناك شيئاً غير منطقي يدور في غرفة الملابس. وأشيع أن تين هاج فقد ثقة نصف تشكيلته سواء بالمشكلات التي تفجرت مع عدد من اللاعبين أمثال جيدون سانشو المستبعد منذ فترة لأسباب تربوية، والفرنسي رافائيل فاران الذي خرج من حسابات المدرب في آخر مباراتين، إضافة إلى الشكوى من الطرق التدريبية المتبعة التي تعتمد على الركض أكثر من الفنيات، وكان لها أثرها السلبي على اللاعبين بدنياً.  ونفى تن هاغ صحة القصص المتداولة عن وجود فقدان ثقة داخل غرفة اللاعبين ومؤكداً أنه منفتح دائماً لمناقشة كل الأمور مع المجموعة دون استثناء، وقال: «أنا أستمع دائماً إلى لاعبي فريقي، وأمنحهم دائماً الفرص ليقولوا رأيهم. إذا كان لدى اللاعبين رأي مختلف فبالطبع سأستمع ربما هناك واحد أو اثنان يختلفان لكن الأمر يتعلق بشكل عام بالمجموعة، والأغلبية تريد اللعب بهذه الطريقة. نريد أن نكون استباقيين، ديناميكيين، شجعاناً، هذا هو ما أطلبه».  وحاول البرتغالي برونو فرنانديز، قائد فريق مانشستر يونايتد، لملمة الأمور، وتجاوز ما يثار، مطالباً زملاءه اللاعبين بالتركيز فيما هو قادم من مباريات، بدلاً من التفكير فيما مضى. وعلى عكس حال يونايتد المضطرب، يستعد جاره مانشستر سيتي حامل اللقب إلى إنهاء صيامه عن الفوز، بعد 3 تعادلات متتالية، عندما يحل ضيفاً على أستون فيلا، الأربعاء أيضاً، في لقاء لا يخلو من صعوبة. ويدخل سيتي اللقاء على وقع فتح اتحاد الكرة الإنجليزي تحقيقاً معه، في عدم السيطرة على لاعبيه خلال مواجهة توتنهام، التي انتهت بالتعادل 3-3. ووجَّه الاتحاد الإنجليزي اتهامات إلى مانشستر سيتي، بعد أن أحاط مهاجمه النرويجي إيرلينج هالاند وعدد من زملائه بالحكم سيمون هوبر الذي تغاضى عن اتخاذ قرار باستمرار اللعب، خلال فرصة واعدة للفريق. وأكد الاتحاد الإنجليزي أن هالاند سيواجه إجراءات منفصلة بسبب تصرفاته، ثم تغريداته المتعلقة بالتحكيم عبر الإنترنت. ودافع المدرّب الإسباني بيب جوارديولا عن مهاجمه، مؤكداً أن ما حدث هو انفعال طبيعي بالملعب، وردّ فعله كان مماثلاً للَّاعبين العشرة الآخرين. وفي انتظار ما تسفر عنه التحقيقات، يبدو أن هالاند سيكون جاهزاً للمشاركة ضد أستون فيلا، الاختبار الصعب الرابع توالياً لسيتي الذي يمنِّي النفس باستعادة نغمة الانتصارات، وفك نحس تعادلات كلّفته خسارة 6 نقاط، وبالتالي التنازل عن الصدارة لصالح وصيفه آرسنال. وسقط مانشستر سيتي في فخ التعادل أمام ليفربول 1-1، وتشيلسي 4-4، وأخيراً توتنهام 3-3. وما يزيد صعوبة مهمة سيتي أنه سيخوض مواجهة فيلا في غياب لاعب وسطه الدولي الإسباني رودري، وجناحه الدولي جاك جريليش بسبب الإيقاف. وإذا كان جوارديولا يملك البدائل في مركز الجناح بوجود البلجيكي جيريمي دوكو وفيل فودن، فإنه سيواجه صعوبة لا محالة لتعويض غياب مواطنه رودري.  وظهر الغياب المؤثر لرودري على تشكيلة سيتي، عندما أُوقف لثلاث مباريات، بسبب طرده أمام نوتنجهام فورست في المرحلة السادسة في 23 سبتمبر الماضي حيث خسر الفريق جميع المباريات الثلاث أمام ولفرهامبتون (1-2) ونيوكاسل (0-1 في مسابقة كأس الرابطة) وآرسنال (0-1). ويملك أستون فيلا رابع الترتيب الذي يتخلف بنقطة واحدة عن سيتي، بقيادة مدربه الإسباني أوناي إيمري، ثاني أقوى هجوم في المسابقة حتى الآن بتسجيله 33 هدفاً، ويسبقه فقط السيتي الذي سجل 36 هدفاً. وما يعزز أيضاً من صعوبة مهمة حامل اللقب ولاعبيه، أن فريق أستون فيلا لم يخسر على ملعبه (فيلا بارك) حيث حقق العلامة الكاملة بتحقيق 6 انتصارات. وتقام الأربعاء 4 مواجهات أخرى، أبرزها لقاء ليفربول أمام شيفيلد يونايتد متذيّل الترتيب، والذي اتخذ قراراً عاجلاً بإقالة مدربه بول هيكينغبوتوم وإعادة المدرب السابق كريس وايلدر، على أمل إنقاذ الفريق المهدد بالهبوط. ويُعد هيكينغبوتوم أول مدرب يفقد وظيفته في الدوري الممتاز هذا الموسم، رغم أن ولفرهامبتون انفصل عن المدرب الإسباني جولين لوبيتيجي قبل 3 أيام من انطلاق الموسم. ويتذيل شيفيلد ترتيب الدوري بفوز واحد في الموسم حتى الآن، و5 نقاط من 14 مباراة. وقاد وايلدر الفريق بين عامي 2016 و2021، وعندما استقال كان الفريق في مؤخرة الترتيب أيضاً، وتولى هيكينغبوتوم المسؤولية مؤقتاً في آخر 10 مباريات بالموسم الذي هبط فيه للدرجة الثانية. وأفلت ليفربول بأعجوبة من فخّ ضيفه فولهام، عندما قلب تخلَّفه 2-3 قبل 10 دقائق من النهاية إلى فوز مجنون 4-3. ولا يبدو أن هجوم ليفربول سيواجه صعوبة في مواجهة شيفيلد الذي يملك أضعف خطَّي دفاع وهجوم في الدوري حيث سجل لاعبوه 11 هدفاً فقط مقابل تلقيهم 39 هدفاً. لكن كلوب حذر لاعبيه من التهاون، وضرورة التعلم من دروس مواجهة فولهام التي وصفها بأنها لن تُنسى طوال حياته. ويلعب بيرنلي صاحب المركز التاسع عشر برصيد 7 نقاط مع ولفرهامبتون الثالث عشر برصيد 15 نقطة. وبعيداً عن صراع القمة والمربع الذهبي، تقام 3 مواجهات أخرى؛ حيث يلعب فولهام صاحب المركز الرابع عشر برصيد 15 نقطة، مع نوتنجهام فورست الخامس عشر برصيد 13 نقطة، وكريستال بالاس الثاني عشر برصيد 16 نقطة، مع بورنموث السادس عشر (13 نقطة) وبرايتون الثامن (22 نقطة) مع برنتفورد الحادي عشر (19 نقطة). وتختتم الجولة الخميس بمباراتين من العيار الثقيل حيث يحل نيوكاسل ضيفاً على إيفرتون في ملعب «جوديسون بارك»، ويصطدم توتنهام بجاره وضيفه وست هام في ديربي لندني.


  أخبار ذات صلة