آسيا وأفريقيا تكتبان التاريخ في مونديال قطر

مع إسدال الستار على فعاليات الدور الأول (دور المجموعات) ببطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم، ارتفع عدد المتأهلين من المنتخبات الآسيوية والأفريقية للدور الثاني إلى 5 منتخبات للمرة الأولى في نسخة واحدة ببطولات كأس العالم على مدار تاريخ البطولة.

وجاء فوز منتخب كوريا الجنوبية على نظيره البرتغالي مساء أمس في ختام مباريات المجموعة الثامنة ليمنح القارة الآسيوية مقعدا ثالثا في الدور الثاني للمونديال للمرة الأولى في تاريخ البطولة العالمية بعد تأهل أستراليا واليابان أيضا، ويؤكد أن دور المجموعات في المونديال الحالي هو الأنجح على الإطلاق للمنتخبات الآسيوية والأفريقية منذ تمدد حجم دور المجموعات إلى 32 منتخبا في مونديال 1998.

وشهدت البطولة الحالية مشاركة 6 منتخبات آسيوية في نسخة واحدة للمرة الأولى، وحققت 5 منها انتصارا واحدا واحدا على الأقل في دور المجموعات، وبلغ إجمالي انتصارات هذه المنتخبات 7 انتصارات إلى جانب تعادل واحد بمتوسط بلغ نحو 3.67 لكل فريق وهو ما يفوق ما تحقق في نسختي 2002 و2010 ، اللتين كانتا الأفضل للمنتخبات الآسيوية بعبور فريقين في كل منهما من دور المجموعات.

وعلى الصعيد الأفريقي، وبرغم تأهل المنتخبين المغربي والسنغالي بجدارة للدور الثاني، كان من الممكن أن تحقق القارة الأفريقية رقما قياسيا أيضا بتأهل منتخب ثالث من دور المجموعات للمرة الأولى سواء كان عن طريق منتخب تونس أو نظيريه الكاميروني والغاني، ولكن القارة الأفريقية اكتفت بمعادلة رقمها القياسي بتأهل منتخبين سويا للدور الثاني، وهو ما تحقق مرة واحدة سابقة عن طريق الجزائر ونيجيريا في مونديال 2014 بالبرازيل.

وحققت كل من المنتخبات الأفريقية الـ5 التي شاركت في النسخة الحالية انتصارا واحدا على الأقل، وبلغ إجمالي انتصاراتها 7 مباريات إلى جانب 3 تعادلات بمتوسط 4.8 نقطة لكل فريق، ما يفوق كثيرا من المتوسط في 2014.

والمثير أن منتخبات أستراليا واليابان والمغرب والسنغال عبرت دور المجموعات في المونديال الحالي بقيادة مدربين وطنيين، فيما كان المنتخب الكوري هو الوحيد من بين الخامس الآسيوي والأفريقي الذي اجتاز دور المجموعات بقيادة أجنبية عن طريق البرتغالي باولو بينتو.

جدير بالذكر أن جميع المنتخبات الأفريقية الـ5 التي خاضت المونديال الحالي كانت بقيادة وطنية للمرة الأولى في تاريخ البطولة الحالية.

وإلى جانب الأرقام والإحصائيات التي تؤكد النجاح الفائق للمنتخبات الآسيوية والأفريقية في المونديال الحالي، كانت لمعظم منتخبات القارتين في هذه البطولة بصمات تاريخية وصل بعدها إلى حد المفاجآت الكبيرة.

وعلى سبيل المثال، حقق المنتخب السعودي فوزا تاريخيا على نظيره الأرجنتيني في المونديال الحالي ليلحق برفاق النجم الشهير ليونيل ميسي الهزيمة الأولى منذ 2019 وهي الأولى بعد 36 مباراة متتالية حافظ فيها الفريق على سجله خاليا من الهزائم.

كما حقق المنتخب الياباني الفوز على كل من منتخبي ألمانيا وإسبانيا في مجموعة أطلق عليها "المجموعة الحديدية" ليتصدر المنتخب الياباني المجموعة على حساب نظيره الإسباني فيما ودع المنتخب الألماني البطولة من الدور الأول.

واختتم المنتخب الكوري مسيرته في الدور الأول بفوز مثير على المنتخب البرتغالي كما حقق المنتخب الأسترالي فوزا مثيرا على المنتخب الدنماركي العنيد وتسبب في الإطاحة به من البطولة.

وبالنسبة للمنتخبات الأفريقية، كان المنتخب المغربي في غاية التألق وحقق الفوز على نظيره البلجيكي المصنف الثاني عالميا وصاحب المركز الثالث في مونديال 2018 ليكون سببا قويا في الإطاحة به خارج المونديال الحالي، كما تعادل المنتخب المغربي مع نظيره الكرواتي صاحب المركز الثاني في مونديال 2018 .

وبرغم خروجه من الدور الأول، ودع المنتخب التونسي البطولة بفوز تاريخي على المنتخب الفرنسي بطل العالم، ليكون الأول له في تاريخ مواجهات الفريقين.

وجاء الختام أمس مع فوز تاريخي آخر للمنتخب الكاميروني على نظيره البرازيلي ليصبح المنتخب الكاميروني أول منتخب أفريقي على الإطلاق يحقق الفوز على البرازيل في تاريخ بطولات كأس العالم.

كما أنها الهزيمة الأولى للبرازيل في آخر 18 مباراة خاضها بدور المجموعات للمونديال، وبالتحديد منذ الهزيمة أمام النرويج 1-2 في دور المجموعات لمونديال 1998 .


  أخبار ذات صلة