استاد أحمد بن علي يودع مونديال قطر.. لماذا؟
مثلت مباراة الأرجنتين وأستراليا في دور الـ16 من نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022، حفلة وداع مونديالية لاستاد أحمد بن علي، باعتبارها آخر مباراة يستضيفها الاستاد الأيقونة من منافسات البطولة، بعد أن استضاف قبلها 6 مباريات في دور المجموعات، نسجت كلها قصصا من التألق والذكريات ستبقى خالدة في التاريخ.
ويتسع استاد أحمد بن علي لأكثر من 45 ألف مشجع ويقع في منطقة أم الأفاعي، على بعد 20 كيلومترا إلى الغرب من وسط الدوحة، وافتتح أبوابه لاحتضان أولى مباريات المونديال باللقاء الذي جمع منتخبي الولايات المتحدة الأمريكية وويلز، ضمن منافسات المجموعة الثانية، يوم 21 نوفمبر الماضي وانتهت بنتيجة بالتعادل (1-1)، وبلغ الحضور الجماهيري فيها 41 ألفا و418 مشجعا، وفي يوم 23 نوفمبر الماضي استضاف مباراة بلجيكا وكندا ضمن منافسات المجموعة السادسة، وفي يوم 25 من ذات الشهر أقيم على أرضيته لقاء ويلز وإيران لحساب المجموعة الثانية، ثم في 27 من الشهر الماضي أقيمت عليه مباراة اليابان وكوستاريكا ضمن المجموعة الثانية، وفي 29 من نفس الشهر استضاف الاستاد لقاء ويلز وإنجلترا، وفي الأول من شهر ديسمبر الحالي استضاف لقاء كرواتيا وبلجيكا ضمن المجموعة السادسة، ثم مباراة الأرجنتين وأستراليا ضمن دور الـ16.
وقد افتتح استاد أحمد بن علي يوم 18 ديسمبر 2020 عندما استضاف نهائي كأس الأمير بين السد والعربي.
وتتمثل أهم سمات الاستاد في واجهة خارجية مذهلة تتجمل بعناصر تعرض جوانب الثقافة القطرية مثل القيم العائلية وجمال الصحراء والحياة النباتية والحيوانية إلى جانب التجارة المحلية والدولية، وتتجمع كل هذه العناصر في تصميم على شكل درع يرمز إلى القوة والوحدة المرتبطتين ارتباطاً خاصاً بمدينة الريان.
وتضم منطقة الاستاد مجموعة من المرافق الرياضية، بما في ذلك ملاعب الكريكيت وكرة القدم ومنطقة للأطفال ومرافق رياضية خارجية ومركز للألعاب المائية وملاعب تنس وحديقة تزلج ومضمار لألعاب القوى.
واستاد أحمد بن علي من الملاعب التي أعلنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث أنها ستدخل ضمن الإرث والاستدامة حيث سيصبح بعد كأس العالم FIFA قطر 2022 مقراً لنادي الريان الرياضي، ومن المقرر خفض الطاقة الاستيعابية للاستاد إلى النصف بعد تفكيك الطبقة العلوية من مقاعده عقب إسدال الستار على منافسات المونديال.
وبُني استاد أحمد بن علي في موقع الملعب القديم لنادي الريان، وتتزين واجهته الخارجية المتموجة برموز تمثل الثقافة القطرية بكل روعة. وتعكس المرافق المحيطة بالاستاد طبيعة قطر، في دلالة على الطابع الصحراوي الجميل الممتد غربي البلاد.
وتم استخدام أكثر من 80% من مواد البناء من الاستاد الأصلي الذي كان يشغل الموقع سابقاً، في حين تم الاحتفاظ بالأشجار المحيطة بالاستاد القديم بعناية، كما سيتمكّن المشجعون عند زيارتهم هذا الاستاد من التنقّل عبر نظام مترو الدوحة الجديد الصديق للبيئة استكمالاً لتجربة مستدامة حقاً.
بالإضافة إلى ذلك، تم الاستعانة بإجراءات كفاءة استهلاك الطاقة والمياه لتقليل البصمة الكربونية للاستاد، في حين سيساهم مترو الدوحة بالانتقال السلس من الاستاد وإليه. ويضم محيط الاستاد مساحة خضراء تبلغ 125 ألف متر مربع إلى جانب عدد كبير من النباتات المحلية ذات الاستهلاك المنخفض للمياه ليستمتع بها المجتمع.
وحصل الاستاد على ثلاث شهادات مرموقة من المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة "جي ساس" التي تمنحها المنظمة الخليجية للبحث والتطوير "جورد"، في استدامة التصميم والبناء من فئة الأربع نجوم، وإدارة التشييد من الفئة الأولى، ونسبة كفاءة الطاقة الموسمية.
ويستخدم الاستاد تقنية تبريد صديقة للبيئة (DC) عبر محطة مركزية بسعة تبريد تبلغ 16000 طن، وتقوم المحطة بتزويد الاستاد بالمياه المبردة من خلال محطة توليد الكهرباء ومن هناك لعدد كبير من وحدات معالجة الهواء المنتشرة في الموقع لتوفير درجة الحرارة المطلوبة لمنطقة المدرجات والملعب. في الوقت نفسه، يكون المبنى أكثر كفاءة في استخدام الطاقة بنسبة 20 مقارنة بالمباني الأخرى من هذا النوع، كما أنه يستخدم مياهًا أقل بنسبة 20.
وفي آخر ظهور لاستاد أحمد بن علي في بطولة كأس العالم، سيطرت الجماهير الأرجنتينية على المشهد، بعد أن غطى اللون الأزرق الملعب في مواجهة الأرجنتين وأستراليا في الدور ثمن النهائي لنهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022 .
صور ملهم الكرة الأرجنتينية دييجو أرماندو مارادونا كانت حاضرة في المقصورة الشرقية من الملعب، إلى جانب صور ميسي وزملائه والأعلام الأرجنتينية وعبارات التشجيع التي اعتاد الجمهور الأرجنتيني عرضها في الملاعب التي تستضيف مباريات منتخب بلاده.
الجمهور الأرجنتيني كان يؤمن بقدرات منتخب بلاده على إنجاز المهمة وبلوغ الدور المقبل، ومواصلة الرحلة نحو الظفر بالنجمة الثالثة بعد أن استطاع تحقيق اللقب من قبل في مناسبتين عامي 1978 و1986.
وضرب الجمهور الأرجنتيني بقوة في النسخة الـ22 من المونديال خلال مباراة منتخب بلاده أمام المنتخب المكسيكي في دور المجموعات حين استضاف استاد لوسيل العدد الأكبر من الجماهير في تاريخ البطولة منذ نسخة 1994، وقد وصل هذا العدد إلى 88966 مشجعاً.
وأشعل الهدف الذي سجله القائد ليونيل ميسي في شباك الحارس الأسترالي ماثيو ريان المدرجات الأرجنتينية حين نجح بالتوقيع على هدفه التاسع في خمس نسخ من كأس العالم منذ 2006 من بينها 3 أهداف في النسخة الحالية من المونديال.
وقال خافيير وهو مشجع أرجنتيني حضر من العاصمة بوينس آيرس الى الدوحة منذ اليوم الاول في المونديال مؤكدا أنه سيستمر إلى يوم 18 ديسمبر موعد المباراة النهائية في إشارة منه إلى أن المنتخب الأرجنتيني سيكون طرفا في النهائي على استاد لوسيل.
وأضاف: لقد تمكن المنتخب من تسجيل حضوره في دور الـ16 ثماني مرات وفي النسخة الماضية ودع أمام منتخب فرنسا الذي توج باللقب لاحقا، واليوم الأمل كبير أن يواصل المنتخب ويتقدم خطوات من أجل تحقيق الحلم.
ونوه المشجع الأرجنتيني بجمالية الملاعب المونديالية في قطر والتي كانت محل إعجاب وتقدير الكثيرين، مشيرا الى أن قطر نجحت في تقديم شيء مختلف في هذه النسخة من المونديال، والكل كان ينتظر اللحظة من أجل التعرف على كل هذه التفاصيل والاقتراب أكثر من الثقافة العربية.
بالمقابل، حضرت الجماهير الأسترالية في مدرجات استاد احمد بن علي وتزينت المقصورة الجنوبية بالأعلام الصفراء والخضراء وشعار "الكنجارو".
وحاولت الجماهير الاسترالية أن تدعم منتخب بلادها خلال مجريات المباراة، وحرص الجميع على ارتداء القمصان الصفراء الموحدة من أجل توجيه رسالة تحفيزية إلى اللاعبين.
وقد أكد بعض الجماهير الأسترالية أن الأجواء في قطر رائعة وقد حرصوا على تكبد عناء السفر الطويل من سيدني إلى الدوحة من أجل الوقوف بجانب المنتخب، وكذلك للتعرف عن قرب على الاجواء المونديالية في قطر.
وكشف هؤلاء المشجعون عن أنهم خططوا لزيارة قطر منذ بضعة أشهر وقاموا باختيار الاماكن التي سيزورونها خلال الرحلة، وذلك في الأيام التي لا يلعب فيها المنتخب الاسترالي، وأبدوا إعجابهم الكبير بكل ما شاهدوه في مواقع البطولة والفعاليات الجماهيرية المصاحبة سواء في كورنيش الدوحة أو الحي الثقافي كتارا وكذلك في بعض المناطق المتاخمة للدوحة.