أثار محمد صلاح قائد منتخب مصر ونجم ليفربول جدلا كبيرا في الساعات الماضية، وذلك بسبب قرار السفر إلى ناديه من أجل استكمال علاجه على أن يعود مجددا في حال تأهل الفراعنة إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس الأمم الافريقية المقامة بكوت ديفوار، ولكن بالطبع هذا كلام من أجل تهدئة الجماهير، فحتى لو تأهل المنتخب المصري لن يكون وقتها في إحتياج لصلاح الذي سيكون في بداية التعافي من الإصابة.

هل صلاح ظالم أم مظلوم ؟

ستتفاجئ عزيزي القارئ عندما تعلم في السطور القادمة بأن محمد صلاح لا يتحمل المسئولية وحده، بل المسئولية الأكبر تقع على اتحاد الكرة المصري الذي نشر بيانا مغلوطا عن الإصابة ومدة غياب اللاعب، وقال أن الإصابة في العضلة الخلفية وانها تستوجب الغياب مباراتين فقط.

وبدأت القصة منذ أن نشر الاتحاد المصري لكرة القدم هذا البيان الصادم، ولعلك ستتفاجئ إذا علمت بأن محمد صلاح وقتها لم يكن يريد التحرك إلى ليفربول لإستكمال علاجه، بل كان يريد استكمال البطولة حتى لو لم يلعب.

لكن ما أشعل الأزمة هو أن نادي ليفربول طلب من الاتحاد المصري لكرة القدم تقريرا طبيا يفيد بأن الإصابة تستوجب الغياب مباراتين فقط، لضمان حقه خوفا من أن يتحامل اللاعب على نفسه وتكون الإصابة أكبر مما يتصور الاتحاد المصري، ويشارك في المباريات وبالتالي تتفاقم الإصابة.

هذا الأمر جعل الاتحاد المصري في حالة ارتباك حقيقة، لأن يبدو أن الإصابة أكبر مما كان يتخيل البعض، وبالفعل كان ليفربول على حق، وتحتاج الإصابة إلى أسبوعين أو ثلاثة من أجل العودة، ليتفق النادي الإنجليزي مع مسئولي الاتحاد المصري على عودة اللاعب إلى ليفربول لإستكمال العلاج، على أن يتم الإعلان بعد مباراة كاب فيردي المقررة مساء الثلاثاء.

لكن ما أشعل الأزمة بشكل أكبر هو تصريح مدرب ليفربول يورجن كلوب بعد مباراة الفريق ضد بورنموث في الدوري الإنجليزي، فعندما سئل عن صلاح أكد بأنه تم الاتفاق مع الاتحاد المصري على عودته لإستكمال العلاج، وجاء ذلك قبل يوم واحد من مباراة مصيرية للفراعنة، مما جعل الاتحاد المصري يصدر بيانا كان يؤجله لبعد المباراة. 

هذا الرأي ليس دفاعا عن محمد صلاح، حيث كان بإمكانه استكمال البطولة وعدم اللعب ولكن للوقوف بدور القائد مع فريقه حتى نهاية مشوار الفراعنة أو حل الامر بصيغة أخرى، ولكن تأتي هذه السطور من أجل إيضاح جزءًا من الحقيقة التي لا تزال بعض جوانبها غير مفهومة وهو ما أثار غضب المصريين.

ومن هنا أؤكد، بأن الجماهير المصرية عليها أن تغضب من اتحاد كرة القدم بسبب التخبط والعشوائية الكبيرة التي يعيشها في الفترة الأخيرة، وعدم وجود مسئول يخرج للناس ويوضح لهم الأمور بشكل صحيح.