عبدالرزاق خيري يروي ذكريات مونديال 1986

قبل 36 عاما، كان النجم المغربي السابق عبدالرزاق خيري قد استحوذ على الأضواء بشكل هائل عبر دوره البطولي في تحقيق إنجاز عربي غير مسبوق في تاريخ بطولة كأس العالم، وقد جاء الإنجاز المغربي في النسخة الحالية من المونديال، المقامة في قطر، ليحيي ذكريات "المكسيك 1986".
وأصبح المنتخب المغربي أول فريق عربي يتأهل لدور الثمانية في تاريخ المونديال إثر فوزه على نظيره الإسباني 3-صفر بضربات الترجيح بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، وسيتنافس مع نظيره البرتغالي على بطاقة التأهل للدور قبل النهائي بمونديال "قطر 2022".
وأنعش تأهل أسود الأطلس والمواجهة المرتقبة أمام البرتغال ذكريات مونديال 1986، التي رواها عبدالرزاق خيري.
بعد التعادل السلبي مع بولندا وإنجلترا في مونديال المكسيك 1986، كان عبدالرزاق خيري قد سجل الهدفين الأول والثاني للمنتخب المغربي في المباراة التي انتهت بالفوز على نظيره البرتغالي 3-1 في الجولة الثالثة من مباريات دور المجموعات، ليتأهل إلى الدور الثاني.
وقال عبدالرزاق خيري في بداية حديثه: "بداية أود أن أهنئ جميع أفراد المنتخب المغربي بوصوله ضمن الثمانية الكبار بمونديال قطر".
وعن التوقعات للمنتخب المغربي عند وقوعه في مجموعة تضم معه بولندا وإنجلترا والبرتغال بمونديال 1986، قال خيري: "لا أحد كان يراهن على أن المنتخب المغربي سيحقق ما حققه من نتائج جيدة وتصدره للمجموعة، لكن طموحنا كلاعبين كان أقوى رغم وجودنا في مجموعة صعبة".
وأضاف: "كل المغاربة والعالم كانوا يقولون إن المنتخب المغربي سيذهب للسياحة وسيرجع خالي الوفاض، لكن كرة القدم لا تعترف بالمستحيل، وهذا منحنا حافزا إضافيا أكثر كذلك وجدنا الحافز في اهتمام الملك الراحل الحسن الثاني ودعمه للمجموعة وهذا ما أعطانا حافزا معنويا مهما واستطعنا بإرادة الله وإرادة الجميع أن نحقق ما حققه المنتخب في 1986".
وعن معنويات المنتخب بعد التعادل مع بولندا وإنجلترا وقبل مباراة البرتغال، قال خيري: "بعد التعادل مع بولندا وإنجلترا، كنا نهدف إلى أن نختم دور المجموعات بانتصار ونتأهل إلى دور الـ16، بعد أن خضنا مباراتين أمام اثنين من عمالقة كرة القدم الأوروبية حينذاك وهما منتخبا بولندا وإنجلترا".
وأضاف: "الحمدلله، بعزيمة الرجال وهمتهم، حققنا الفوز وبنتيجة عريضة منحتنا التأهل كأول فريق عربي أفريقي يمر إلى الدور الثاني في المونديال، وأرى أنه في الثمانينيات والتسعينيات كان هناك اعتقاد بأن الأفضلية تقتصر على المنتخبات الأوروبية ومنتخبات أمريكا اللاتينية ونحن الأفارقة والعرب نذهب فقط للمشاركة وللنزهة، لكن ربما كانت هذه هي النسخة الأولى التي منحت ثقة لجميع الأفارقة والعرب، وبعد ذلك شهدنا تأهل المنتخبات الأفريقية، السنغال والكاميرون وغانا، إلى دور الثمانية".
وعن ردود الفعل عقب الانتصار على البرتغال والتأهل، قال:"بعد مباراة البرتغال وصلت إلينا أخبار بأن هناك في المغرب فرحة عارمة في جميع الأرجاء، وكذلك في جميع الدول العربية التي كانت تساند المنتخب المغربي".
وأضاف: "الشيء المهم هو اتصال هاتفي بعد نهاية المباراة مباشرة من المغفور له الحسن الثاني، حيث قدم لنا التهاني، خاصة وأنني سجلت الهدفين الأولين وكنت أول لاعب أفريقي يسجل هدفين خلال مباراة واحدة في كأس العالم، وعاشت الجماهير المغربية فرحة عارمة كما تعيشها الآن بعدما فاز منتخبنا الحالي على المنتخب الإسباني".
ولدى سؤاله عن الفوارق بين نسختي المكسيك 1986 وقطر 2022، قال عبدالرزاق خيري: "الأجواء الجماهيرية في المكسيك كانت جيدة أيضا، لكن كانت المدن التي تقام فيها المباريات متباعدة، عكس ما هو عليه الحال الآن في قطر".
وأضاف: "هنا جميع الملاعب قريبة من بعضها البعض، فهنا كان من الممكن أن تحضر أربع مباريات أو ثلاث مباريات في اليوم نفسه وهذا ما أعطى ميزة خاصة لهذه النسخة المميزة من كأس العالم".
وأثنى على التنظيم القطري للمونديال، قائلا: "نجحت دولة قطر بالفعل في تنظيم هذا الحدث، كما أن المناطق الجماهيرية التي وفرتها اللجنة المنظمة، منحت كأس العالم أجواء تمزج بين الثقافات من مختلف أنحاء العالم".
وأضاف: "عندما تذهب إلى المناطق الجماهيرية، ترى أن أشخاصا من جميع القارات موجودون، بينهم العربي والمكسيكي والأوروبي، كلهم كتلة واحدة وكل جمهور يهتف لمنتخبه، والحمدلله الأمور جيدة، وحتى عند الهزيمة تكون هناك حالة رضا وسعادة بالأجواء، هذه هي كرة القدم وهذه هي كأس العالم التي وحدت كل الشعوب العربية والأجنبية".
وعن رؤيته لإنجاز المنتخب المغربي الحالي، قال خيري: "هو إنجاز تاريخي ومميز، والوصول ضمن الثمانية الكبار ليس بالشيء السهل، وفي اعتقادي أن منتخبنا كان الحصان الأسود في المونديال ولديه من القدرات والإمكانيات ما يمكن أن يصل به للمباراة النهائية أو عالأقل للدور قبل النهائي".
وأضاف: "ما ميز لاعبينا أيضا على الملعب هو الروح الوطنية والقتالية والواقعية، والتلاحم من أجل تشريف الكرة المغربية والعربية، أتمنى حظا وافرا للمنتخب المغربي وأن يحقق مزيدا من الإنجازات والأفراح والمسرات".
وتابع: "كذلك أتمنى حظا أوفر للمنتخبات العربية التي لم يحالفها الحظ، كالمنتخب التونسي والسعودي والقطري، وأتمنى أن تكون المشاركات القادمة أفضل، وعلى أي حال، يبقى الأمل العربي الآن في المنتخب المغربي، وكلنا يد واحدة، وهذا ما ربما سيعطي نكهة خاصة لكأس العالم، ونتمنى تواجد المغرب في المربع الذهبي بتجاوز البرتغال".


  أخبار ذات صلة