الدوري اللبناني ينطلق بنظام جديد!

تعايشت أندية كرة القدم في لبنان مع الظروف والأزمات الصعبة التي تشهدها البلاد منذ نحو ثلاثة أعوام، إذ تستعيد بطولة الدوري العام بعضاً من طبيعتها بعد مواسم أخيرة أقيمت بظروف استثنائية.
يضاف إلى الأزمة الإقتصادية التي ضربت مفاصل اللعبة، ندرة الملاعب الكبيرة بسبب تضررها لأسباب تتعلق بغياب الصيانة أو انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس 2020، كما هو الحال في ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية في العاصمة بيروت وهو أكبر ملاعب البلاد حيث أصبح خارج الخدمة كلياً.
ويأمل القيمون على اللعبة ان تشهد النسخة الثالثة والستين من بطولة الدوري العام، التنافسية الكبيرة علّ المستوى العام يرتفع وينعكس بالتالي على منتخب "رجال الأرز" الذي سيخوض غمار نهائيات كأس الأمم الآسيوية 2023 الصيف المقبل.
تغييرات كثيرة ستشهدها البطولة عن الموسم المنصرم، إذ ستعتمد الفرق الـ12 على العنصر الأجنبي مجدداً بمعدل ثلاثة لاعبين كحد أقصى في كل منها، وذلك بعد غياب قسري فرضته إقتصاديات اللعبة التي تدنت بسبب الإنهيار الإقتصادي وتراجع القدرة الشرائية بسبب تراجع سعر العملة المحلية "الليرة".
وقيدت الفرق 34 لاعباً أجنبياً غالبيتهم أفارقة، حيث سعت الأندية إلى إبرام صفقات بأسعار تتناسب مع قدراتها المالية، فضلاً عن سوق انتقالات محلي نشط إذ سُجل أكثر من 100 عملية.
وسيكون العهد مرشحاً فوق العادة للاحتفاظ باللقب، فيطمح إلى الظفر باللقب التاسع في تاريخه ليفك الشراكة مع غريمه اللدود النجمة، بينما يمتلك الأنصار الرقم القياسي بعدد الالقاب (14).
ويأتي ترشيح "المارد الأصفر" لكونه الأكثر إستقراراً على الصعد المالية والإدارية والفنية، حيث يضم نخبة اللاعبين المحليين بينهم العديد من الدوليين، على غرار محمد حيدر وربيع عطايا ونور منصور وغيرهم، بقيادة المدرب باسم مرمر الذي قاد الفريق الى أول لقب رسمي قاري للبناني عندما توج العهد بطلاً لكأس الاتحاد الآسيوي 2019.
ويسعى الأنصار الى تعزيز رقمه القياسي باللقب الـ15، بالرغم من التغييرات الكثيرة التي شهدها أبرزهم تعيين "إبن النادي" جمال طه مديراً فنياً، ويضم في صفوفه قائد منتخب لبنان حسن معتوق الى الهداف السنغالي حاج ماليك تال.
في حين يأمل النجمة صاحب القاعدة الشعبية الأوسع، أن ينعكس التغيير الإداري والفني بقيادة المدرب بلال فليفل إنهاء الصيام عن اللقب الذي امتد لسنوات عدة حيث يعود لقبه الأخير إلى العام 2014.
ويدخل ناديا شباب الساحل والبرج بدرجة أقل على خط المنافسة، أملاً بصناعة المفاجأة في نهاية الموسم عبر تدوين أحدهما اسمه في السجل الذهبي.
صيغة غريبة

وستقام البطولة وفق نظام فني جديد، الذي يشبه تقسيم النسخة المنقضية من خلال لعب دور الذهاب على نحو عادي، أي أن يخوض كل فريق 11 مباراة، ثم تقسم الفرق إياباً الى سداسيتين "دورة التصفية النهائية للأندية الأوائل والأواخر"، بحيث تحتفظ الأندية في هذه الدورة بنصف النقاط التي جمعها كل فريق في المرحلة الاولى، على أن يجري احتساب النصف نقطة في المجموع العام للفريق كنقطة كاملة تضاف الى المجموع.
وتقام المباريات في هاتين الدورتين من مرحلتين ذهاباً وإياباً.
ويرى العديد من المحللين ان هذه الصيغة غريبة بعض الشيء، وهي مستنسخة عن بعض الدول الأوروبية مثل رومانيا. ويسعى الاتحاد من خلال هذا النظام الى إبقاء المنافسة قوية حتى ختام البطولة، وتقليص الفوارق الفنية بين الفرق، وبالتالي مضاعفة الاهتمام الجماهيري والنقل التلفزيوني، والأهم هو الحدّ من التلاعب في النتائج.
ولحظ النظام العناية باللاعبين الشبان من خلال إلزام الفرق بإشراك لاعبين لا تتخطى أعمارهم 21 عاماً (مواليد 2001 وما فوق) مع تقليص عدد اللاعبين فوق سن الثلاثين.
وحصر الاتحاد تمثيل الأندية في البطولات الخارجية بنتيجة ترتيب بطولة الدوري.
ولم يكن انطلاق الموسم مثالياً، إذ اضطر الاتحاد لتأجيل مباراة "كأس السوبر"، التي كانت مقررة بين العهد والنجمة بسبب دخول الجماهير إلى ملعب بلدية بحمدون يفوق العدد المسموح به، وهذا الأمر هو انعكاس صريح لأزمة الملاعب.
وبرمج الاتحاد المباريات على ملاعب صغيرة نسبياً، حيث مدرجات الجماهير متقاربة، كما أنها ذات أرضة من العشب الإصطناعي، وثمة ملعب وحيد تم إعتماده ذي أرضية عشبية طبيعية يقع في مدينة طرابلس الشمالية.


  أخبار ذات صلة