مهندس تبريد ملاعب مونديال 2022 يكشف طريقة عملها



أكد المهندس سعود عبدالعزيز عبدالغني، مهندس مكيّفات الهواء في ملاعب كأس العالم FIFA قطر 2022، أنّ تبريد الملاعب سيصبح بمثابة قاعدة ثابتة في الأحداث الرياضية الضخمة في المستقبل كما أنه سيكون أفضل تجربة للاعبين والجماهير.
وعمل المهندس سعود عبدالعزيز عبدالغني المعروف باسم "دكتور كول"، لمدة 13 عاماً على نظام التبريد الذي يقول إنه يساعد اللاعبين على تجنّب الإصابة، والحفاظ على صحة العشب، وحتى التخلص من رائحة الجسم في الاستاد المزدحم.
في استاد الجنوب الذي يتسع لـ40 ألف متفرج ويستضيف 7 مباريات بما في ذلك المباراة الأولى لفرنسا حاملة اللقب، روى عبدالغني كيف أقام هو وفريقه "فقاعة معزولة تماماً" بارتفاع مترين فوق أرضية الملعب وفوق المدرجات.
داخل الفقاعة، ستكون الحرارة 21 درجة مئوية، وسيخرج الهواء من زوايا الملعب ومن تحت المقاعد. 
وتحافظ المستشعرات حول الملعب على ثبات درجة الحرارة، وتضبط تدفقات الهواء بالنسبة للمقاعد في الظل وأخرى تحت الشمس.
يتم امتصاص الهواء المتصاعد داخل نظام تبريد الاستاد، وتنظيفه بالمياه المحفوظة على درجة حرارة 7 مئوية ثم ضخه مرة أخرى.
وقال عبدالغني "سيحظى اللاعبون بأفضل تجربة في حياتهم"، مشيراً إلى أنّ الهواء البارد سيمنع الإصابات التي يتعرضون لها في درجات الحرارة والبرودة الشديدتين.
وأضاف أن النظام يلبّي متطلبات الاستدامة حيث تُولَّد الطاقة من موقع عملاق للطاقة الشمسية في الصحراء خارج العاصمة الدوحة.
وسيكون هناك حاجة للتكييف في موعد المونديال، برغم انخفاض درجات الحرارة.
حسب عبدالغني، يولّد كل انسان حرارة حاسوبين محمولين وسبعين غراماً من العرق في الساعة.
أعطى مثالاً عن استاد لوسيل حيث سيحضر 80 ألف متفرج المباراة النهائية المقرّرة في 18 ديسمبر "سيبقون هناك لمدة أربع ساعات، وهذا كثير من الماء. ولدي أيضاً حرارة 160 ألف حاسوب محمول في تلك المساحة. لذا يجب موازنة هذه الحرارة بصرف النظر عما إذا كان الشتاء، الصيف، الخريف أو الربيع".
وقال عبدالغني إنّه سيرحّب بالسماح لأي خبير بفحص النظام والتحقق من فعاليته، علماً أنّ هذه التكنولوجيا خالية من قيود براءات الاختراع.
كما أنّه متأكّد من أنّ نهائيات كأس العالم في المستقبل، لا سيما في 2026 في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، ستحتاج إلى نظام "دكتور كول".
وأوضح "في المستقبل، من أجل سلامة اللاعبين، ستكون الملاعب المكيّفة أكثر شيوعاً".
وتبريد الملاعب ليس بالأمر الجديد، فملعب "سوبردوم"، موطن فريق نيو أورليانز ساينتس الأميركي لكرة القدم، يحتوي على 9000 طن من مكيفات الهواء، لكن "دكتور كول"، أستاذ الهندسة في جامعة قطر الذي ساعد أيضاً في صناعة نظام تبريد لسيارة فورد مونديو، طوّر نظاماً يقول منظمو كأس العالم إنه أكثر "استدامة" بنسبة 40 في المئة من التقنيات الحالية، علماً أن سبعة من ملاعب كأس العالم الثمانية مكيّفة الهواء.
وقد يضطر مشجعي كرة القدم لارتداء سترات تقيهم البرد في الملاعب المزودة بأحدث أجهزة تكييف الهواء، خلال نهائيات كأس العالم لكرة القدم.


  أخبار ذات صلة