قطر تُبهر العالم.. ولا عزاء للحاقدين !

missing
محمود حسن

 

لم أكن أتخيل كمواطن عربي أن يأتي يوم وأرى بلد عربي تنظم البطولة الأكبر في تاريخ اللعبة الشعبية الأولى في العالم وهي كأس العالم، بل والأجمل أن تخرج هذه النسخة بهذا الشكل، كواحدة من أفضل النسخ عبر التاريخ، بل إنها الأفضل في نظر العديد من المحللين غير المغرضين والكارهين لبلادنا العربية، والذين يحترمون ثقافتنا.

على مدار ما يقرب من 30 يومًا، فاقت قطر جميع التوقعات بتنظيمها المبهر للمونديال، وحقق أحد المنتخبات العربية وهو المغرب والذي كان يشعر بالطبع بانه يلعب في بلده الثاني أفضل إنجاز عربي في تاريخ المونديال بالتأهل لنصف النهائي والتواجد ضمن الأربعة الكبار، وسطرت السعودية فوزا تاريخيا بالفوز على بطل المونديال الأرجنتين في المباراة الأولى، فيما فازت تونس على وصيف بطل العالم في إنتصارات لا تنسى للعرب.

بصمة قطر بدأت بافتتاح اعتبر أسطوريا ونهاية ستبقى في الذاكرة الى أبد التنظيم، برفع كاس عالم بيد لاعب يرتدي "عباءة" رمز منطقة دوما تستحق أفضل، لنرى بعض المحللين الغرب يواصلون الهجوم بشكل غريب معتبرين ذلك اعتداء على حرية ميسي، ويبدو أنهم لم يروا ابتسامة ميسي وتقبله للامر، بل يبدو أنهم لم يجدوا شيئا يعكروا به صفو التنظيم الرائع للمونديال الذي بلغ ذروته في مراسم التتويج هي الأجمل في التاريخ.

صنعت قطر من كأس العالم حدثا خاصا، شاهدنا فيه متعة كروية بلا حدود والتي اعتبرها كثيرون الأفضل وهو ما ظهر جليا في النهائي الأفضل عبر تاريخ كأس العالم بين منتخب أوروبي وآخر لاتيني ينتهي بالتعادل 3-3 قبل أن تحسم ركلات الترجيح اللقب لرفاق اللاعب الأهم في تاريخ الساحرة المستديرة.

تفوّقت قطر على دول كبيرة عظمى بفضل ملفها الجيد كان ذلك 2 ديسمبر من عام 2010، ومنذ ذلك الوقت وقطر تعمل ليل نهار من أجل أن تكون هذه النسخة استثنائية ومميّزة ومختلفة عن كل البطولات، ورغم الظروف الصعبة التي مرت بها قطر وظروف جائحة انتشار وباء كورونا في جميع العالم، والحملات المغرضة والاشاعات من أجل سحب مونديال قطر والغيرة والحسد والحقد الغربي على قطر والبلاد الإسلامية، ولكن قطر لم تلتفت لتلك الشائعات بل واصلت المسيرة.

بدأت قطر العمل في البنية التحتية، وإنشاء 8 ملاعب عالمية مستوحاة من البيئة والتراث القطري والعربي، وهي صديقة للبيئة ومستدامة وتعتبر إرثا للأجيال القادمة، وانتهت في الموعد المحدد لها، وأقيمت عليها بطولة كأس العرب 2021 كتجربة قبل المونديال وحققت نجاحاً كبيراً.

قطر بذلت جهوداً كبيرة من أجل إدخال اللغة العربية في الفيفا، وقد أنهت قطر جميع المشاريع من البنية التحتية والمستشفيات والطرقات قبل سنتين من استضافة البطولة ومطار حمد الدولي وشبكة طرق كبيرة من مختلفة من جسور وأنفاق وغيرها من متطلبات الاتحاد الدولي.

كلمة شكرا قطر، هي التعبير الأقل تقديرا لما فعلت بلد صاحبها تهم الأرض بعدما فازت بالتنظيم، لكن كان الرد هو التنظيم المبهر المشرف لكل مواطن عربي والذي سيظل محفورا في أذهان الجميع عبر التاريخ، وتتوارثه الاجيال ونقول لأحفادنا: "يوما ما نظمنا كعرب كأس العالم وأبهرنا الجميع".


  أخبار ذات صلة