تقرير «تمبة»: جولة المفاجآت في «دوري قطر»!

 

غرد العربي خارج سرب فرق الدوري القطري بعدما تفرد دون غيره بسجل انتصارات ناصع مع ختام الجولة الثالثة للبطولة في نسختها الاستثنائية للموسم الحالي 2022-2023.
الفوز الذي حققه العربي على المرخية بهدفين دون رد كان الثالث تواليا، ليبتعد الفريق بنقاطه التسع في صدارة جدول الترتيب، بعدما فقدها لأربع وعشرين ساعة فقط عقب الانتصار العريض لفريق الوكرة على أم صلال في استهلال الجولة برباعية دون رد.
قد لا تكون هي الانطلاقة المثلى لمسيرة العربي في المسابقة بعدما حفل تاريخ الفريق العريق بأفضل منها على مستوى كم الانتصارات المتتالية، لكن تلك البداية تبدو حتى الآن مقنعة إلى حد بعيد بواقع القياسات الفنية لمستوى الأداء، إلى جانب حصيلة رقمية وازنة بوفرة هجومية من خلال الأهداف الستة الموزعة بالتساوي على المباريات الثلاث، فضلا عن النجاعة الدفاعية باستقبال هدف واحد فقط.
ومع تطلعات جماهيري العربي بآمال عريضة بأن تضع النسخة الحالية حدا لقحط التتويج بلقب الدوري الذي قارب عقدين ونصف، إلا أن المدرب يونس علي فضل أن يبقي أقدام لاعبيه على الأرض بالتأكيد عقب الفوز الثالث، على أن ما تم حتى الآن لا يعدو كونه بداية وجب الاستمرار بها حتى تكبر الطموحات رويدا رويدا.
هذا وشهدت الجولة وضع السد، بطل النسختين الماضيتين، ووصيفه الدحيل حدت لانطلاقة مخيبة بتحقيق كل منها الانتصار الأول على حساب الأهلي والريان بنتيجتي (2-1) و(3-2) تواليا، ليعود الفريقان من باب واسع وفي توقيت مهم قبل أن تتفاقم السلبيات وتتزايد الضغوط على الإدارة الفنية لكليهما، رغم الغيابات في صفوفها جراء ارتباط اللاعبين الدوليين بمعسكرات المنتخب القطري التحضيرية لنهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022.
فقد خطف السد انتصارا في وقت قاتل على حساب الأهلي، حيث كانت النتيجة تشير الى تعادل الفريقين بهدفين لمثلهما قبل ثلاث دقائق من النهاية، ليسجل رودريغو تباتا هدفا ثمينا منح به الفوز لفريقه الذي ظل يلهث وراء العودة في النتيجة مرتين خلال المباراة التي حفلت بالكثير من الإثارة والندية.
وعلى ذات المنوال، نسج الدحيل الذي تشبث هو الآخر بالفوز بعد التعثر بالخسارة والتعادل في الجولتين الأولى والثانية، دون أن تغيب مشاهد الإثارة أيضا، ذلك أن الريان كان قاب قوسين أو أدنى من التعديل في الوقت بدل الضائع من خلال ركلة جزاء كسبها الإيفواري يوهان بولي، لكنه أهدرها عندما أصاب قائم مرمى الحارس شهاب الليثي.
ولعل الخسارة الثالثة التي مني بها الريان زادت من الطين بلة، بعدما أضحى الفريق الوحيد الذي لم يجمع أية نقطة، متذيلا جدول الترتيب برصيد خاو، ما يجعل الضغوط تتضاعف على المدرب التشيلي نيكولاس كوردوفا ولاعبيه.
ومن ناحية أخرى، ظل الوكرة علامة فارقة على مستوى الأداء الفني من خلال انتصار واضح وصريح على أم صلال برباعية كاملة، جسدت نهما هجوميا كبيرا تعزز عقب استعادة اللاعب الجزائري محمد بن يطو الذي لم يخيب الظن في ظهوره الأول بعد قيده رسميا في كشوفات الفريق، مسجلا هدفين في غضون ثلث ساعة، قبل أن يكمل النجم الآخر الانغولي جيسون دالا المهمة على الوجه الأكمل مدونا ثنائية أيضا رفعت الحصة الى الفوز العريض الذي كرس مساع واضحة في تغيير بعضا من ملامح الخارطة التنافسية في البطولة، أملا في استعادة الفريق لأمجاده السابقة، وإن كان الحديث في هذه اللحظة يبدو مبكرا بمشوار ما زال طويلا .ولعل انتصار الشمال على الغرافة بهدفين لهدف في ذات الجولة، يعد مفاجئا عطفا على السياق الذي عرفته مسيرة الفريقين قبل المواجهة، ما بين ظهور مقنع للخاسر، وتذبذب في مستوى الفريق الذي خرج بالنقاط الثلاث.
ويحسب للمغربي ياسين بامو، مهاجم الشمال، أنه صاحب فكرة قلب الطاولة على المنافس، بعدما رد على هدف الجزائري ياسين إبراهيمي مرتين في غضون إحدى عشرة دقيقة ليحقق لفريقه الفوز الثاني معوضا الخسارة السابقة أمام السيلية ويصعد به إلى المركز الثالث.
وكانت الجولة قد افتتحت بانتصار فريق قطر على السيلية (2-1) في مواجهة استثمر فيها الفائز ضغوطات كبيرة رزح تحتها منافسه، جراء إصابات مؤثرة قضت بغياب العراقي مهند علي لتسعة أشهر عقب تعرضه لقطع في الرباط الصليبي، إلى جانب غياب رأس الحربة الآخر عبدالقادر إلياس لعدم الجاهزية، فبدى الهجوم محتشما خصوصا في رحلة العودة بعد التأخر بهدفي النيجيري أنتوني أكبوتو وسيبستيان سوريا، فلم يكن الهدف الوحيد الذي سجله اليوناني فيتفاتزيديس كافيا لتجنيب السيلية الخسارة التي دفعت المدرب التونسي سامي الطرابلسي للمطالبة بإعفائه من مهامه.
رقيما، استعادت الجولة الزخم الهجومي بعد تسجيل 20 هدفا في المباريات الست بعد انخفاض في الجولة السابقة التي اكتفت فيها الفرق بتسجيل 14 هدفا، ليرتفع معدل التسجيل في المباراة الوحدة إلى 3.3 هدف، وهي ذات النسبة التي عرفتها الجولة الأولى.
وتم خلال الجولة الثالثة إشهار البطاقة الحمراء في مناسبتين والبطاقات الصفراء في 15 مناسبة، فيما تم احتساب ركلتي جزاء تم إهدار واحدة منها.
وعلى صعيد الهدافين، فقد رفع الانغولي جيسون دالا، مهاجم الوكرة، رصيده إلى خمسة أهداف متصدرا القائمة، يليه العراقي أيمن حسين مهاحم المرخية برصيد 3 أهداف.
ومع إسدال الستار عن الجولة، واصل العربي الصدارة برصيد تسع نقاط، يليه الوكرة بسبع نقاط، ثم الشمال بست نقاط، فيما تحتل فرق السد والغرافة والأهلي والدحيل والمرخية وقطر المراكز من الرابع حتى التاسع تواليا، بفارق الأهداف بعدما تساوت برصيد أربع نقاط .
وتقام منافسات الجولة الرابعة أيام الإثنين والثلاثاء والإربعاء الموافق 22 و23 و24 الشهر الجاري، حيث يلتقي في اليوم الأول المرخية مع الدحيل، ونادي قطر مع الوكرة، فيما يلتقي في اليوم الثاني الريان مع الأهلي، والسد مع الغرافة، على أن تختتم الجولة بلقائي أم صلال مع السيلية، و الشمال مع العربي.


  أخبار ذات صلة