منتخب أوروجواي في مونديال قطر بحرس قديم!
بعد أكثر من 15 عاما قضاها منتخب أوروجواي لكرة القدم تحت قيادة المدرب الكبير أوسكار تاباريز، سيخوض الفريق فعاليات بطولة كأس العالم 2022 بفكر جديد من خلال مدربه الجديد دييجو ألونسو.
وخلال ولايته الثانية مع منتخب أوروجواي، قاد تاباريز، الذي اشتهر بلقب "الأستاذ"، الفريق إلى حقبة ذهبية بكل معانى الكلمة حيث قاده إلى 3 نسخ بالمونديال وفاز معه بالمركز الرابع في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا ليكون أفضل إنجاز للفريق في البطولة منذ نسخة 1970 بالمكسيك، والتي حل فيها رابعا أيضا.
وقاد تاباريز الفريق أيضا إلى الفوز بلقب كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) في 2011.
ولكن الإنجاز الأهم له مع الفريق كان صناعة هذا الجيل الذهبي لمنتخب أوروجواي الذي صال وجال في ملاعب أمريكا الجنوبية والعالم على مدار أكثر من عقد كامل والذي لا يزال العديد من عناصره في مقدمة المنتخب الحالي.
ولم يرحل تاباريز عن قيادة الفريق إلا بسبب تراجع النتائج في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 2022 في أواخر العام الماضي ليتولى المسؤولية خلفا له المدرب دييجو ألونسو الذي قاد الفريق لطفرة حقيقية في النتائج بعد توليه المسؤولية بفترة قصيرة.
وكان الفكر الجديد لألونسو سببا في انتشال الفريق من أزمته في التصفيات وإمكانية غيابه عن المونديال للمرة الأولى بعد 3 مشاركات متتالية حيث قاده إلى الصعود للمركز الثالث في جدول التصفيات خلف المنتخبين البرازيلي والأرجنتيني ومرافقتهما إلى مونديال 2022.
ويحظى منتخب أوروجواي بتاريخ حافل في المونديال بدأ منذ النسخة الأولى، التي استضافتها بلاده في 1930 وفاز بلقبها بالتغلب على المنتخب الأرجنتيني في النهائي.
وتوج الفريق بلقبه الثاني بعد عقدين كاملين بالفوز على نظيره البرازيلي في عقر داره بالمباراة الختامية للبطولة، والتي كان المنتخب البرازيلي بحاجة للتعادل فيها فقط من أجل التتويج لكنه خسر أمام عناد منتخب أوروجواي الذي توج بلقبه العالمي الثاني في 1950.
وفي النسخة الماضية من المونديال، بلغ منتخب أوروجواي دور الثمانية لكنه خسر 0-2 أمام نظيره الفرنسي الذي توج فيما بعد بلقب هذه النسخة.
وعندما يخوض منتخب أوروجواي فعاليات النسخة المرتقبة خلال الأسابيع المقبلة، سيكون هدف الفريق هو الوصول لأبعد من هذا خاصة وأن هذه النسخة قد تكون خط النهاية لعدد من أبرز عناصر الجيل الذهبي الحالي لمنتخب أوروجواي مثل لويس سواريز وإدينسون كافاني ودييجو جودين وحارس المرمى فيرناندو موسليرا.
وفي المقابل، قد تصبح البطولة ضربة بداية لعناصر جيل ذهبي جديد يشق طريقه بقوة في صفوف الفريق ويخوض المونديال للمرة الأولى مثل فيدريكو فالفيردي وداروين نونيز.
وتولى ألونسو تدريب الفريق في ديسمبر 2021، وقاد الفريق في 9 مباريات حتى الآن حقق الفوز في 7 منها وتعادل في واحدة وخسر مباراة واحدة أيضا.
ويعتمد ألونسو على عدد من عناصر الحرس القديم، الذي تألق مع تاباريز لسنوات طويلة.
ويأتي في مقدمة هؤلاء اللاعبين المخضرمين حارس المرمى فيرناندو موسليرا والمدافع دييجو جودين والمهاجم لويس سواريز قائد الفريق، فيما قد يمنح ألونسو الفرصة إلى نونيز لقيادة الهجوم بجوار سواريز على أن يكون كافاني دعما لهما من على مقاعد البدلاء خاصة أنه تجاوز الـ35 من عمره مثل سواريز ومن الصعب استمرار الدفع بهما سويا.
وعندما يخوض الفريق مونديال 2022، والذي يشهد مشاركته الـ14 في البطولة العالمية، سيكون خط الدفاع القوي بقيادة المخضرمين مارتن كاسيريس ودييجو جودين من أبرز نقاط القوة، إضافة لقوة خط الهجوم الذي يشكل إزعاجا دائما لمدافعي الفرق المنافسة.
وخلال المباريات الـ9 التي خاضها الفريق في 2022 تحت قيادة مدربه الحالي ألونسو، استقبلت شباك الفريق هدفين فقط.
وتبدو المشكلة الوحيدة التي تؤرق ألونسو قبل المونديال هي تزايد احتمالات غياب رونالد أراوخو مدافع برشلونة الذي أجرى جراحة في سبتمبر الماضي ولم يتعافى حتى الآن.
ويواجه منتخب أوروجواي اختبارا صعبا في بداية مشواره بالمونديال حيث يخوض البطولة ضمن المجموعة الثامنة التي تضم معه منتخبات البرتغال وكوريا الجنوبية وغانا.
ويتعين على الفريق البحث عن الفوز والنقاط الـ3 في مباراته الأولى بالبطولة أمام كوريا الجنوبية للحصول على دفعة قوية قبل المواجهة الصعبة مع المنتخب البرتغال فيما سيختتم الفريق مسيرته في الدور الأول بمواجهة مثيرة وثأرية مع منتخب غانا الذي خسر أمام أوروجواي في دور الثمانية بمونديال 2010.