حلم نصف النهائي يراود منتخبات أفريقيا في مونديال قطر

 

تبحث المنتخبات الأفريقية الخمسة التي تأهلت الى نهائيات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، عن تحقيق إنجاز جديد للقارة السمراء التي لم يسبق لأي من منتخباتها الوصول للدور نصف النهائي في تاريخ نهائيات العرس الكروي العالمي.
ويعد الوصول إلى الدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم هو أكبر إنجاز إفريقي، وقد نجحت ثلاثة منتخبات فقط في تحقيقه، الكاميرون (1990) والسنغال (2002) وغانا (2010).
وكان الطريق طويلا للمنتخبات الافريقية من أجل الوصول الى مونديال قطر2022، فبعد  تصفيات متتابعة، تأهلت 10 منتخبات الى آخر مراحل الوصول لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث نجحت منتخبات الكاميرون والسنغال والمغرب وغانا وتونس أن تسجل اسمها في قائمة المنتخبات التي ستنال شرف المشاركة في أول مونديال يقام في منطقة الشرق الأوسط وأول بطولة تقام في دولة عربية صنعت إنجازا فريدا في تحقيق الفوز بتنظيم مونديال 2022، حيث استطاعت قطر وبفضل قيادتها الرشيدة في تسخير إمكانيات الدولة من أجل تنظيم بطولة استثنائية في كافة جوانبها.. وبفضل هذا الحدث العالمي الفريد في المنطقة تمكنت قطر من إحداث طفرة كبيرة في البنية التحتية في الدولة التي شيدت ملاعب بتقنيات عالية لاستضافة هذا الحدث الفريد الذي يقام لأول مرة في الشتاء وبمشاركة 32 منتخبا. 
وبما أن معطيات كأس العالم FIFA قطر 2022 تشير الى أن كل الأحداث ستكون استثنائية، لذا تطمح المنتخبات الأفريقية لتحقيق إنجاز استثنائي في هذه البطولة التي تقام في شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين، وحسب معطيات قرعة البطولة يأمل المنتخب المغربي أحد المنتخبات العربية الأربعة المشاركة في هذه البطولة في تحقيق نتائج تختلف عن مشاركاته الست الماضية، وبذات المنوال تنتظر المنتخبات الافريقية مواجهات قوية في الدور الأول بداية بالمنتخب السنغالي الذي يلعب ضمن المجموعة الأولى التي تضم المنتخب القطري المستضيف والاكوادور، وهولندا، كما تنتظر تونس مباريات من العيار الثقيل ضمن المجموعة الرابعة رفقة فرنسا حاملة اللقب وأستراليا، والدنمارك، أما المنتخب المغربي تعد مبارياته متباينة في قوتها وصعوبتها وفرصته كبيرة في بلوغ الدور الثاني في البطولة عندما يخوض غمار منافسات المجموعة السادسة بمواجهة منتخبات كرواتيا وكندا، وبلجيكا، كما تنتظر منتخب الكاميرون مباريات ثقيلة بمواجهة البرازيل، وسويسرا، وصربيا ضمن المجموعة السابعة، كما سيلعب المنتخب الغاني ضمن المجموعة الثامنة التي تضم البرتغال وكوريا والاوروغواي.
وبالعودة الى آخر مراحل التصفيات الإفريقية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم التي عاشت خلالها القارة السمراء وقع منافسات محتدمة وتشويق كبير في الملحق المؤهل لكأس العالم قطر 2022، حيث كانت تنافس على شرف التأهل للعرس العالمي عشرة منتخبات ولم يتبق منها سوى خمسة ستكون حاضرة في الأراضي القطرية.
واستطاع المنتخب السنغالي أن يفوز بعد حبس الأنفاس على نظيره المصري بفضل ركلة ساديو ماني الحاسمة، وهو الذي كان خامس لاعب في لائحة منفذي الركلات (3-1)، ليتأهل للمرة الثالثة للمشاركة في كأس العالم.
وبعد ثماني سنوات من الغياب، عاد المنتخب الغاني وانتزع بطاقة التأهل للعرس العالمي للمرة الرابعة في تاريخه بعد أن أجبر نيجيريا على تقاسم النقاط على أرضها بأبوجا (1-1).
وكان قائد الفريق توماس بارتي قد افتتح التسجيل في الدقيقة العاشرة من عمر المباراة، بينما عدل النتيجة ويليام تروست-إكونج من ركلة جزاء بعد إحدى عشرة دقيقة من ذلك، لتتأهل كتيبة النجوم السمراء لأم البطولات بفضل قاعدة الهدف المُسجل خارج الميدان. 
وكان المنتخبان قد تعادلا في مباراة الذهاب (0-0). 
ويُشكل هذا الإخفاق ضربة قوية للنسور النيجيرية التي أخلفت الموعد العالمي لأول مرة منذ 2006.  
ومن أجل المشاركة السادسة تاريخيا في المونديال نجح المنتخب المغربي في الحصول على بطاقة التأهل لكأس العالم FIFA قطر 2022 على حساب جمهورية الكونغو الديمقراطية، بعد التعادل في مباراة الذهاب بكينشاسا (1-1). 
وقد حقق زملاء رومان سايس نتيجة عريضة أمام كتيبة الفهود انتهت بأربعة أهداف مقابل هدف واحد. وسجل خلال هذه المباراة وسط الميدان عز الدين أوناحي ثنائية بينما تكفل طارق تيسودالي وأشرف حاكيمي بالهدفين الآخرين. وبفضل هذه النتيجة، سيُشارك المنتخب المغربي للمرة السادسة في تاريخه ضمن كأس العالم والثانية على التوالي.
وتضع الجماهير المغربية آمالها في المونديال القادم على مجموعة من اللاعبين حيث أن قائمة لاعبي المنتخب المغربي قادرة على صناعة الفارق في مواجهة كبار المجموعة السادسة، حيث سبق للمنتخب المغربي في مونديال 1986 تحقيق الفوز على منتخب البرتغال وصمود قوي أمام منتخبي إنجلترا وبولندا، ليحقق في مونديال المكسيك 1986، أفضل إنجازاته على الإطلاق في تاريخ مشاركاته في كأس العالم، بتأهله إلى الدور الثاني بعد أن صنع الحدث، وتصدر مجموعته، بعد التعادل في مباراتين ضد المنتخبين الإنجليزي، والبولندي، والفوز على المنتخب البرتغالي بثلاثة أهداف لهدف ليكون بذلك المغرب أول منتخب عربي وإفريقي يصعد إلى الدور الثاني في كأس العالم.
وفي طريق وصوله الى كأس العالم FIFA قطر 2022، نجح منتخب الكاميرون في تحقيق الحلم بعد إثارة وتشويق كبيرين في مباراة تاريخية، واستطاع المنتخب الكاميروني أن يحقق الفوز على الجزائر، بفضل هدف سجله كارل بريليانت كوكو-إكامبي في الثواني الأخيرة من الوقت الإضافي (2-1).
وكان أنصار المنتخب الجزائري يعتقدون بعد فوزهم في مباراة الذهاب بفضل هدف إسلام سليماني (1-صفر) أنهم حققوا الأصعب عقب رأسية أحمد توبا التي منحتهم التعادل في الدقيقة الـ118، غير أن إصرار ريجوبيرت سونج، الذي كانت له بداية موفقة مع الكاميرون، كان له الكلمة الفصل بتأهيل الكاميرون للعرس العالمي للمرة الثامنة في تاريخها، وهو رقم قياسي على مستوى القارة السمراء.   
يشار الى أن منتخب الكاميرون سيصبح المنتخب الإفريقي الوحيد الذي يُوقع على مشاركته الثامنة ضمن كأس العالم (1982، 1990، 1994، 1998، 2002، 2010، 2014، 2022)، متقدما على منتخبات كل من المغرب وتونس ونيجيريا (ست مشاركات). 
من جانبها تمكنت تونس من تحقيق التأهل لكأس العالم للمرة السادسة في تاريخها والثانية على التوالي، وكان منتخب تونس قد حقق  الأهم خلال مباراة الذهاب في باماكو بفضل هدف وحيد سجله موسى سيساكو ضد مرماه.
 وفي هذا السياق، يمكن للمدرب الجديد، جلال قادري الذي تولى مقاليد المنتخب التونسي بداية فبراير الماضي، أن يستهل مغامرته بكل طمأنينة في كأس العالم المقبل التي يشارك فيها للمرة السادسة في تاريخه والثانية على التوالي.
وتخوض تونس المونديال بنهج جديد هو الاعتماد على قاعدة من لاعبي دوريات الشرق الأوسط عوضا عن التطلع دائما لمساهمات اللاعبين النشطين في البطولات الأوروبية، باستثناء أسماء معدودة كوهبي الخزري وإلياس السخيري وديلان برون.
ذلك النهج أثبت نجاحه في كأس العرب FIFA قطر 2021 بالوصول إلى النهائي في ديسمبر الماضي، قبل الخسارة على يد الجزائر في الوقت الإضافي بهدفين نظيفين، كما نجح منتخب تونس في تحقيق المطلوب والوصول إلى قطر على حساب مالي، بوجود اثنين فقط من لاعبي الدوريات الأوروبية في التشكيل الأساسي.
فالاعتماد على لاعبي دوريات الشرق الأوسط لم يكن حكرا على مجموعة من اللاعبين الأساسيين وحسب، بل حصل العديد من البدلاء على فرص كافية تجعلهم جاهزين دوما لأخذ أماكن الأساسيين، حتى أصبحت تلك المجموعة تملك التفاهم والانسجام التكتيكي اللازم للعب تحت كل الظروف. 
وبعد أن اعتادت تونس على تقديم أفضل العروض الهجومية في الماضي، تغير الأمر ليصبح منتخبا عنيدا على الصعيد الدفاعي، ونجح في نظافة شباكه خلال 22 مباراة من اجمالي 47 مباراة خاضوها منذ  2019 حتى الآن، فيما استقبل 29 هدفا فقط في 25 مباراة.
وبلا شك، سيعول منتخب تونس كثيرا على الصلابة الدفاعية والنضج التكتيكي للاعبين ذوي الخبرة الكبيرة في مجموعة صعبة في كأس العالم رفقة فرنسا والدنمارك، ومن جهة أخرى، سيواجه هذين المنتخبين بما يمتلكه كل منهما من جودة هائلة وإمكانيات كبيرة منافسا غامضا ولا يمكن توقعه، حتى وإن بدا بلا أنياب هجومية حقيقية، فهو أثبت أنه يعرف كيف يحقق النتيجة التي يريدها.


  أخبار ذات صلة