قطر 2022: الفيفا يسلط الضوء على منتخب الإكوادور


يسعى منتخب الإكوادور إلى صنع التاريخ خلال مشاركته في نهائيات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، التي تقام نهاية العام الحالي خلال الفترة من 20 نوفمبر وحتى 18 ديسمبر المقبلين.
وسيخوض منتخب الإكوادور مباراة الافتتاح أمام المنتخب القطري المستضيف ضمن المجموعة الأولى التي تضم بجانبهما هولندا والسنغال.
وتفوق منتخب الإكوادور في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم FIFA قطر 2022 في أمريكا الجنوبية، على منتخبات بيرو وكولومبيا وتشيلي وباراجواي وبوليفيا وفنزويلا.
ولعب جوستافو ألفارو دورا حاسما في هذا الإنجاز، فقد كان المدرب الجديد متعطشا للنجاحات بعد انفصاله عن العملاق الأرجنتيني بوكا جونيورز، كما أن الإكوادور، التي بلغت ثمن نهائي ألمانيا 2006 قبل أن تشارك لآخر مرة في أم البطولات بالبرازيل 2014.
وسلط الاتحاد الدولي لكرة القدم في تقرير له على موقعه الرسمي اليوم ، الضوء على أبرز عناصر منتخب الإكوادور التي يتوقع مشاركتها في المونديال، حيث بدأ التقرير باللاعب بييرو إنكابيي (20 عاما)، مدافع الذي تلقى تدريبه في الفئات الصغرى لنادي إنديبندينتي ديل فايي، الأكاديمية البارزة في كرة القدم الإكوادورية، والتي ساهمت في فوز منتخب الإكوادور تحت 20 سنة بلقب بطولة كوبا ليبرتادوريس، ثم انتقل إلى مدينة كوردوبا الأرجنتينية لارتداء قميص تاييريس، وفي عام واحد أضحى قائد دفاع الفريق المتألق في كرة القدم المحلية، كما فرض نفسه في الخط الخلفي للإكوادور، ليصبح أحد نجوم المنتخب في كوبا أمريكا 2021، وأثارت موهبته الفذة انتباه الأندية الأوروبية، ليسارع نادي باير ليفركوزن الألماني، في أغسطس 2021، إلى التعاقد معه بمبلغ 5ر7 مليون دولار.
وتتوفر في إنكابيي كل خصائص قلب الدفاع الحديث، حيث إنه قادر على تولي الدور القيادي كالحلقة الهجومية الأولى بفضل أسلوبه ومهارته وقيادته ورؤيته ونظرته الثاقبة لإيجاد مساحات خلف خطوط الخصم، فضلا عن قدرته على التخلص من ضغط المنافسين بتمريرات دقيقة بقدمه اليسرى لوضع زملائه في وضعية مناسبة للهجوم، ولديه قراءة رائعة للعب لاستباق المنافس أو مهاجمته، وبذلك يستوعب بسرعة كيف ومتى يتدخل في كل لعبة، كما يتميز بقدرته على تصحيح أخطاء الدفاع التي يمكن أن تكون غير متوازنة في ظل الاعتماد على بيرفيس إستوبينيان كأحد أبرز صانعي الهجمات، وفي حالات الطوارئ، يظهر إنكابيي دائما بسرعة البرق للدفاع في الملعب المفتوح إذ تسمح له لياقته البدنية الهائلة وقدرته على الارتقاء عاليا بفرض نفسه بشكل دائم في الصراع على الكرات العالية.
أما اللاعب بيرفيس إستوبينيان (24 سنة) الذي يتواجد في خانة الظهير الأيسر من أبرز العناصر التي يتوقع تواجدها في قائمة منتخب الإكوادور في المونديال، ويعد أحد أبرز صانعي الهجمات في فريقه، فبعد موسم رائع في فياريال، كانت اختراقاته الهجومية حاسمة بالنسبة لفريقه الذي صنع التاريخ بفوزه على يوفنتوس وبايرن ميونيخ وبلوغه نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، غادر إستوبينيان لا ليجا أونيفيرسيتاريا دي كيتو في عام 2016، لينتقل إلى أودينيزي في الدوري الإيطالي ثم واتفورد في الدوري الإنجليزي الممتاز ثم إلى عدة فرق في إسبانيا.
وتظهر الإحصائيات جليا تأثيره المطلق على التشكيلة الإكوادورية، فقد كان اللاعب الأكثر لمسا للكرة في تصفيات أمريكا الجنوبية، بفارق كبير (1119 مقابل 901) مقارنة بزميله مويسيس كايسيدو، كما صنع أكبر عدد من الفرص، برصيد 22 فرصة في 17 مباراة، وسجل هدفين وأعطى ست تمريرات حاسمة، وعلى مستوى الدفاع، برز أيضا في مهام افتكاك الكرة إلى جانب كارلوس جرويزو، على الرغم من أن تحركاته الهجومية المعتادة قد تعرضه للخطر بشكل دائم.
وبفضل قوته البدنية، يصعد إستوبينيان بشكل مستمر إلى الهجوم، حيث يظهر قدرة كبيرة على تحمل الركض على طول جانب الملعب طيلة تسعين دقيقة، كما تمكنه دقته في التمرير من تهديد دفاع الخصم بشكل دائم، ومع ذلك، لا يزال بإمكانه تطوير أدائه من خلال التحكم في الأضرار، بتقليل الخسائر التي يمكن أن يسببها لفريقه عند صعوده إلى الهجوم، وعلى الرغم من أنه وجد ضالته في فياريال، انتقل في آخر سوق للانتقالات إلى برايتون للانضمام إلى فريق جراهام بوتر بهدف تعويض رحيل الإسباني مارك كوكوريلا.
وتطرق تقرير الفيفا إلى اللاعب مويسيس كايسيدو (20 سنة، لاعب خط وسط) أيضا، وهو عنصر أساسي في أسلوب لعب منتخب الإكوادور، فمعظم الكرات تمر عبر قدميه، سواء في الهجوم أو الدفاع، وقد راهن عليه المدرب أساسيا بلا منازع، منذ المباراة الأولى ضد الأرجنتين في لا بومبونيرا، في وسط الملعب، إلى جانب آلان فرانكو وأمام كارلوس جرويزو، وكان كايسيدو عقل منتخب الإكوادور ومحركه، بغض النظر عن التعديلات التي طرأت على التشكيلة، وترك بصمته في جميع أنحاء الملعب، 8ر86 بالمئة من تمريراته كانت ناجحة، و3ر85 بالمئة كانت في الثلث الأخير من الملعب، وكان ثالث أكبر صانع للفرص، وأفضل ممرر بأربع تمريرات حاسمة، كما سجل هدفين وحل ثالثا في افتكاك الكرة، وبعد ظهوره كلاعب خط وسط، تحول إلى لاعب متكامل يركض في اتجاه المنطقتين داخل الملعب، حيث يساهم في المهام الدفاعية بفضل تضحيته وقدرته على الجري، كما يلعب دورا حاسما بفضل رؤيته الثاقبة في الثلث الأخير، ومهارته داخل منطقة جزاء الخصم وكذا حسه التهديفي.
أما اللاعب جونزالو بلاتا (21 سنة، مهاجم) تعقد آمال كبيرة عليه من قبل الجماهير الإكوادورية في كأس العالم FIFA قطر 2022، ليغطي إحدى أكبر نقاط ضعف منتخب الإكوادور، حيث تلقى تكوينه أيضا في مدرسة إنديبندينتي ديل فايي، قبل أن ينتقل إلى سبورتينج لشبونة البرتغالي في عام 2019، لكنه لم يتمكن من الحصول على موطئ قدم في الفريق الأول، وغادر على سبيل الإعارة إلى بلد الوليد، حيث لعب دورا مهما في صعوده إلى الدرجة الأولى، وفي ظل مشواره الطويل في المنتخبات الوطنية للإكوادور وحصوله على الكرة البرونزية في كأس العالم تحت 20 سنة 2019، فإن عروضه القوية تعزز حضوره في التشكيلة الأساسية لكتيبة ألفارو.
وعلى الرغم من أنه لا يزال لاعبا واعدا في سن الـ 21، فرض بلاتا نفسه ضمن النخبة الأوروبية بفضل قدرته الفطرية على صنع الفارق، فهو جناح ماهر للغاية ولا يمكن إيقافه في المواجهات الفردية. وتأمل الإكوادور أن يعزز حس هذا اللاعب التهديفي تقوية حظوظها في المونديال المرتقب.
كما سيكون اللاعب إينر فالنسيا (32 سنة، مهاجم) من أبرز العناصر في قائمة منتخب الإكوادور، ومهاجم فنربخشة التركي، الذي سيخوض المونديال ضمن منتخب مليء باللاعبين الشباب، فقد كان النجم الأبرز للإكوادور في مشاركتها الأخيرة في كأس العالم، حيث هز شباك كل من سويسرا وهندوراس، وهذا العام سيواجه أحد أكبر التحديات في تشكيلة ألفارو إذ سيتعين عليه القيام بدور مزدوج ككابتن من خلال قيادة زملائه الجدد في أم البطولات، والحرص على ضمان حصته التهديفية، وفي ظل عدم وجود بدائل موثوقة كثيرة لتحويل الفرص التي يصنعها منتخبه إلى أهداف، سيتحمل فالنسيا مسؤولية ثقيلة في كأس العالم FIFA قطر 2022.


  أخبار ذات صلة