رجح كفة الأرجنتين.. دي ماريا أحدث الفارق مع نجومية ميسي

غطّت عبقرية الأرجنتيني "ليونيل ميسي" ونجوميته المُطلقة على الدور الكبير الذي ساهم به مواطنه "أنخيل دي ماريا" في الفوز بلقب بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، والتي انتهت بفوز الأرجنتين على فرنسا بركلات الترجيح (2-4) بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي (3-3). وتوجهت أنظار الرياضيين في الملعب وعشاق كرة القدم في العالم والجماهير في الأرجنتين نحو ميسي وكأنها تترقّب وتتمنى أن يفوز اللاعب بكأس العالم، ليتوج مسيرته بأفضل إنجاز، على خلفية ما قدّمه لكرة القدم بشكل عام، إذ توج بكل الألقاب عدا الكأس الذهبي البرّاق. ورغم تسجيله هدفين وفوزه بجائزة أفضل لاعب في النهائي، إلا أن الدور الكبير الذي لعبه "أنخيل دي ماريا" في المباراة خلال 64 دقيقة لا تخطئه العين، وكان المفتاح الخاص بالمباراة لمنتخب الأرجنتين بحركته الدؤوبة ومهاراته العالية وقدراته الكبيرة في ترجيح كفة "التانجو" وهو يصنع الفرص ويتسبّب في الهدف الأول، ثم يشكّل نقطة خطورة على مرمى المنتخب الفرنسي الذي لم يهدأ منها إلا بعد أن سحبه المدرب من الملعب ليُظهر خروجه فراغاً واضحاً. وفاجأ سكالوني، مدرب الأرجنتين، المتابعين بقرار ناجح بإشراكه لدي ماريا ضمن التشكيل الاساسي الذي بدأ به المباراة، عكس ما كان يحدث في كل المباريات السابقة، ونجح في إشغال دفاع فرنسا وإخراج الظهير الفرنسي كوندي من المباراة تماماً بعد أن تفوق دي ماريا عليه بشكل واضح. وبالنظر لما قام به دي ماريا في المباراة من أدوار هجومية رجّحت الكفة الأرجنتينية، نجد أنه نجح في الدقيقة الـ22 من المباراة في مراوغة عثمان ديمبلي ودخول منطقة الجزاء، ليُجبر ديمبلي على ارتكاب خطأ ليحصل الأرجنتين على ركلة جزاء سجّل منها ميسي هدف التقدم نحو مُعانقة كأس العالم. ولعب دي ماريا كما لم يلعب من قبل، مؤكداً قدراته الكبيرة ومهاراته العالية في تخطي المُدافعين بسرعته وقراءته الجيدة لمسار الطريق إلى المرمى، ليشكّل هاجساً حقيقياً لمدرب فرنسا ديديه ديشامب خاصة بعد عودته مُجدداً لتشكيل الخطورة على مرمى فرنسا ليُضيف الهدف الثاني للأرجنتين في الدقيقة (36)، بعد جملة تمريرات رائعة بدأها ميسي من منتصف الملعب وانتهت بعرضية من ألكسيس ماك أليستر، تابعها دي ماريا بنجاح في شباك هوغو لوريس. وبهذين الهدفين ساهم النجم الأرجنتيني الموهوب في وضع منتخب بلاده في المقدمة بعد شوط أول رائع قدّم خلاله عُصارة تجربته الكروية ومهاراته المتميزة التي أثرت المباراة بكل عوامل المُتعة والإثارة والتشويق والأهداف. وبعد ذلك تفاجأ الجمهور الأرجنتيني، وكل المتواجدين باستاد لوسيل، والمتابعون للمباراة التاريخية عبر الشاشات في كل بلدان العالم بقرار المدرب بخروج دي ماريا بعد ساعة من اللعب وخمس دقائق، لتصيح آلاف الجماهير استغراباً على استبداله. وبالفعل كادت الدنيا تنقلب على فريقه، إذ عادلت فرنسا ( 2 -2 ) في الدقائق الأخيرة من الوقت الأصلي للمباراة، ثم (3-3) في الوقت الإضافي، قبل أن تنقذهم ركلات الترجيح (4-2) على وقع بكائه على مقاعد البدلاء، في وقت رأى فيه البعض أن سكالوني مدرب المنتخب الأرجنتيني ارتكب خطأ تكتيكياً بإخراجه للاعب المتألق، بينما أشرك المدرب الفرنسي كنغلسي كومان، لتنقلب المباراة رأساً على عقب ويرتاح الدفاع الفرنسي بخروج دي ماريا ويتسيّد الفرنسيون الدقائق الأخيرة، ما ساهم في تسجيلهم هدفين في دقيقتين. والشاهد أن دي ماريا نجم يوفنتوس الإيطالي الذي قرّر الاعتزال دوليا بعد انتهاء المونديال، لم يشارك كلاعب اساسي في مباريات المنتخب بسبب تأثره بإصابة ألمّت به قبل انطلاق العُرس العالمي في قطر، ولكنه أثر على منتخب الأرجنتين بشكل لا مثيل له في أفضل نهائيات كأس العالم على الإطلاق. وبينما كانت الكرة تبدو دائماً وكأنها تمر عبر ميسي، كانت دائماً ما تذهب إلى الجهة اليسرى مع كرة ملتفة بخطى سريعة إلى قدمي دي ماريا الذي يعتبر أحد أبرز الركائز في المنتخب الأرجنتيني إذ ساهم بقوة في العديد من الانتصارات عبر المباريات الكبيرة بتمريراته الحاسمة، واحتفاله الشهير برسم قلب بأصابع يديه خلال تسجيله للأهداف، فكان صاحب الهدف الوحيد في المباراة النهائية بأولمبياد بكين ضد نيجيريا عام 2008، وكان له في عام 2021 لمسة على الإنجاز الأرجنتيني بالتتويج بكوبا أمريكا حينما سجّل مرة أخرى بتسديدة ساقطة بقدمه اليسرى ضد البرازيل في المباراة النهائية ومنح بلاده اللقب الأول في المسابقة منذ عام 1993. وكان للمهاجم الأرجنتيني دور فاعل عند وصوله لنادي بنفيكا البرتغالي عام 2007، قبل أن ينتقل إلى ريال مدريد الإسباني، ثم مانشستر يونايتد الإنجليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي وحالياً مع يوفنتوس الإيطالي. وترعرع دي ماريا فنياً في بداياته بناديه الأرجنتيني روساريو سنترال، ثم في أوروبا والمُنتخب، حيث لعب 124 مباراة وسجّل 27 هدفاً، وتعرّض اللاعب الموهوب لانتقادات كثيرة خلال كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، غير أن الأسطورة دييجو مارادونا كان حائط صد منيعاً لهذه الانتقادات حيث دافع عنه بشده وقال وقتها النجم الراحل "أنتم لا تعرفون من هو دي ماريا.. فنياته ومهاراته مذهلة". وعقب الفوز بكأس العالم FIFA قطر 2022، عبّر دي ماريا عن سعادته بهذا الإنجاز التاريخي قائلاً: "سعداء بالفوز وبالإنجاز في مباراة تاريخية.. اللعب بقميص الأرجنتين هو اللعب لأجل لتحقيق حلم 47 مليون أرجنتيني.. ولتحقيق حلم النجم الاستثنائي ليونيل ميسي.. إنه شيء مذهل".


  أخبار ذات صلة