من ذاكرة المونديال: روماريو وستويشكوف وباجيو وهاجي.. نجوم نسخة 94

 

بعدما فرض الأسطورة الراحل دييجو مارادونا هيمنته بشكل واضح على كل من بطولتي كأس العالم 1986 و1990 بشكل يصعب من ظهور بريق أي لاعب آخر، كانت نسخة 1994 بمثابة كرنفال للنجوم حيث ظهر خلال هذه البطولة العديد من النجوم في معظم المنتخبات.
وودع مارادونا هذه النسخة مبكرا بعد ثبوت تعاطيه المنشطات فلم يشارك إلا في مباراتين فقط، لتفتقد البطولة أحد أهم النجوم ليس في هذه النسخة وإنما في تاريخ اللعبة.
وبرغم هذا، لم تخل البطولة من المواهب والنجوم البارزين حتى في المنتخب الأرجنتيني نفسه الذي أكمل طريقه لدور الـ16 بقيادة النجمين الكبيرين جابرييل باتيستوتا وكلاوديو كانيجيا.
وكان الثنائي روماريو وبيبيتو في هجوم المنتخب البرازيلي من أبرز النجوم في هذه النسخة حيث شكلا سويا خط هجوم مميز أعاد لفريقهما اللقب العالمي بعد غياب دام 24 عاما عن منصة التتويج.
وظهر التفاهم التام بين روماريو وبيبيتو صاحبي القامة القصيرة اللذين صالا وجالا في ملاعب البطولة وكان لهما الدور الأبرز في فوز فريقهما باللقب من خلال إزعاجهما الشديد لدفاع الفرق المنافسة وأهدافهما المثيرة التي بلغت 5 أهداف لروماريو و3 لبيبيتو.
ومثلما كان هذا الثنائي بالنسبة للمنتخب البرازيلي، كان روبرتو باجيو بالنسبة للمنتخب الإيطالي حيث كان هذا المهاجم الخطير هو النجم الأبرز للفريق الثاني الذي بلغ المبارة النهائية.
ولم يحرز باجيو أي هدف في الدور الأول لهذه البطولة، ولكن موهبته ومهاراته التهديفية تفجرت بشكل واضح وكبير في الأدوار الإقصائية؛ ففي المواجهة الصعبة للغاية أمام المنتخب النيجيري بدور الـ 16 تقدم الأخير بهدف نظيف حتى الدقيقة 88 لكن باجيو منح فريقه قبلة الحياة بهدف مميز قبل النهاية بدقيقتين ليدفع باللقاء إلى الوقت الإضافي.
وفي الوقت الإضافي، سجل باجيو الهدف الثاني للفريق من ركلة جزاء ليقوده إلى إنهاء المغامرة النيجيرية وبلوغ دور الثمانية.
وكانت الدقيقة 88 شاهدة مجددا على أهمية باجيو للمنتخب الإيطالي حيث سجل اللاعب هدف الفوز القاتل في هذه الدقيقة من مباراته أمام المنتخب الإسباني في دور الثمانية لتفوز إيطاليا 2-1 وتتأهل لنصف النهائي.
وقدم باجيو في نصف النهائي واحدة من أبرز وأهم مبارياته مع المنتخب الإيطالي إن لم تكن أهمها وأقواها على الإطلاق، وترجم تألقه في المباراة بهدفين في غضون 5 دقائق بمنتصف الشوط الأول قاد بهما الفريق للفوز 2-1 على نظيره البلغاري الذي كان الحصان الأسود لهذه النسخة.
وفي النهائي، كانت الرقابة لصيقة على باجيو من الدفاع البرازيلي ليفشل اللاعب في هز الشباك، ولكن الأمر لم يتوقف عن هذا الحد بل لازمه سوء الحظ خلال تسديد ركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، وأهدر باجيو ركلة الترجيح الخامسة بعدما أهدر زميله دانييلي ماسارو الركلة الرابعة ليودع باجيو المونديال بخيبة أمل بعدما أبهر جميع متابعي البطولة.
ومن بين أبرز النجوم أيضا في هذه النسخة، كان اللاعب البلغاري هريستو ستويشكوف الذي يعتبر المهندس الحقيقي لمفاجأة منتخب بلاده في هذه النسخة حيث كان الأداء وفرض الهيمنة من هذا اللاعب على مجريات اللعب وعلى أداء رفاقه في الفريق من أبرز الملامح في هذه النسخة.
كما ترجم ستويشكوف حضوره القوي في هذه النسخة بستة أهداف تصدر بها قائمة هدافي البطولة ليفوز بلقب الهداف مناصفة مع الروسي أوليج سالينكو الذي سجل 6 أهداف أيضا من بينها 5 أهداف في مباراة فريقه أمام الكاميرون ليظل هو اللاعب الوحيد في تاريخ المونديال حتى الآن الذي يسجل 5 أهداف في مباراة واحدة بالمونديال.
وبقدر ما كان ستويشكوف قائدا ومهندسا لمفاجأة المنتخب البلغاري في هذه النسخة، كان جورجي هاجي من أهم وأبرز نجوم هذه النسخة حيث قاد المنتخب الروماني بحنكة في هذه البطولة ليتصدر المجموعة الأولى على حساب منتخبات سويسرا والولايات المتحدة وكولومبيا قبل أن يطيح بالمنتخب الأرجنتيني من دور الـ16 ، ولم تقف انطلاقة الفريق إلا في دور الثمانية عبر ركلات الترجيح أمام المنتخب السويدي بعد التعادل 2-2 .
وسجل هاجي في هذه النسخة 3 أهداف كان أهمها في مرمى المنتخب الأرجنتيني بدور الـ16 .
وإلى جانب هؤلاء النجوم، سطع أكثر من لاعب آخر في العديد من المنتخبات الأخرى مثل سعيد العويران وفؤاد أنور في المنتخب السعودي ويورجن كلينسمان ورودي فولر في المنتخب الألماني وكينيث أندرسون وتوماس برولين في المنتخهب السويدي ودينيس بيركامب في المنتخب الهولندي وإيمانويل أمونيكي في المنتخب النيجيري ودينو باجيو في المنتخب الإيطالي.


  أخبار ذات صلة