استفاد الترجي من تراجع مستوى منافسيه التقليديين ليكرس هيمنته على بطولة الدوري التونسي لكرة القدم ويحافظ على اللقب للعام السادس تواليا عقب نهاية الموسم.
أقيم الدوري التونسي الموسم المنصرم بنظام المجموعتين وتأهل أصحاب المراكز الثلاثة الأولى عن كل واحدة لمرحلة التتويج.
لم يجد الترجي صعوبة في بلوغ مرحلة التتويج في صدارة مجموعته الأولى وحصل على ثلاث نقاط كحوافز ليدخل سباق مرحلة التتويج بأفضلية عن بقية منافسيه.
لكن مستوى الفريق في مرحلة التتويج بقيادة المدرب راضي الجعايدي بدأ في التراجع وأهدر العديد من النقاط وزادت عليه الضغوط من أقرب منافسيه الاتحاد المنستيري.
وبدا الترجي متأثرا بخروجه المبكر من دور الثمانية لدوري أبطال أفريقيا ودور الستة عشر لكأس تونس وتسرب الشك للفريق.
شعرت إدارة الترجي بخطورة الموقف وزادت الخشية من فقدان لقب جديد لذلك تحركت بسرعة فقررت إقالة الجعايدي وإعادة نبيل معلول لتولي مهمة تدريب الفريق لفترة ثالثة وإنقاذ موسمه.
وقاد معلول الفريق لفوزين وتعادل في آخر ثلاث جولات والوصول بسلام نحو منصة التتويج وتكريس هيمنته على لقب الدوري للمرة السادسة تواليا.
فرض محمد علي بن رمضان لاعب وسط الترجي نفسه نجما للموسم بفضل قوة أدائه واستقرار مستواه ومساهمته في قيادة فريقه للاحتفاظ باللقب للعام السادس على التوالي.
ورغم صغر سنه (22 عاما) أصبح بن رمضان أيقونة الفريق وأبرز نجومه بفضل استقرار مستواه ونضجه الرائع في مركز الوسط المتأخر وقدرته على افتكاك الكرة أو صناعة اللعب والمساهمة الهجومية.
وذكرت تقارير إعلامية أن العديد من الأندية أبدت اهتماما بضم نجم وسط الترجي من بينها الأهلي المصري.
بعد مسيرة حافلة بالألقاب قرر خليل شمام وسامح الدربالي ثنائي خط دفاع الترجي اعتزال اللعب عقب نهاية الموسم بعد مسيرة حافلة بالألقاب والتتويجات.
وشمام (34 عاما) أكثر اللاعبين تتويجا بالدوري التونسي برصيد 12 لقبا فيما نال بطولة الكأس أربع مرات وبطولة دوري أبطال أفريقيا ثلاث مرات والبطولة العربية مرتين.
وتوج الدربالي مع الترجي ببطولة الدوري المحلي ست مرات وبطولة الكأس أربع مرات ولقب دوري ابطال افريقيا ثلاث مرات والبطولة العربية مرتين.
انحصر الصراع على لقب الدوري التونسي أغلب المواسم بين الترجي ومنافسيه التقليديين النجم الساحلي والصفاقسي والافريقي لكن مع تراجع مستوى الأندية الثلاثة هذا الموسم برز الاتحاد المنستيري ليضفي إثارة على مسابقة هذا الموسم حتى اللحظات الأخيرة.
وكان الاتحاد المنستيري بقيادة مدربه الخبير فوزي البنزرتي قريبا من انتزاع اللقب الأول في تاريخه قبل أن يحسمه الترجي في اللحظات الأخيرة.
وقدم الاتحاد المنستيري موسما رائعا بفضل خبرة مدربه البنزرتي وقدرته على تكوين تشكيلة منسجمة تضم المدافع عثمان واتارا من ساحل العاج ولاعبي الوسط يوسف أومارو من النيجر وروجيه أهولو من توجو والمهاجم يوسف العبدلي.
في المقابل عانت أندية النجم الساحلي والصفاقسي والافريقي من مشكلات مالية خانقة وغياب الاستقرار الفني والإداري وبدت عاجزة عن منافسة غريمهم التقليدي الترجي.
ووقفت الأزمة المالية وعقوبات المنع من التعاقدات حاجزا أمام النجم الساحلي والافريقي والصفاقسي لتعزيز صفوفهم بلاعبين بارزين واعتمدوا على لاعبين شبان يفتقدون الخبرة وأجواء اللعب في دوري الدرجة الأولى.
ورغم فشل الفرق الثلاثة في إزاحة الترجي من القمة برز في المقابل في صفوفها مجموعة من اللاعبين الواعدين مثل آدم قرب مهاجم الافريقي وراقي العواني من النجم الساحلي ووليد القروي من الصفاقسي.
وتأمل الأندية الثلاثة في التخلص من مشاكلها خلال الفترة المقبلة والإعداد جيدا للموسم المقبل في محاولة جديدة لوضع حد لسيطرة الترجي.