نهائي مونديال قطر لا يجمع بين التانجو والسامبا!

تترقَّبُ الجماهيرُ العالميةُ نهائيًّا مبكرًا يجمع المنتخب الأرجنتيني مع نظيره البرازيلي في نصف نهائي كأس العالم FIFA قطر2022، بعد تأهل البرازيل لمواجهة كرواتيا والأرجنتين لمواجهة هولندا في الدور ربع النهائي.  وفي حال فوز البرازيل والأرجنتين سيكون هناك صدام قوي في الدور نصف النهائي في الطريق إلى التأهل للمباراة النهائية والبحث عن لقب أول لنجم الأرجنتين لونيل ميسي أو لقب سادس لمنتخب البرازيل، وهو ما يشعلُ الترقب الكبير لمواجهة مرتقبة في واحد من أفضل نسخ البطولة في التاريخ.  وعقبَ الفوز على أستراليا 2-1 تغنَّت الجماهير الأرجنتينية بمنتخبها مترقبة مواجهة واعدة أمام البرازيل، كان مشجعو منتخب الألبيسيلستي يفكرون بالفعل في لقاء محتمل مع البرازيل في نصف النهائي، وهو تنافس كلاسيكي ينتظر أن يتجدد مرة أخرى على المسرح الأكبر لأوَّل مرة منذ 32 عامًا من قبل الجانبَين. ولا يزال الهدفُ على البرازيل موضع أغنية تقول: «لن ننسى أبدًا أن دييجو راوغك، وكانيجيا عاقبك، وهم يبكون من إيطاليا حتى يومنا هنا»، حتى بدون الفوز بكأس العالم، يعتبر المنتخب البرازيلي 1982 حتى يومنا هذا أحد أفضل الفرق التي لعبت في البطولة على الإطلاق.  وبغض النظر عن تاريخ المواجهات في كأس العالم، هناك عنصر آخر يزيد من حدة التنافس بين البرازيل والأرجنتين: نهائي كوبا أمريكا عام 2021. حيث لم تفز الأرجنتين قبل ذلك النهائي بلقب رسمي منذ عام 1993. وانتهى الانتظار الذي دام 28 عامًا بنصرٍ رائع، ضد البرازيل في ماراكانا.  هدف دي ماريا منح الأرجنتين النصر والمجد الذي لا يُنسى في هذا التنافس. أصبح الانتصار داخل ماراكانا موضوعًا للموسيقى والأعلام وجميع أنواع الاحتفالات لعشاق الألبيسيليستي. وكان أعظم عرض للبرازيل بالتحديد ضد الأرجنتين، حيث تغلبت البرازيل على منافسيها في ذلك الوقت 3-1 بأهداف زيكو وسيرجينيو تشولابا وجونيور. ولكي يحدث ذلك مجددًا، يحتاج الأرجنتينيون إلى الفوز على هولندا في ربع النهائي وفوز البرازيل على كرواتيا. لم يلتقِ هؤلاء العمالقة منذ 32 عامًا وتحديدًا في نهائيات كأس العالم في أمريكا الجنوبية 1990، لكن التنافس نما منذ ذلك الحين فقط على مستوى المباريات القارية. قد تكون هذه واحدة من كبرى المباريات في تاريخ كأس العالم وأكبر مباراة كرة قدم بين البرازيل والأرجنتين على الإطلاق. وقبل بطولة كأس العالم في قطر، تحدث ميسي ونيمار عدة مرات بأن هذه قد تكون كأس العالم الأخيرة لهما، ولذلك يبحث كلاهما عن لقب غير مسبوق، حيث يمثل ثنائي باريس سان جيرمان الأمل لشعبيهما. وكانت المواجهة بين الصديقين قد بدأت قبل أن تبدأ الكرة في التدحرج، وقد حدثت بالفعل سابقًا في تاريخ كأس العالم، عندما كانت المواجهة بين زيكو ومارادونا في عام 1982. إن أهمية السوبر كلاسيكو بين الأرجنتين والبرازيل كبيرة للغاية لدرجة أن هدف كلاوديو كانيجيا، حتى بدون أن يقود الأرجنتين للفوز باللقب، كان أحد أكثر الأهداف شهرة في تاريخ الأرجنتين.  والتقى كل من البرازيل والأرجنتين أربع مرات في تاريخ كأس العالم، وسجل المواجهات متوازن إلى حدٍ ما، مع فوزين للبرازيل وواحد للأرجنتين وتعادل. أقيمت المباريات الأربع في فترة خمس بطولات من كأس العالم ما بين 1974 و1990. ففي عامي 1974و 1978 التقى المنتخبان ضمن المجموعات التي حددت المتأهل إلى النهائي، وفي اللقاء الأول فازت البرازيل على الأرجنتين لكنها احتلت المركز الثاني في المجموعة التي فازت بها هولندا. بعد أربع سنوات ساعد التعادل السلبي الأرجنتين على التأهل من مجموعة ضمت أيضًا بيرو وبولندا. وفي عام 1982، التقت البرازيل والأرجنتين مرة أخرى في نفس المرحلة. انتصر السيليساو على منافسه بنتيجة 3-1، في واحدة من أعظم مباريات الفريق الأسطوري الذي ضم زيكو وسقراط. لكن الهزيمة أمام إيطاليا تسببت بإقصاء البرازيل من المنافسة. وكانت المواجهة الأخيرة في عام 1990، وذلك بنظام البطولة الحالي بالفعل، في دور الـ16، وقد استحوذت البرازيل وخلقت فرصًا للتهديف، لكن دييجو مارادونا حسم الفارق لصالح فريقه بلعب فردي رائع مهد به هدف كانيجيا. وبعد العديد من المباريات، كان المتنافسان يتطلعان لإعادة المواجهة من جديد. لقد مرت 32 سنة وما زال الانتظار مُعرضًا للازدياد، وقد ينتهي في غضون أيام قليلة في بطولة قطر2022.


  أخبار ذات صلة