مدرب السيلية: قطر أبهرت العالم
أكد التونسي سامي الطرابلسي، المدير الفني لفريق السيلية، أن قطر أبهرت العالم في تنظيم النسخة الـ22 من كأس العالم، وتركت بصمات لا يمكن نسيانها من كافة النواحي، ومازالت الأصداء الرائعة للمونديال الأول في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط تتردد حتى الآن، لما تم إنجازه.
وقال الطرابلسي البالغ من العمر 54 عامًا: "الجميع كان يأمل توهج المنتخب القطري في هذه المشاركة المونديالية، بيد أنه لم يظهر بالصورة المأمولة بالتوازي مع اللوحة التنظيمية الرائعة التي شاهدها كل العالم، ولكن علينا أن نتحدث بموضوعية إذا ما أردنا مقارنة ما حدث مع المنتخب القطري مع ما قدمته المنتخبات العربية في البطولة، حيث ودّعت جميعها الدور الأول باستثناء المنتخب المغربي الذي حقق إنجازًا لافتًا بالوصول إلى المركز الرابع".
واضاف المدرب الذي قاد السيلية إلى المركز الثالث في موسم 2019-2020، وهو أفضل مركز بتاريخ النادي: "بلا شك الكل أجمع على أن المنتخب القطري لم يظهر بوجهه الحقيقي في المونديال، على غرار توهجه في كأس أمم آسيا 2019 التي توج بلقبها وقدّم مستويات فنية مميزة، وأتحدث هنا عن المستوى الفني الذي لم يكن مُرضيًا وكان ضعيفًا ولم يلب التطلعات، بصرف النظر عن النتائج التي لم يُطالب أحد بتحقيقها، وكان من الواضح تأثر جميع اللاعبين بالرهبة والخوف وغياب الحلول الهجومية التي اقتصرت على أكرم عفيف والمعز علي، إلى جانب التغييرات على مستوى التشكيل، وبلا شك عزل اللاعبين في معسكر طويل لنحو ستة أشهر كان من بين الأخطاء التي وقعت".
وحول ما إذا كان تغيير المدرب الإسباني فيليكس سانشيز أحد الحلول لبدء مرحلة جديدة للمنتخب القطري، ذكر الطرابلسي: "من وجهة نظري مشكلة المنتخب القطري ليست في المدرب، حتى لو تغيّر الجهاز الفني، لا بد من إعادة الحسابات في مستوى المنافسة بالدوري على غرار ما يحدث في الدوري السعودي، ويلزم اتخاذ بعض القرارات التي تغيّر من شكل المنافسة في الدوري بحيث يصبح قادرًا على إنتاج العديد من اللاعبين لخدمة المنتخب الوطني، وكذلك سينعكس إيجابًا على مستوى الفرق التي تمثل الكرة القطرية في البطولات الآسيوية والتي شهدت تراجعًا كبيرًا في المواسم الأخيرة لا يتناسب مع الإمكانات الكبيرة التي توفرها الدولة".
وشدّد مدرب السيلية على ضرورة اتخاذ قرارات تخص مسألة قوة المنافسة في دوري نجوم QNB كجزء من خطة إعداد المنتخب القطري للدفاع عن لقبه في كأس آسيا 2023 التي تستضيفها الدوحة، وتفاوت المستويات بين الفرق في الدوري يؤثر على مستوى المنتخب، بدليل التراجع الذي حصل لمعظم اللاعبين الذين شاركوا في أمم آسيا 2019، وذلك نتيجة الفجوة الكبيرة في المنافسة بالدوري واختصارها بفريقين فقط، الفريق الأول وفريق تحت 23 سنة، إلى جانب أن خوض 22 مباراة ليس كافيًا لإعداد اللاعبين.
وفي هذا الصدد قال الطرابلسي: "الكل شاهد تغيّر ملامح المنافسة في المربع الذهبي خلال الموسم الماضي عندما استعان الوكرة ببعض اللاعبين من الدحيل وتمكن من الحصول على المركز الثالث".
وعن استئناف منافسات دوري نجوم QNB في الرابع من يناير المقبل، قال مدرب السيلية، الذي وصل لموسمه التاسع مع هذا الفريق: "بعد فترة التوقف الطويلة وكأس العالم الرائعة بالتأكيد سيكون من الجيد العودة لاستئناف منافسات الدوري منذ أن توقف في 14 سبتمبر الماضي، وفيما يخص الاستعدادات فقد كانت غير عادية ولم تصل للدرجة المطلوبة وتناسب طموحاتنا، بحكم انشغال الملاعب بتدريبات المنتخبات المشاركة في المونديال، وبالتأكيد سعى الاتحاد القطري لكرة القدم لتوفير الملاعب البديلة لكل الأندية من أجل استمرار العملية التدريبية والتحضيرات، وعلى الرغم من أن فترة التوقف امتدت لنحو شهرين، فقد لعبنا بطولة كأس حكام الفيفا وبعض المباريات الودية، ولكنها لم تكن كافية، وحاولنا زيادة معدلات التركيز والتحكم في جوانب الانضباط".
وأشار الطرابلسي، الحاصل على جائزة أفضل مدرب في الدوري القطري لموسم 2013-2014 إثر قيادته السيلية إلى نهائي كأس الأمير ودخوله المربع الذهبي، إلى أن المواجهة المقبلة لفريقه أمام الريان يوم 5 يناير المقبل على استاد حمد بن خليفة لحساب الجولة الثامنة ستكون في غاية الصعوبة بالنظر لوضعية الفريقين على سلم ترتيب الدوري، حيث يحتل السيلية المركز الـ11 برصيد أربع نقاط مقابل احتلال الريان للمركز الثاني عشر والأخير بنقطة واحدة، مؤكدًا أن فريقه قدّم صورة مخيّبة في الجولات السبع الأولى من الدوري، وسيسعى لتدارك ما فات خلال المرحلة المقبلة والظهور بصورة جيدة رغم الصعوبات التي يعاني منها الفريق، من أجل عودة السيلية لمستواه الطبيعي.
وكشف مدرب فريق السيلية عن معاناة فريقه، على الصعيد المادي، نتيجة ضعف الموارد التي أثرت على نتائج الفريق، متمنيًا أن يلقى السيلية المساندة من اتحاد كرة القدم في المرحلة القادمة.
ولفت إلى أن العربي متصدّر الترتيب الحالي، والوكرة الوصيف، قدّما مستويات مميزة هذا الموسم، بيد أنه لا يمكن الحُكم على النتائج التي حصدها السد حامل اللقب والدحيل وصيف دوري الموسم الماضي خلال الجولات السبع الماضية من الدوري في ظل الغياب الكبير للعديد من اللاعبين عن صفوفهما بسبب التزام اللاعبين الدوليين مع المنتخب القطري.
واردف: "أعتقد أن خريطة المنافسة في المرحلة المقبلة لن تخرج عن المألوف، وكما جرت في السنوات السابقة، مع عودة اللاعبين الدوليين إلى الفرق خاصة السد والدحيل، حيث يمتلكان 95 بالمئة من لاعبي المنتخب القطري، إلى جانب وجود أفضل المحترفين في صفوفهما، وإن كنا نأمل أن يخرج الدوري عن الشكل المعتاد وتتسع رقعة المنافسة ويذهب اللقب لفريق جديد".
وأشاد الطرابلسي بعودة العراق إلى استضافة كأس الخليج العربي بعد غياب لأكثر من 40 عامًا، مؤكدًا أن بطولة كأس الخليج العربي في نسختها الخامسة والعشرين "خليجي25" في البصرة ستكون محطة رائعة للبطولة، إلى جانب كون الكرة الخليجية تحتاج إلى تواجد المنتخب العراقي وشغف الجمهور العراقي لإثراء المستويات الفنية، واستضافة البطولة في العراق أمر رائع للغاية، وستعطي دفعة كبيرة تزيد من جماليتها.
وتابع: "نتمنى أن يظهر المنتخب القطري بالصورة الجيدة لاسيما أنه يشارك بمزيج من لاعبي المنتخب الأولمبي والشباب إلى جانب بعض لاعبي المنتخب الأول، وأن يقدّم وجوهًا جديدة تخدم الكرة القطرية في المرحلة المقبلة".
ولم يخف الطرابلسي الذي قاد السيلية لأول مشاركة في دوري أبطال آسيا في العام 2020 في ختام تصريحاته أنه غير مرتاح على الصعيد الشخصي في ظل أجواء النادي الصعبة، والحال ذاته ينطبق على جميع اللاعبين في الفريق وكذلك المسؤولين في إدارة النادي، ومشيرًا إلى حجم المعاناة والصعوبات الكبيرة التي يشهدها نادي السيلية في الآونة الراهنة، فضلًا عن غياب الاهتمام بالفريق، آملًا في إيجاد الحلول خلال الفترة المقبلة لفتح صفحة جديدة تمكن الفريق من استعادة توازنه.
يشار إلى أن العربي يتصدّر جدول ترتيب دوري نجوم QNB برصيد (16) نقطة، بفارق نقطة واحدة عن الوكرة صاحب المركز الثاني، بينما يحتل الدحيل المركز الثالث برصيد (14) نقطة، وحل الغرافة رابعًا برصيد (12) نقطة، والأهلي خامسًا برصيد (10) نقاط متساويًا مع الشمال وقطر في المركزين السادس والسابع، وجاء المرخية ثامنًا برصيد (8) نقاط، وجاء السد تاسعًا بـ(7) نقاط متساويًا مع أم صلال الذي جاء عاشرًا، وحل السيلية في المركز قبل الأخير برصيد (4) نقاط، وأخيرًا الريان بنقطة واحدة.