محمد الدعيع: المنتخب السعودي غادر بسبب الأخطاء
أكد "محمد الدعيع" حارس المنتخب السعودي السابق أن النسخة الـ22 من نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022 هي الأفضل تنظيمياً، لافتاً إلى أن قطر قدّمت صورة مختلفة من خلال التنظيم الرائع على كافة المستويات، واستطاعت أن تؤكد أحقيتها في نيل شرف التنظيم وتوجه أنظار العالم، بقدرتها على التميز بتنظيم الحدث الكروي الأكبر على مستوى كرة القدم.
وأضاف الدعيع: "شاركت في أربع بطولات لكأس العالم في نسخ 1994 و1998 و2002 و2006 ولكن في قطر الوضع مختلف فقد نجحت بالتفوق على دول عملاقة سبق لها تنظيم المونديال في مناسبات سابقة، ولعل قرب المسافات بين الملاعب هو الحلقة الأقوى وليس من السهل أن تلعب مباريات في كأس العالم على ملاعب مُتقاربة المسافات ووفق أعلى المعايير".
وأوضح الحارس الذي لعب في فريقي الطائي والهلال وحصل على عروض عديدة أبرزها من مانشستر يونايتد الإنجليزي أن المنتخب القطري لعب على أرضه ووسط جماهيره لأول مرة في المونديال، ولكن الأخطاء الفردية التي ظهرت تسبّبت بهزيمته في مبارياته الثلاث".
وأكمل: "أنا أرى أنه لعب مباريات قوية في المجموعة ولا بد من أن يُمنح المنتخب القطري المزيد من الوقت وأن يتعلّم من درس هذه المشاركة بالتأهل إلى النسخة المقبلة في العام 2026 ويستعد بصورة أفضل".
وقال: "المنتخب السعودي كان في قمة الجاهزية ولم يعانِ من أي ظروف صعبة، وكانت بدايته قوية في المونديال بمواجهة أحد أبرز المرشّحين للقب، ونجح في تحقيق انتصار تاريخي على فريق يقوده ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم، والفوز الذي تحقق أعطى المنتخب معنويات عالية ورفع سقف الطموحات في المُضي بعيداً في أدوار البطولة، وأشعل الحماس في صفوف المنتخب".
وتابع: "إذا أردنا أن نقيّم مشاركة المنتخب السعودي في مبارياته الثلاث يمكن القول أنه تأثر في المواجهة الثانية أمام بولندا بسبب الإصابات التي حدثت، خاصة مع غياب القائد سلمان الفرج، ومن ثم أيضاً غياب ياسر الشهراني الذي تعرّض لإصابة بالغة، وهما من اللاعبين الأساسيين المؤثرين، ورغم وجود العناصر البديلة، لكن كل مدرب يلعب بفلسفة خاصة وله رؤيته الفنية بالاعتماد على أسماء معيّنة خلال المباريات قادرة على فهم أسلوبه وتنفيذ تعليماته بحذافيرها، وهو ما حدث في مباراة الأرجنتين".
وأشار الدعيع، الذي لقّب بحارس القرن وعميد لاعبي العالم بوصوله إلى 181 مباراة دولية، إلى أن المنتخب السعودي قدّم مباراة بطولية وكبيرة أمام المنتخب البولندي، ولكن لم يُحالفه الحظ في اللمسة الأخيرة، بالإضافة إلى ركلة الجزاء الضائعة من سالم الدوسري وكذلك الأخطاء والتفاصيل الصغيرة التي وقعت وتسبّبت في الخسارة.
وقال الدعيع الذي اختاره الاتحاد الدولي لكرة القدم ضمن نجوم العالم وأحد أفضل حرّاس كأس العالم 1994: "كان بالإمكان أفضل مما كان أمام بولندا، خاصة أنه منتخب يلعب بنسق بطيء، وفي مباراة المكسيك عانى المنتخب السعودي من بعض التغييرات في مراكز اللعب، والإرهاق البدني الذي منح المنتخب المكسيكي أفضلية من ناحية السرعة والارتدادات وتمكّن من التفوق في نهاية المطاف في ظل الإصابات التي وقعت خلال المباراة، خاصة اللاعب علي البليهي الذي خرج في الشوط الاول، وبالمحصلة الشعب السعودي خرج راضياً عما قدّمه المنتخب".
وبارك الحارس الأفضل في تاريخ الكرة السعودية للمنتخب المغربي تأهله المستحق عن جدارة إلى الدور ثمن النهائي بعد تصدّره المجموعة السادسة على حساب منتخبات عريقة مثل بلجيكا وكرواتيا، معرباً عن أمله في أن يواصل المنتخب المغربي، الممثل الوحيد للعرب في الأدوار الاقصائية المشوار وينجح في تحقيق انتصار آخر في الدور المقبل بالرغم من صعوبة المواجهة أمام المنتخب الإسباني.
وقال: "جميعنا سندعم ونساند المنتخب المغربي في مهمته المقبلة، وبلا شك هذا المنتخب بات فخر العرب وأعتقد أن المنتخب المغربي قادر على تحقيق المزيد من الانتصارات ونتمنى له التوفيق".
وختم الدعيع الذي يحتل المرتبة 39 ضمن قائمة أفضل وأشهر حرّاس المرمى عالمياً في التاريخ تصريحاته بالقول: "آمل أن يتم البناء على هذه المشاركة ويستمر المنتخب السعودي بالتوهج في المرحلة المقبلة، والمنتخب قادر على تحقيق الكثير في الاستحقاقات المقبلة".