12 عامًا على فوز قطر بشرف تنظيم مونديال 2022.. إنجاز وإعجاز

وسط أجواء احتفالية كرنفالية ونجاح كبير في تنظيم نهائيات النسخة الثانية والعشرين من المونديال، كأس العالم FIFA قطر 2022، استدعت قطر ذكريات واحد من أهم الأحداث في تاريخ الرياضة القطرية والخليجية والعربية، حيث يتزامن الجمعة مع مرور 12 عاماً على إعلان فوز دولة قطر بحق استضافة الحدث العالمي الأبرز كروياً.
السنوات الـ 12 الماضية شهدت جهوداً جبّارة على المستويات كافة، تكللت على أرض الواقع بتقديم نسخة استثنائية وغير مسبوقة وفريدة من نوعها في تاريخ بطولات كأس العالم، سواء داخل الملاعب أو خارجها، نالت الإشادة على كافة الصعد والمستويات الإقليمية والعالمية.
ولم يكن المشوار سهلاً حتى الوصول إلى لحظة تتويج الجهد وتحقيق الحلم وإنجاح هذا الحدث العالمي بشهادة الجميع، فقد بذل المسؤولون عن الملف القطري جهوداً ضخمة وقاموا بعمل كبير، وأثبتوا على مدار السنوات الماضية قدرة الشباب القطري على تذليل الصعاب وقهر المستحيل بالإرادة والتصميم والإيمان بقدراته، وتنظيم أكبر الأحداث الرياضية.
وفي المشوار نحو المونديال، واجهت قطر تحديات جمّة من انتقادات مختلفة وتشكيك غربي مستمر في قدراتها على تنظيم الحدث، لكنها ردّت بالعمل والتزمت الصمت ومضت مسيرتها بنجاح حتى جاءت لحظة جني الثمار وتحقيق النجاح بعد افتتاح أسطوري لأول مونديال يقام في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، فضلاً عن مباريات قوية ومستويات فنية عالية فاقت التوقعات.
وستكون بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، التي حظيت بمستويات نجاح هائلة حتى الآن، نقطة إشعاع للنسخ المقبلة من بطولات كأس العالم، ونبراساً في تنظيم البطولات، خاصة في ظل تركيزها على تقديم تقنيات حديثة وصديقة للبيئة لتبريد الملاعب ومناطق التدريب ومناطق المتفرجين، فضلاً عن بنية تحتية ومنشآت وملاعب على أحدث طراز.
الإشادة بكأس العالم FIFA قطر 2022 جاءت على جميع الصعد والمستويات الإقليمية والعالمية، فالرئيسي الفرنسي إيمانويل ماكرون أشاد بالجهود المميزة التي بذلتها دولة قطر من أجل إنجاح المونديال.. وعلى المستوى الدبلوماسي، أشاد سعادة السيد خافيير كارباخوسا سانشيز سفير مملكة إسبانيا لدى الدولة، بالجهود الكبيرة التي بذلتها قطر من أجل ضمان نجاح المونديال، وتقديم بطولة متميزة ومليئة بالأحداث الرائعة.
كما ثمّن سعادة السيد ساتوشي مايدا سفير اليابان لدى الدولة، الجهود الجبّارة التي بذلتها دولة قطر لإنجاح المونديال، والتي لم تقتصر فقط على بناء الملاعب، بل امتدت إلى تطوير العديد من البنى التحتية الاجتماعية ومشاريع الخدمات، والطرق والجسور والموانئ والمطارات والمترو والوحدات السكنية وتطوير القطاع السياحي.. وفي السياق نفسه أيضاً، أشاد سعادة السيد محمد ستري، سفير المملكة المغربية الشقيقة لدى الدولة، بملاعب مونديال قطر الفريدة من نوعها التي تتميز بمحاكاتها للثقافة العربية والقطرية، مع اعتمادها على تكنولوجيا متطورة، لتشكّل صورة فريدة من ناحية التصميم والبناء.
أما سعادة السيد محمد نور الدين إسماعيل سفير جمهورية غانا لدى الدولة، فنوه بالنجاح الكبير الذي تحقق للمونديال، والبنية التحتية الهائلة التي نفّذتها دولة قطر. فيما أشاد سعادة السيد حسين ميميك وزير السياحة والشباب في جمهورية صربيا، بالتنظيم المبهر لمونديال قطر وبتصاميم ملاعب البطولة.
أما على الصعيد الرياضي فكانت الإشادة حاضرة بقوة خاصة من جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا الذي نوه بالنجاح التنظيمي الكبير للمونديال، مؤكداً أنه كان يُدرك تماماً قدرة قطر على تنظيم الحدث الكبير بصورة غير مسبوقة، مشيراً إلى ملاعب المونديال الرائعة التي ليس لها مثيل.
كما أشاد لويس فان جال، المدير الفني للمنتخب الهولندي لكرة القدم، بالإمكانات التي توفرها قطر لاستضافة المونديال، وخاصة على صعيد الملاعب الفريدة والإمكانيات المتوفرة.
ووافق ديدييه ديشامب مدرب المنتخب الفرنسي نظيره الهولندي في الرأي، ونوه بملاعب مونديال قطر التي وصفها بالمميزة وخاصة على صعيد العشب الذي يساعد اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم.
ولطالما كان اليوم الثاني من ديسمبر يوماً تاريخياً في حياة قطر والقطريين قبل انطلاق المونديال، إلا أن الأمر لن يتوقف عند ذلك بعد انتهاء منافسات كأس العالم FIFA قطر 2022، وإنما سيظل هذا اليوم، إلى جانب يوم 20 نوفمبر ذكرى سنوية ليومين تاريخيين في عقول كل القطريين، فالأول سيكون شاهداً على تفوق قطر على 4 ملفات قوية تقدّمت بها اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية، للفوز بتنظيم المونديال، أما الثاني فهو يوم انطلاق الحدث الأكبر كروياً في العالم باستاد البيت في مدينة الخور، للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي.
وكان افتتاح كأس العالم FIFA قطر 2022 بمثابة الحلم الذي أصبح حقيقة على مرأى ومسمع من العالم أجمع، فبعض من الذين كانوا ينتظرون فشل قطر في تنظيم هذا الحدث العالمي، وحاولوا بكل الطرق تشويه المونديال بحملات مُغرضة، ذهبت جهودهم سُدى وأصبحت أحلامهم سراباً في ظل التنظيم الرائع للمونديال من جميع الوجوه، فضلاً عن أن الحضور الجماهيري الكبير في ملاعب المونديال، الذي حقق أرقاماً قياسية تفوقت على النسخ السابقة، أصابهم بالصدمة.
ويوماً بعد يوم يشهد مونديال قطر 2022 نجاحات مختلفة في ظل الأرقام القياسية التي حققها على مختلف المستويات، سواء على صعيد الحضور الجماهيري أو قدرة الجماهير على مشاهدة أكثر من مباراة في اليوم الواحد، أو على صعيد التقنيات المُستخدمة الصديقة للبيئة، أو على مستوى الإرث والاستدامة، وكذلك وسائل التكنولوجيا المتطورة التي تتميز بها الملاعب، فضلاً عن كرة المونديال "الرحلة" التي تستخدم تقنية حديثة وتكنولوجيا قادرة على منح الحكام القدرة على اتخاذ القرار الصحيح.
نجاح مونديال قطر لن يتوقف عند حد، فبعد مرور 13 يوماً من المنافسات القوية والمفاجآت المدوية، غيّرت البطولة مفاهيم ومعتقدات كثيرة عن كرة القدم، كما ساهمت التكنولوجيا الحديثة المُطبّقة في حصول جميع المنتخبات على حقوقها على أرض الملعب الذي بات الفيصل بعيداً عن المُجاملات.


  أخبار ذات صلة